"مجموعة 47" أهم مجموعة أدبية في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب. جاءت المجموعة تعبيراً عن أحلام جيل جديد عاش مآسي الحرب العالمية الثانية، واختار التمرد على جيل الآباء وتأسيس كتابة أدبية جديدة.
إعلان
مجموعة 47 هي، بلا ريب، أهم مجموعة أدبية في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وإليها كانت تنتمي أسماء أدبية، ستحقق فيما بعد نجاحاً عالمياً، من بينها هاينريش بول وغونتر غراس، الحائزان على جائزة نوبل للآداب، ومارتين فالزر وإلزه آيشينغر.
تأسست المجموعة عام 1947، والبداية كانت عادية، فقد بعث يومها الصحفي والكاتب هانس فيرنر ريشتر برسالة إلى كتاب شباب، يدعوهم فيها للالتقاء في جنوب ألمانيا من أجل تبادل وجهات النظر حول نصوصهم. عن ذلك يقول ريشتر: "أحضروا جميعهم مخطوطاتهم وقرأوا منها و هكذا ظهرت إلى الوجود ما أسميت بعد ذلك 'مجموعة مجموعة 47' . لم أكن في البداية أملك أي تصور عن تأسيس مثل هذه المجموعة الأدبية".
البدء من الصفر
كان ريشتر، الذي فارق الحياة سنة 1993، الدينامو المحرك للمجموعة، التي ضمت في أول عشرين سنة من وجودها تقريباً كل الأسماء الأدبية التي طبعت بصماتها على الأدب الألماني في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
لم تكن المجموعة، جمعية أو اتحاداً بنظام داخلي محدد، بل لم تكن توجد إلا من خلال أنشطتها التي كانت تنظم مرتين كل سنة. لقد فهمت المجموعة مهمتها كمصنع للأدب، يتم فيه التداول حول النصوص، لكن بهدف تجاوز تجارب الحرب وتجارب الماضي وتقاليده. إننا أمام جيل جديد، يأخذ بنفسه مهمة كتابة تاريخه الأدبي من الصفر، إذ كما عبر عن ذلك ريشتر: "ومثل هذه المجموعة تبدأ دائماً بشكل راديكالي (...) مع تقدم الزمن سيدرك المرء بأن حتى مجموعة 47 كانت جزءاً من التطور الكبير للأدب الألماني ومن ناحية أخرى، كان كتاب المهجر بالطبع القدوة، لكنا كنا نريد أن نصنع عالمنا الخاص بنا".
وعلى وجه التحديد فيما يتعلق باللغة، أرادت المجموعة أن تكون بعيدة عن الإغراق في الرومانسية والمحسنات البديعية، وقريبة من الواقع ولغته.
ضيف وحكاية - لاريسا بندر: أريد أن أعرّف الألمان بالعرب عبر الأدب
26:00
علاقة الأدب بالسياسة؟
اعتقدت المجموعة، يقول ريشتر، بأنه يمكن التأثير على السياسة عن طريق الأدب، ولم تنظر المجموعة إلى الأدب كنشاط خالص ومستقل بذاته، لأن المجموعة كانت تبغي دائماً تغيير ذهنية الألمان. لقد نظرت المجموعة إلى نفسها كمدرسة للديمقراطية ساحتها الأدب: "النقد والمواجهة والقلق"، كان ذلك شعار المجموعة كما يقول هانس فيرنر ريشتر.
ولم يستمر الوقت طويلاً حتى تحولت المجموعة إلى قلب الثقافة الألمانية النابض. ولم يشارك في أنشطتها كتاب كبار من أمثال هاينرش بول وغونتر غراس فقط، ولكن أيضاً نقاد كبار مثل رايش رانيسكي وهانس ماير، كما ازداد اهتمام وسائل الإعلام بها وتسابقت دور النشر على نشر أعمال أعضائها قبل أن يتم حل المجموعة سنة 1967.
فايمار.. مدينة تفوح جنباتها بعبق التاريخ الألماني
يرتبط اسم مدينة فايمار الألمانية بتاريخ البلاد قاطبة، لما شهدته من أحداث وما فيها من معالم تاريخية أدبية وسياسية. إذ كانت هذه المدينة الكلاسيكية مقراً لأشهر أدباء ألمانيا وتاريخ تأسيس أول جمهورية ألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
مهد الحداثة
افتتحت فايمار متحف باوهاوس الجديد في أبريل/ نيسان 2019. وكانت مدرسة باوهاوس للهندسة المعمارية والفن والتصميم نشطة في هذه المدينة من 1919 حتى 1925. وتشتهر بتصميماتها للمباني والأثاث والأشياء اليومية، بما في ذلك المهد الظاهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Weiser
الموقع التأسيسي التاريخي لمدرسة باوهاوس
الموقع التأسيسي لمدرسة باوهاوس بات اليوم حرم جامعة باوهاوس في مدينة فايمار. في عام 1919 وحد والتر غروبيوس مدرسة الفنون والحرف هنا لإنشاء مؤسسة تعليمية ثورية جديدة. في مبنى "الاستوديو" عمل الفنانون والمصممون والمهندسون المعماريون على أفكار لتحديث المجتمع بعد الحرب العالمية الأولى.
صورة من: Bauhaus-Universität Weimar, Foto: Nathalie Mohadjer
حس فني
كانت سياسة جذب العقول الفنية الإبداعية إلى فايمار هي سياسة دوقية ساكسونيا-فايمار لما يناهز 200 عام. وجعل الدوق كارل أوغست ووالدته آنا أماليا مسؤولة عنها. في نهاية القرن الثامن عشر، ضمنوا حصول فايمار على لقب مدينة التاريخ الثقافي والفكري الألماني. اليوم تعد المجموعة الفنية للدوقية في قصر المدينة شهادة على هذا الإرث الكبير.
صورة من: imago/photo2000
منزل حديقة غوته
جاء أمير اللغة الألمانية وشاعرها الفذ يوهان فولفغانغ فون غوته إلى فايمار عام 1775 بدعوة من الدوق كارل-أغسطس. منحه الدوق منزل الحديقة للعيش والعمل فيه. انتقل غوته لاحقاً إلى المنزل الأكثر اتساعاً في منطقة فراونبلان. وأصبح المنزل فيما بعد متحفاً.
صورة من: picture alliance/dpa
منزل شيلر
نظراً لأن غوته منحه شقة وعرض عليه الدوق أجراً أفضل، انتقل الشاعر والكاتب الألماني فريدريش شيلر إلى فايمار في عام 1799. كان الطابق الثاني، بمثابة غرف عمل الكاتب ومعيشته. وأصبحت الآن متحفاً. باستثناء عمل "خادمة أورليانز"، تم تقديم جميع الأعمال الدرامية الأخيرة لشيلر في المسرح الرئيسي لفايمار، وهو اليوم المسرح الوطني الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
مكتبة الدوقة آنا أماليا
مكتبة آنا أماليا واحدة من أقدم المجموعات المتاحة للجمهور من كتب الملك وصنفتها اليونسكو على لائحة التراث. وشغل غوته منصب مديرها لمدة 30 عاماً. دمرها حريق كبير في 2004، وأصبحت قاعة الروكوكو التي تم ترميمها اليوم مرة أخرى موطناً رائعاً لكلاسيكيات الأدب الألماني منذ حوالي عام 1800.
صورة من: AP
من مسرح المحكمة إلى البرلمان
لم يتم عرض مسرحيات شيلر على خشبة هذا المسرح فحسب، ولكن في عام 1919 اجتمعت هنا الجمعية الوطنية لأول جمهورية ألمانية. وهكذا أصبح المسرح الوطني الألماني مهد الديمقراطية الألمانية. في الوقت الحاضر تعرض هنا الأوبرا والدراما والحفلات الموسيقية، من الأعمال الكلاسيكية إلى الأعمال المعاصرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
معسكر بوخنفالد
حتى أحلك فصول التاريخ الألماني ترك بصماته على المدينة. على مرتفع إيتيرسبيرغ يعد موقع "بوخنفالد" التذكاري بمثابة تذكير بالفظائع التي ارتكبها النازيون، الذين أقاموا هنا معسكر اعتقال عام 1937. كان أحد أكبر معسكرات الموت في ألمانيا. هنا مات نحو 56000 شخص من التعذيب أو التجارب الطبية أو غيرها من طرق التصفية.
صورة من: Getty Images/J. Schlueter
في قلب البلدة القديمة
يعد المرور بقلب المدينة القديمة الجميلة في فايمار أمراً ضرورياً عند زيارة المدينة، فالسوق هو نقطة التقاء للسكان المحليين والسياح. ستجد هنا قاعة المدينة (على اليمين) التي يعود تاريخها إلى عصر النهضة وفندق إليفانت، حيث أقام جميع ضيوف المدينة المشهورين.
صورة من: picture-alliance/dpa
كبيبة ماري في مطعم "شارف إيكه"
لن تكتمل أي زيارة إلى فايمار بدون تذوق كبيبة تورينغين. مطعم "شارف إيكه" في البلدة القديمة هو صاحب هذه كبيبة الشهيرة محلية الصنع. يمكن للجميع أن يرى من مسافة ما إذا كان المطعم مفتوحاً أم لا من خلال ما إذا كان تمثال كلوس ماري موجوداً خارج الباب الأمامي أم لا. فريديريكا مولر/ م.ب.