محادثات بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري بالسودان
٢٠ أبريل ٢٠١٩
يجتمع قادة الحركة الاحتجاجية بالسودان مع المجلس العسكري الانتقالي عشية موعد حدده تجمع المدنيين لإعلان تشكيل المجلس المدني، الذي سيتولى الحكم بعد عزل البشير. وأكد عضو بتجمع المهنيين أن "هناك فرصة لتأجيل إعلان الغد".
إعلان
قال القيادي في "تحالف الحرية والتغيير" بالسودان، صديق يوسف لوكالة فرانس برس إن "المجلس العسكري سيعقد مباحثات مع التحالف اليوم السبت (20 أبريل/ نيسان 2019) عند الساعة الثامنة مساء (السادسة بتوقيت غرينتش).
وكان قادة الاحتجاجات قد قالوا أمس الجمعة إنهم سيكشفون الأحد تشكيلة "المجلس السيادي المدني بتمثيل للعسكريين" والذي سيحل محل المجلس العسكري الانتقالي الحالي.
وأكد أحمد الربيع، أحد أعضاء تجمع المهنيين السودانيين، الذي أطلق الحملة للإطاحة بالرئيس عمر البشير في كانون الأول/ ديسمبر، أن المحادثات ستجري في وقت لاحق السبت، وقال لفرانس برس "سيتوجه خمسة من ممثلي التحالف اليوم إلى المجلس العسكري ليناقش معهم نقل السلطة إلى الحكم المدني".
وأضاف أنه إذا رفض المجلس تسليم السلطة فسيواصل قادة الاحتجاجات خطتهم بإعلان "مجلس مدني سيادي" الأحد. وتابع "إذا كانوا مستعدين للتفاوض، فهناك فرصة لتأجيل إعلان الغد"، موضحاً "ما نريده منهم هو جدول زمني لتسليم السلطة حتى لا تطول الأمور".
وذكر الربيع أنه منذ الإطاحة بالبشير، أجرى المجلس العسكري جولتين من المحادثات مع قادة الاحتجاجات، مضيفاً "خلال هذه المحادثات شعرنا بأن المجلس العسكري ليست لديه رغبة في تسليم السلطة".
البرهان: نعمل على استكمال مطالب الشعب
ومن جانبه أكد رئيس المجلس الانتقالي العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أنه يعمل حاليا على استكمال مطالب جماهير الشعب السوداني وأهداف الثورة. وقال البرهان، لصحيفة "الجريدة" السودانية في عددها الصادر اليوم السبت، إنهم "جاءوا من أجل الشعب وإكمال مطالب ثورته، خاصة مطالب المعتصمين في محيط القيادة".
وكان الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار "عبد المحمود أبو" قد دعا خلال خطبة الجمعة أمس، المجلس العسكري الانتقالي، للوفاء بما وعد به من تسليم السلطة لحكومة مدنية، موضحا أن "ما قدمه المجلس من انحياز لرغبة الشعب عمل نبيل حقن به الدماء ودرأ به الفتنة".
وطالب عبد المحمود أبو الثوار وممثليهم في تحالف الحرية والتغيير إلى وحدة الصف واتفاق الكلمة والابتعاد عن المحاصصة، مشددا على أن هذا هو الضامن لنجاح مخرجات الثورة وإخراج السودان من محنته وترتيب الفترة الانتقالية بما يحقق مصلحة السودان.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟