تعمل الأمم المتحدة على إنقاذ محادثات السلام السورية المتعثرة لصعوبة التوفيق بين مواقف الطرفين. ففيما يطالب وفد النظام بقائمة بأسماء وفد المعارضة، تطالب الأخيرة بوقف الضربات الجوية الروسية، وهو ما رفضته موسكو بشدة.
إعلان
يسعى موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا دي ميستورا إلى إقناع وفدي النظام والمعارضة باستئناف الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة في جنيف. بيد أن جهود دي ميستورا اصطدمت بتباين مواقف طرفي النزاع السوري. إذ ترفض المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات الدخول في مفاوضات غير مباشرة طالما لم تتوقف عمليات القصف ولم يتحسن الوضع الإنساني على الأرض.
فقد نددت المعارضة بما وصفته "بمجزرة جديدة" في محافظة حلب (شمال) حيث تحرز قوات النظام السوري تقدما بدعم من الطيران الروسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الروس نفذوا 320 ضربة جوية في تلك المنطقة ما أدى إلى مقتل 18 مدنيا.
في غضون ذلك أعلن متحدث باسم وفد المعارضة أنه من المتوقع أن يصل جنيف اليوم الأربعاء (الثالث من شباط/ فبراير 2016) رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب. وقال دبلوماسي غربي "مع مجيء حجاب، ستتعزز قدرة الهيئة العليا للمفاوضات على التعبير عن موقف موحد للمعارضة". وأضاف: "إنها عملية معقدة جدا تتطلب أن تواصل الأطراف الحوار باستمرار".
المدنيون في سوريا..ضحايا سنوات الحرب الطاحنة
مضت خمس سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين من بطش النظام ونيران تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدنيون، وخاصة الأطفال، هم أكثر المتضررين من الحرب. انعدام مياه الشرب دفع هذا الطفل في مدينة حلب إلى الشرب من المياه المتجمعة في الشارع. مأساة إنسانية كبيرة في سوريا.
صورة من: Reuters
مضت أربع سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين تحت نيران تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات المعارضة الأخرى، ومن الدمار والبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Muzaffar Salman
الطفولة تضيع بين ركام المعارك. أطفال في مدينة حمص يجلبون المياه لأهاليهم، وهذه قد تكون النزهة الوحيدة لهؤلاء الأطفال خارج المنزل.
صورة من: Reuters
تعاني مناطق عدة في ريف دمشق، كما مدينة دوما، من دمار شامل شل الحياة فيها جراء قصف طائرات حربية أو من البراميل المتفجرة، التي تلقيها مروحيات عسكرية تابعة لنظام الأسد.
صورة من: Reuters/Mohammed Badra
أحد عناصر "الحسبة" وهي الشرطة "الداعشية" يقوم بتفحص بضائع محل للعطور في الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا. يفرض عناصر التنظيم المتطرف قيودا شديدة على جميع المحلات والبضائع في المناطق التي يسيطرون عليها.
صورة من: Reuters
نقص المواد الغذائية والطبية، الذي تعاني منه أغلب المدن السورية، تسبب بمئات الوفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
نازحون من مدينة كوباني الكردية قرب الحدود السورية التركية. آلاف اللاجئين الأكراد فروا إلى تركيا بعد المعارك الطاحنة في مدنهم وقراهم ضد تنظيم "داعش".
صورة من: DW/K. Sheiskho
مسيحيو سوريا هم الضحية الجديدة لإرهاب تنظيم "داعش"، وقد شكلوا وحدات لحماية قراهم بعد خطف العشرات منهم في شمال شرق سوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
مخيمات اللاجئين ممتلئة بملايين السوريين الفارين من بطش النظام ونيران "داعش".
صورة من: Reuters/H. Khatib
واعترفت قياديون من "الجيش الحر" بانتهاكات جرت على يد عناصرهم. يذكر أن الجيش الجيش الحر فقد نفوذه على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها لصالح مجموعات معارضة أخرى.
صورة من: KHALED KHATIB/AFP/Getty Images
اتهم محققو الأمم المتحدة مقاتلين سوريين مناهضين للحكومة باقتراف جرائم ضد الإنسانية. وقالت اللجنة في تقريرها الذي صدر العام الماضي أن "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتيبة الشهيد وليد السخني" جميعها تدير مراكز اعتقال وتعذيب.
صورة من: Fadi al-Halabi/AFP/Getty Images
أما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كمخيم اليرموك، فأصبحت جزءا من المشهد السريالي الحزين لمأساة المدنيين من الحرب في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 صورة1 | 12
من جهته، يؤكد وفد النظام السوري عدم وجود محاور "جدي" للدخول في محادثات غير مباشرة. وقال رئيس الوفد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري: "ما زلنا في إطار الإجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، ما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحا حتى الآن"، وذلك في إشارة إلى طلبه الحصول على قائمة بأعضاء وفد المعارضة.
روسيا ترفض وقف الغارات الجوية
بدوره رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقف الغارات الجوية الروسية كما تطالب المعارضة. وقال خلال زيارة إلى مسقط: "الضربات الجوية الروسية لن تتوقف طالما لم نهزم فعليا تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية. وأضاف لافروف: "لا أفهم لماذا يجب أن تتوقف هذه الضربات".
يشار إلى أن دي ميستورا أقر مساء الثلاثاء بأن "الفشل لا يزال ممكنا وخصوصا بعد خمسة أعوام من الحرب الرهيبة". وأضاف: "لكن إذا حصل فشل هذه المرة فلن يعود هناك أمل". كما أقر دي ميستورا بأن "مستوى الثقة بين الطرفين شبه معدوم".