بلينكن وبن سلمان يبحثان التطبيع مع إسرائيل وحقوق الإنسان
٧ يونيو ٢٠٢٣
وسط توتر في العلاقات الثنائية، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصفت بـ"المنفتحة والصريحة". التطبيع المحتمل مع إسرائيل وقضايا حقوقية "بعينها" تصدرت المناقشات.
إعلان
قال مسؤول أمريكي إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن اجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء (السابع من حزيران/يونيو 2023) وناقشا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية في محادثات "منفتحة وصريحة".
ووصل بلينكن إلى السعودية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء في زيارة مرتقبة وسط توتر في العلاقات نتيجة خلافات ازدادت عمقا بخصوص قضايا منها ملف إيران وأمن المنطقة وأسعار النفط وحقوق الإنسان. وتأمل واشنطن في إجراء مزيد من المناقشات بشأن تطبيع علاقات محتمل بين المملكة وإسرائيل والتصدي في نفس الوقت لنفوذ الصين وروسيا المتزايد في المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي إن بلينكن وولي العهد السعودي، وهو الحاكم الفعلي للمملكة، اجتمعا لمدة ساعة و40 دقيقة وناقشا قضايا من بينها إسرائيل والصراع في اليمن والاضطرابات في السودان وحقوق
الإنسان. وقال المسؤول الأمريكي "كانت هناك درجة جيدة من التقارب حول مبادرات محتملة نتشارك الاهتمام بشأنها بينما ندرك أيضا أن بيننا اختلافات".
التطبيع مع إسرائيل
وكان من المتوقع أن يدور جزء كبير من المناقشات حول تطبيع محتمل للعلاقات بين السعودية وإسرائيل بالرغم من تقليل مسؤولين من احتمال إحراز تقدم فوري أو كبير في هذه المسألة. وقال المسؤول الأمريكي "ناقشا امكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل واتفقا على استمرار الحوار بهذا الخصوص" دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
ولم تبد السعودية ممانعة بشأن إقامة الإمارات والبحرين لعلاقات مع إسرائيل في 2020 برعاية إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن الرياض لم تتخذ نفس الخطوة وقالت إن مسألة إقامة دولة فلسطينية يجب أن يتم تناولها أولا. وفي أبريل نيسان أعادت الرياض العلاقات مع منافستها الإقليمية إيران العدو اللدود لإسرائيل.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن من بين شروط الرياض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل تطوير برنامج نووي سلمي. وأكد ذلك ما ورد في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في مارس آذار. ولم تؤكد السعودية ولا مسؤولين أمريكيين ذلك في العلن.
وقبل ساعات من مغادرته متوجها إلى السعودية، قال بلينكن في كلمة في واشنطن إن للولايات المتحدة "مصلحة حقيقية تتعلق بأمنها القومي" في الدعوة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية لكنه أشار إلى أن ذلك لن يحدث بسرعة. وأضاف بلينكن "ليست لدينا أوهام بشأن إمكانية حدوث ذلك بسرعة أو سهولة".
ملف حقوق الإنسان
وقال المسؤول الأمريكي إن بلينكن أثار أيضا مع الأمير محمد بن سلمان قضايا حقوق الإنسان بشكل عام وكذلك حالات بعينها غير أنه لم يحدد تلك الحالات المحددة التي تناولاها. وتضخ المملكة مئات المليارات من الدولارات من أجل تحويل
وفتح اقتصادها لتقليل الاعتماد على النفط. ورافقت الإصلاحات سلسلةمن الاعتقالات لمنتقدي الأمير محمد بن سلمان ولرجال أعمال ورجال دين وناشطين في مجال الدفاع عن الحقوق. وفي شهر مارس آذار، أطلقت السلطات السعودية سراح مواطن أمريكي صدر بحقه حكم بالسجن 19 عاما لنشره انتقادات للحكومة السعودية على حسابه بموقع تويتر لكنه ظل ممنوعا من السفر.
توقيت الزيارة
من ناحية أخرى ربط مراقبون بين موعد زيارة بلينكن وإعادة افتتاح السفارة الإيرانية في السعوديةبينهما بحسب العديد من المراقبين، فبلينكن هو ثاني مسؤول أمريكي رفيع المستوى يقصد الأراضي السعودية خلال شهر واحد بعد زيارة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في أيار/مايو الماضي.
وتأتي زيارة بلينكن بعد أيام قليلة من إعلان إيران عن تحالف بحري مع دول خليجية من بينها السعودية والإمارات وقطر والبحرين. وبينما لم تعلق أي من هذه الدول على ما أعلنته طهران، أوضحت الجمهورية الإسلامية على لسان قائد قواتها البحرية الأدميرال شهرام إيراني، أن ثمة حاجة لمثل هذا التحالف "بعد أن وصلت دول المنطقة إلى النقطة التي تقول إن الحفاظ على الأمن يجب أن يتم من خلال التعاون المتبادل".
وجاء الإعلان الإيراني عن التحالف البحري بعد أيام قليلة من كشف الإمارات عن انسحابها من تحالف أمني بحري تقوده واشنطن في الخليج يضم عشرات الدول.
ا.ف/ ح.ز (رويترز، أ.ف.ب، د.ب.أ)
الرياض وواشنطن.. عقود من النفط والسلاح والمال مقابل الحماية
قامت العلاقات السعودية الأمريكية منذ تأسيس المملكة على مبدأ المصالح المتبادلة، بيد أن النفط والمال السعوديين كانا محركين أساسيين لهذه العلاقة ومقابل ذلك اعتمدت المملكة على حماية أمريكا، لكن العلاقات شهدت بعض التوترات.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
1931: اعتراف أمريكي بدولة وليدة
الولايات المتحدة تعترف بمملكة الحجاز ونجد، التي أعيد تسميتها إلى المملكة العربية السعودية في العام التالي. وبعد عامين منحت المملكة امتياز التنقيب عن النفط لشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا. وحقق فرعها السعودي، الذي أعيد تسميته فيما بعد إلى أرامكو، أول اكتشاف تجاري في عام 1938. ولم تستكمل السعودية شراء 100 بالمئة من أسهم الشركة إلا في 1980.
صورة من: picture alliance/dpa/CPA Media Co. Ltd
1945: لقاء في قناة السويس
الرئيس الأمريكي فرانكلين دي. روزفلت يلتقي مع الملك عبد العزيز على متن السفينة يو.إس.إس كوينسي في قناة السويس، مما مهد الطريق أمام علاقات وثيقة على مدى عقود من الزمن.
صورة من: picture alliance/akg-images
1950 – 1951: من النفط إلى السلاح
أعادت السعودية التفاوض بشأن امتياز أرامكو لتحصل على مزيد من الإيرادات. وبعد عام من ذلك وقعت المملكة مع الولايات المتحدة اتفاقية دفاع متبادل، مما فتح الطريق أمام مبيعات هائلة من الأسلحة الأمريكية.
صورة من: picture alliance/dpa/TASS
1973: حظر نفطي
انضمت السعودية إلى حظر نفطي عربي على الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب دعمها لإسرائيل في حرب 1973 مع مصر وسوريا، مما أدى إلى تضاعف أسعار النفط إلى أربع مرات تقريباً. رفع الحظر في 1974.
صورة من: Pierre Manevy/Express/Hulton Archive/Getty Images
1979: تمويل "المجاهدين" الأفغان
بالتعاون مع الولايات المتحدة وباكستان، ساعدت المملكة السعودية في تمويل المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفييتي. وقام العديد من السعوديين، ومن بينهم أسامة بن لادن السعودي المولد، بتمويل المقاتلين الأفغان والانضمام إليهم.
صورة من: AFP/Getty Images
1990: غزو الكويت
بعد أن قام نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بغزو الكويت، استخدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة السعودية نقطة انطلاق لطرد القوات العراقية من الكويت. وشاركت القوات السعوية في العملية. وبعد ذلك غادرت معظم القوات الأمريكية المملكة، لكن الآلاف بقوا هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
1996: تفجير الخبر
أدى انفجار شاحنة مفخخة في مجمع عسكري أمريكي في الخبر إلى مقتل 19 جندياً أمريكياً. أعلن زعيم تنظيم القاعدة إسامة بن لادن "الجهاد" ضد الأمريكيين واصفاً القوات الأمريكية هناك بقوات احتلال.
صورة من: picture-alliance/AFP/EPA
2001: هجمات سبتمبر الإرهابية
قتل نحو ثلاثة آلاف في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول التي نفذها خاطفو طائرات من تنظيم القاعدة. ومن بين 19 خاطفاً، كان هناك 15 سعودياً. ونفت السعودية أي صلة أو معرفة بالهجمات. لم تجد لجنة حكومية أمريكية في 2004 أي دليل على أن السعودية مولت القاعدة بشكل مباشر. وتُرك الأمر مفتوحاً بشأن ما إذا كان مسؤولون سعوديون قد فعلوا ذلك بصورة فردية أم لا.
صورة من: picture alliance/dpa/NIST
2003: غزو العراق
لم تشارك السعودية في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وسحبت الولايات المتحدة جميع القوات القتالية المتبقية من المملكة. في هذا العام قتل ثلاثة مفجرين انتحاريين 35 شخصاً على الأقل، بينهم تسعة أمريكيين، في الرياض، وذلك في إطار هجمات ضد أجانب ومنشآت حكومية سعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa
2011: الربيع العربي
هزت الاضطرابات العالم العربي بسبب الانتفاضات والاحتجاجات التي سُميت بـ "الربيع العربي". وسرعان ما أبدت السعودية قلقها مما تعتبره تخلي الرئيس باراك أوباما عن الرئيس المصري حسني مبارك حليف الولايات المتحدة.
صورة من: AFP/Getty Images
2013: قلق وشكوى
في حدث نادر أعلن أفراد العائلة المالكة للسعودية عن تذمرهم علناً من سياسات الحليف الأمريكي بعد أن حاولت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تغيير نهجه بلاده إزاء إيران وعدم تدخلها بقوة في الملف السوري الملتهب بخلاف تدخلها في إسقاط النظام بليبيا.
صورة من: Reuters/Jim Bourg
2015: الملف النووي الإيراني
بعد أن توصلت القوى العالمية الكبرى إلى اتفاق مع إيران لتخفيف العقوبات على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، أعلنت الرياض عن خشيتها أن يقوي هذا الاتفاق الغريم الإيراني. وفي هذا العام شنت المملكة حملة عسكرية على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن بعد أن أبلغت واشنطن قبلها بساعات قليلة فقط. لكن الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري المطلوب.
صورة من: Reuters/C. Barria
2016: فيتو الكونغرس
ألغى الكونغرس حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه أوباما ضد قانون يرفع الحصانة السيادية ويفتح الطريق أمام أقارب ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول لمقاضاة السعودية بشأن الهجمات الإرهابية التي أوقعت الآلاف من القتلى والجرحى.
صورة من: picture-alliance/ dpa
2018: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي
أبدت السعودية ترحيبها بقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أدانت الولايات المتحدة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/T. Shen
2019: دور محمد بن سلمان
قام مشرعون أمريكيون، مستشهدين بأدلة على دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قضية خاشقجي ومدفوعين بالغضب من الخسائر بين المدنيين في الغارات الجوية السعودية باليمن، بزيادة جهود منع بيع الأسلحة إلى الرياض. وقالت الرياض إن قتل خاشقجي ارتكبته مجموعة خالفت صلاحيات الأجهزة وتنفي أن يكون للأمير محمد بن سلمان أي دور.
صورة من: Getty Images/W. McNamee
2020: دعم لاتفاقيات إبراهيم
أعلنت السعودية دعمها لاتفاقيات إبراهيم التي أقام بموجبها حلفاؤها الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل. ولم تصل الرياض إلى حد الاعتراف بإسرائيل نفسها.
صورة من: Alex Wong/Getty Images
2021: سجل حقوق الإنسان
تبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفا أكثر تشددا تجاه سجل السعودية في حقوق الإنسان. وتعهد بايدن أثناء حملته الرئاسية بجعل الرياض "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي. كما أعلن بايدن وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة.
صورة من: Yasin Ozturk/AA/picture alliance
2022: "قيادة شجاعة"
في يونيو/ حزيران الماضي، قال بايدن إن المملكة أظهرت "قيادة شجاعة" من خلال مساندة تمديد الهدنة المدعومة من الأمم المتحدة في اليمن. ومع ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا، رحب البيت الأبيض بقرار دول أوبك+ زيادة الإمدادات النفطية.