أكدت واشنطن أن مباحثات فيينا بشأن سوريا لن تكون مجدية دون مشاركة جميع الأطراف المعنية بمن فيهم إيران، وبينما لا تتوقع برلين حدوث اختراق في الملف السوري، رأت الرياض أن المحادثات ستكون اختبارا لمدى "جدية" إيران وروسيا.
إعلان
أكدت واشنطن أن مباحثات فيينا بشأن سوريا لن تكون مجدية دون مشاركة جميع الأطراف المعنية بمن فيهم إيران، وبينما لا تتوقع برلين حدوث اختراق في الملف السوري، رأت الرياض أن المحادثات ستكون اختبارا لمدى "جدية" إيران وروسيا.
قالت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الأربعاء (28 أكتوبر تشرين الأول 2015) إن محادثات السلام المقبلة بشأن سوريا لن تكون مجدية إلا إذا شاركت فيها كل الأطراف المعنية، مشيرا إلى أن دعوة إيران للمشاركة لا تبرئها من أي دور لها في الأزمة. وأكد المتحدث بإسم البيت الأبيض إريك شولتز للصحفيين إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وإيران لحل الصراع في سوريا."
وستشارك إيران، الحليف الأساسي للنظام السوري في الشرق الأوسط، للمرة الأولى يوم الجمعة القادم في فيينا في المحادثات الدولية حول النزاع السوري، ما يعتبر منعطفا دبلوماسيا مهما وفق رغبة موسكو.
لكن بالرغم من هذا المنعطف إلا أن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قال: "لا أتوقع تحقيق اختراق كبير، لأن الوضع في منطقة النزاع لا يزال مشتعلا والاختلاف في المواقف كبير جدا". لكنه أضاف أن المباحثات يمكن أن "تقرب الطريق نحو حل سياسي". ورحب شتاينماير كذلك بجلوس وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية إلى طاولة واحدة.
وفي موسكو طالب زيغمار جابريل وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة بدور لألمانيا وأوروبا في الأزمة السورية، وقال مخاطبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:" من الواضح بالنسبة لي أنكم تنظرون إلى الولايات المتحدة كشريك حقيقي في الأزمات في سوريا وأوكرانيا، لكن بالرغم من ذلك يمكن لألمانيا وأوروبا أن تلعب دورا كبيرا".
وتريد القوى الغربية ودول الخليج العربية التباحث في إمكانية وضع "جدول زمني محددا لرحيل الرئيس بشار الأسد" كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء. وفيما انتقدت المعارضة السورية المدعومة من الغرب ودول الخليج مشاركة إيران في هذه المباحثات قائلة إن مشاركتها "ستقوض العملية السياسية"، قال وزير خارجية السعودية عادل الجبير الأربعاء إن المحادثات فيينا ستشكل اختبارا لمدى "جدية" روسيا وإيران للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، معتبرا أن المحادثات فرصة "لتضييق الفجوة" بين إيران وروسيا من جهة والدول الأخرى حول دور الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الجبير "يجب التأكد بشكل واضح من أن الأسد سيرحل". من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي يقوم بزيارة للسعودية، إن روسيا وإيران تؤكدان حق الأسد في الترشح لولاية رئاسة جديدة، لكن "يدياه ملطختان بالدم".
من جانبها رحبت فرنسا بمشاركة إيران في مفاوضات البحث عن حل للصراع في سوريا. وقال ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية اليوم إن "فرنسا تؤيد دعوة إيران (للمشاركة)" مشيرا إلى أن بلاده "تعمل من أجل تمثيل كل الأطراف". يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن عن مشاركته في المحادثات. وصرح فابيوس أنه تم التحضير لمحادثات فيينا خلال الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية غربيون وعرب مساء الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس. وقال الوزير الفرنسي: "تشاورنا حول نماذج لعملية انتقال سياسي تضمن تنحي الرئيس بشار الأسد وفقا لجدول زمني محدد". يشار إلى أنه لم يتم توجيه الدعوة لروسيا، الحليف القريب من الأسد، لحضور ذلك الاجتماع في باريس.
ي ب / ع ج م (ا ف ب، رويترز، د ب أ)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.