محادثات مرتقبة بين واشنطن وموسكو حول أوكرانيا خلال ساعات
٨ يناير ٢٠٢٢
أبدت واشنطن استعدادها للحوار مع موسكو بشأن أوكرانيا وإمكانية قيام كل جانب بتقييد التدريبات العسكرية ونشر الصواريخ في المنطقة. لكن مصدراً أمريكياً أشار في الوقت نفسه إلى مجموعة عقوبات صارمة يمكن فرضها على روسيا مستقبلاً.
إعلان
قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، اليوم السبت (8 يناير/كانون الأول)، إن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون للنقاش مع روسيا، خلال محادثات حول أوكرانيا، بشأن إمكانية قيام كل جانب بتقييد التدريبات العسكرية ونشر الصواريخ في المنطقة.
ومن المقرر بدء جولة المحادثات في جنيف يوم الاثنين فيما رجح مسؤول كبير بالبيت الأبيض انطلاقها مساء الأحد. وقال المسؤول إن الولايات المتحدة ليست على استعداد لمناقشة فرض قيود على نشر القوات الأمريكية أو على وضع هذه القوات في دول حلف شمال الأطلسي بالمنطقة.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن روسيا ستواجه عواقب اقتصادية وخيمة، إذا أقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غزو أوكرانيا.
عقوبات محتملة
وقدم مسؤولون أمريكيون اليوم مزيداً من التفاصيل حول العقوبات الصارمة التي يمكن فرضها.
أحد القيود، على حد وصف مصدر مطلع على الخطة، يمكن أن يستهدف قطاعات صناعية روسية مهمة منها الدفاع والطيران المدني، وسيؤثر ذلك بشكل دائم على طموحات روسيا المتعلقة بمجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الذكاء الاصطناعي، مضيفاً أن الولايات المتحدة تبحث مع حلفاء وشركاء في أوروبا وآسيا مجموعة من القيود التجارية.
ولم يتم اتخاذ أي قرارات حتى الآن، ولكن القيود قيد الدراسة ربما تؤثر على المنتجات الأمريكية المُصدرة إلى روسيا وبعض المنتجات الأجنبية الصنع الخاضعة لنفوذ القضاء الأمريكي. وربما يتم إضافة روسيا إلى مجموعة من البلدان التي تواجه قيودا مشددة، لأغراض تتعلق بمراقبة الصادرات، هي كوبا وإيران وكوريا الشمالية وسوريا.
ويريد بوتين ضمانات أمنية وإنهاء توسع حلف الأطلسي شرقاً وهي مطالب تقول الولايات المتحدة إنها غير مقبولة.
وتستهدف محادثات جنيف، التي ستتبعها جولات أخرى الأسبوع القادم في بروكسل وفيينا، تجنب حدوث أزمة. ونشر بوتين عشرات الآلاف من الجنود على طول الحدود مع أوكرانيا مما أثار مخاوف من غزو محتمل.
لا خفض لأعداد القوات
من جانبها، رفضت السفيرة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الجمعة تقارير مفادها أن الولايات المتحدة تستعد لعرض خفض أعداد القوات في شرق أوروبا قبل المحادثات مع روسيا بشأن التوترات على الحدود الأوكرانية.
وقالت السفيرة جوليان سميث في حسابها على موقع "تويتر"، بعدما بثت شبكة "إن بي سي" تقريراً أفاد بأن إجراء تغييرات في عدد القوات في بولندا ودول البلقان قيد البحث: " الإدارة الأمريكية لا تقوم بإعداد خيارات بشأن سحب القوات من أوروبا الشرقية".
وجاءت تصريحات السفيرة الأمريكية قبل عقد اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وروس يوم الاثنين، تعقبها محادثات بين الناتو وروسيا الأربعاء المقبل بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل.
غضب روسي
من جانبها، ردت روسيا بغضب على تعليق لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن كازاخستان ربما تواجه صعوبة في إخراج القوات الروسية، وقالت إنه يجب أن يذكر، بدلاً من ذلك، التدخلات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وقال بلينكن: "أحد الدروس المستفادة من التاريخ الحديث هو أنه بمجرد دخول الروس إلى منزلك، يصعب أحيانا إقناعهم بالمغادرة".
ووصفت وزارة الخارجية الروسية تصريحات بلينكن بأنها "مسيئة تماماً" واتهمته بالاستخفاف بالأحداث المأساوية في كازاخستان. وقالت إن على واشنطن تحليل سجلها الحافل بالتدخلات في دول مثل فيتنام والعراق.
وأضافت الوزارة على قناتها على تطبيق تليغرام "إذا كان أنتوني بلينكن يحب دروس التاريخ كثيرا، فعليه أن يأخذ ما يلي في الاعتبار: عندما يكون الأمريكيون في منزلك، ربما يكون من الصعب البقاء على قيد الحياة وعدم التعرض للسرقة أو الاغتصاب".
وتقول روسيا إنها تشعر بالتهديد من احتمال قيام الولايات المتحدة بنشر أنظمة صاروخية هجومية في أوكرانيا، على الرغم من أن بايدن أكد لبوتين أنه لا ينوي القيام بذلك.
وتتصاعد مخاوف في الغرب بأن موسكو ربما تغزو الأراضي الأوكرانية، على غرار ما تم في عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وبدأت دعمها المستمر للانفصاليين شرقي أوكرانيا.
وترفض روسيا الاتهامات بأنها تستعد لغزو أوكرانيا، وفي المقابل، تتهم الأخيرة بنقل القوات باتجاه منطقة دونباس، التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو.
ع.ح./ف.ي (رويترز ، ا ف ب ، د ب ا)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.