1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محاربة الاستغلال الجنسي للأطفال في العالم العربي بين "ثقافة العيب" وغياب فعالية القوانين

٢٦ مارس ٢٠٠٩

في الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية محاربة الأفلام الإباحية والصور الخليعة التي يستغل فيها الأطفال ببشاعة، نجد أن هناك تكتما عربيا واضحا تجاه هذه الظاهرة التي تشهد انتشارا مروعا خصوصا على شبكة الانترنت.

بغياب الرقابة، نقرة واحدة فقط تبعد النفوس المريضة عن الصور الخليعة التي يتم فيها استغلال الأطفالصورة من: AP Graphics

لم تقتصر ظاهرة الاستغلال الجنسي يوما على شعوب دون أخرى، وإنما كانت ولازالت ظاهرة تعاني منها جميع المجتمعات في مختلف أنحاء المعمورة. وتعددت أنواع الاستغلال الجنسي للأطفال، بل وتطورت حسب إمكانيات العصر، فبظهور الأفلام المصورة، ظهرت أيضا الأفلام الجنسية التي يتم فيها استغلال الأطفال والتي عادة ما يكون وراءها عدد من شبكات الجريمة المنظمة.

وفي الوقت الذي خطت فيه البلدان الأوروبية خطوات مهمة من أجل الحد من هذه الممارسات الشنيعة، كان آخرها فرض بطاقة الائتمان كوسيلة أداء عند شراء الأفلام الجنسية، نرى أن العالم العربي ما يزال يفتقر إلى منظومات جادة تحمي الطفل وتحفظ له حقوقه من جرائم الاعتداء الجنسي بشكل عام.

"موضوع يطرح باستحياء"

الدكتورة ثائرة شعلان، مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنميةصورة من: DW

وفي حديث مع موقعنا قالت الدكتورة ثائرة شعلان، مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنمية ومقره القاهرة إن "قضية الاعتداء الجنسي، قضية مطروحة في العالم العربي لكنها تطرح باستحياء، وإن كان العديد من المؤتمرات قد أقيم حول هذا الموضوع، إلا أن ذلك يوازيه غياب جمعيات متخصصة في هذا المجال، بل حتى إن جامعة الدول العربية لم تصدر بعد قوانين حاسمة في هذا المجال".

وقد شاطرها هذا الرأي أيضا لوران شابويه، المسؤول عن المكتب الإقليمي لمنظمة رعاية الطفولة "اليونيسف" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمان، حيث قال أيضا في حديث لموقعنا "إنه وعلى الرغم من أن جميع الدول العربية وقعت على معاهدة حقوق الطفل الدولية باستثناء السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجيبوتي، إلا أنه لا يوجد هناك تفعيل حقيقي للقوانين المتخذة، مما يجعلها في معظم الأحيان لا تتجاوز الجانب الصوري".

تكتم عربي على ظاهرة الأفلام الإباحية التي يستغل فيها الأطفال

احتجاجات عالمية ضد الاستغلال الجنسي للأطفالصورة من: AP

ومن المؤكد أن الشبكة العنكبوتية زادت الأمور تعقيدا، إذ إن الوصول إلى صور خليعة للأطفال على شبكة الانترنت لا يستلزم سوى نقرة واحدة. في حين يبقى أمر مراقبة المواقع الإباحية أو حجبها شبه معدوم، وذلك أمام انتشار مقاهي الانترنت بكثافة في معظم البلدان العربية.

غير أن هذا الأمر يدفع للتساؤل: لِمَ نجحت الحكومات العربية في وضع رقابة على صحف المعارضة السياسية، ولم تنجح في ممارسة الرقابة ذاتها على مثل هذه الصفحات الشنيعة؟. الدكتورة شعلان قالت في معرض إجابتها عن هذا التساؤل بأن "الحكومات العربية تخشى المعارضة التي تعتبرها خطرا يهددها، متناسية في الوقت ذاته أن الخطر الحقيقي يكمن في المعضلات الاجتماعية الكبرى".

تجدر الإشارة إلى أن هناك غيابا شبه تام لدراسات ميدانية معمقة تعنى بحالات تعرض الأطفال للاستغلال الجنسي، لاسيما فيما يتعلق بالأفلام الإباحية، أو بمدى حجم الإقبال عليها من قبل مستخدمي الشبكة الإلكترونية في المنطقة العربية، في مؤشر على التكتم والتحفظ الشديدين الذي يعالج به الموضوع عربيا، رغم تحديات العولمة وتفشي هذه الظاهرة على صفحات الانترنت.

التغرير بالأطفال من خلال أفلام الكارتون

وإن كانت هذه الصور والأفلام الخليعة للأطفال يقبل عليها بالأساس الكبار ومن ذوي النفوس المريضة، إلا أن د. شعلان تؤكد أنه يغرر بالعديد من الأطفال من دون سن العاشرة، إذ تقدم لهم فلاشات جنسية بقالب الكتروني تحمل صور أبطال محبوبين لديهم على غرار كابتن ماجد والشاطر حسن وغيرهم، لكن سرعان ما يظهر أنه خلف هذه الصور يوجد محتوى جنسي. وفي هذا السياق تؤكد مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنمية أن هذا الأمر"يشكل بداية حلقة الاستغلال الشنيعة، انطلاقا من إثارة فضولهم إلى الممارسة الجنسية وصولا إلى المشاركة الفعلية في مثل هذه الأفلام".

وأمام تعقيدات المشهد، تطرح العديد من الأسئلة حول من يتحمل مسؤولية ذلك: هل هم الآباء؟ وكيف يمكنهم أن يكونوا كذلك ومقاهي الانترنت في العالم العربي منتشرة في كل مكان؟ أم هي بالأساس مسؤولية الدولة في حجب مثل هذه الصفحات؟ أم بالأحرى، يتعلق الأمر بتضافر الجهود والمسؤوليات، كما نجد ذلك على المستوى الأوروبي، حيث تحاول المجتمعات الأوروبية بمختلف أطيافها التصدي لهذه الظاهرة. وهي إن لم تنجح في القضاء على هذه الظاهرة، إلا أنها وضعت حجر الأساس لذلك سواء قانونيا أم أخلاقيا.

وفاق بنكيران

المحرر: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW