بينما يواجه العالم جائحة كورونا، تواجه كينيا ودول أخرى في شرق إفريقيا جائحة من نوع أخر، وهي أسراب الجراد التي ظهرت مؤخراً وقضت على الأخضر واليابس. ومع الاستعداد لموجة ثانية، فكر الكينيون في طرق مبتكرة لمواجهة الجراد.
وبحسب ما نقلت وكالة رويترز، يسابق العلماء في العاصمة الكينية نيروبي الزمن للتوصل إلى حلول مبتكرة يمكن مواجهة الجراد بها. في العادة يمكن السيطرة على أسراب الجراد عن طريق رشها بالمبيدات قبل أن تطير، إلا أن هذه المواد سامة ومضرة للبيئة. لذلك توجه العلماء إلى المبيدات العضوية وإلى حلٍ قد يكون غريباً: تحويل الجراد إلى طعام للإنسان والحيوان.
وأكل الجراد ليس بالأمر الجديد على منطقة القرن الإفريقي والبلاد التي يغزوها الجراد، ففي اليمن حاول السكان التكيّف مع الأمر بأكل الجراد وطهيها مع الزيت، إلا أنهم لاحظوا مؤخراً تغير لون الجراد وحجمه، وأصيب بعد تناوله العديدون بالتسمم بسبب المبيدات بها.
يقول العلماء لرويترز أن أكل الجراد هي الطريقة الأسرع والأكثر أماناً للبيئة. وفي هذه الحالة يقوم العلماء باستخدام أجهزة شفط محمولة لشفط الجراد الحي، ثم يتم طهيها أو طحنها للإضافة إلى الوجبات الأخرى. ويحاول المركز الدولي لفسيولوجيا وبيئة الحشرات ernational Centre of Insect Physiology and Ecology (ICIPE) منذ فترة الدعوة إلى جعل أكل الحشرات أمراً طبيعياً. فالجراد ليس فقط غني بالبروتين، بل أيضاً شهي بحسب كريسانتوس تانغا، وهو أحد العلماء بالمركز، الذي قال لوكالة رويترز إنه " يجب على منظر الجراد المطهي أن يكون مشجعاً لمن يتناولونه لأول مرة". وفي مطعم المركز يقوم الطهاة بإعداد الجراد وحده كوجبة مقلية أو بإضافته إلى الخضروات لعمل الكباب.
س.ح/و.ب (رويترز)
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
في الوقت الذي تلعب فيه الحشرات دوراً مهماً في التوازن البيئي على كوكب الأرض، يُحذر خبراء من انقراض بعض الحشرات خلال العقود القليلة الماضية. فما هو يا ترى سبب اختفاء الحشرات؟ وما هي عواقب ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
كوكب الحشرات
من الفراشات الجميلة إلى البعوض المُزعج، تعتبر الحشرات من بين الكائنات الحية الأكثر ثراء بالأنواع على الأرض، فهناك ما يقرب من مليون نوع. إلاّ أنه في بعض مناطق العالم، وبحسب تقرير صادر عن المجلس العالمي للتنوع البيولوجي (IPBES)، فإن أكثر من 40 في المئة من أنواع الحشرات مهددة بالانقراض.
صورة من: Imago Images/Xinhua
التلقيح
يتم تلقيح المحاصيل مثل القمح والأرز عن طريق الرياح، وتحتاج الكثير من المحاصيل الأخرى إلى الحشرات. وتساعد الحشرات سنوياً في إنتاج طعام تصل قيمته إلى حوالي 235 مليار دولار. أما في الصين، تحتاج بعض أشجار الفاكهة إلى التلقيح عن طريق اليد لأن النحل مفقود، وهو ما يؤدي إلى الزيادة في تكلفة الطعام بشكل كبير للغاية.
صورة من: Getty Images/K. Frayer
أطباق فارغة
قد يتسبب اختفاء المُلقحات إلى تناقص وحتى فقدان عدة أطعمة بما في ذلك الفواكه والخضروات، فضلاً عن الشوكولاتة والقهوة. وتساعد المُلقحات كذلك في الحصول على الألياف، التي يتم استعمالها لصنع الملابس.
صورة من: AFP/R. Arboleda
جمع قمامة
تساعد الكثير من الحشرات، مثل الخنفساء (الصورة) في تحطيم النباتات الميتة والبراز، والتي كانت ستبقى في الطبيعة وتتعفن. أما من دون حشرات، فإن الرائحة الكريهة ستكون أكثر شدة كما أن النظافة ستعاني.
صورة من: Imago Images/blickwinkel
طعام للكائنات الأخرى
تعتبر الحشرات مصدر الغذاء الرئيسي للعديد من الحيوانات والمخلوقات الأخرى من بينها البرمائيات والزواحف والثدييات والطيور. ففي حال انخفاض عدد الحشرات ستتأثر هذه الكائنات. ويرى علماء الطيور وجود رابط بين انخفاض الطيور بشكل حاد في المملكة المتحدة والعدد المتناقص من الحشرات.
صورة من: Imago Images/blickwinkel
صعوبة التكيف ..
تغير المناخ يؤثر بدرجة أولى على الحشرات بطيئة التكيف مثل النحل، والتي يسبب لها ارتفاع درجة الحرارة المشاكل. أما الحشرات التي تعتبر ضارة، فإنها تستمر في الانتشار مثل حفار الذرة الأوروبي (الصورة). وتستطيع هذه الحشرة تدمير جميع محاصيل الذرة. لذلك، يتم استخدام المزيد من المبيدات الحشرية، والتي قد تضر أيضاً بالحشرات المُلقِحة.
صورة من: Imago Images/Design Pics/J. Wigmore
أضرار المبيدات
تُعد الزراعة بكثافة من بين الأسباب الرئيسية لموت الحشرات في القارة الأوروبية، حيث تتسبب الأسمدة والمبيدات الحشرية في مشاكل للحيوانات على غرار ما يحدث في الزراعة الأحادية أي زراعة محصول واحد على مساحة كبيرة. أما نتيجة ذلك، فهي فقدان الحشرات للمزيد من الأماكن.
صورة من: Getty Images/N. Safo
منزل للحشرات
يرى خبراء أن الزراعة الصديقة للحشرات، والتي تستعمل عدداً أقل من المبيدات الحشرية ستساعد على زيادة عدد الحشرات. كما أن وضع المزيد من الزهور في الحدائق والمدن سيوفر الغذاء للنحل والفراشات. وتقدم منازل الحشرات (الصورة) مكاناً حياً للنحل البري. إعداد: جينيفر كولين/ر.م