حلم إرسال أوّل بعثة بشرية استكشافية إلى كوكب المريخ مازال قائماً، بل في طور التحقيق لكن في صحراء عُمان، التي تشهد بعد أسابيع تجارب محاكاة الحياة على سطح المريخ، الذي يشبه صحراء عُمان في بعض الخصائص.
إعلان
ستشهد صحراء محافظة ظفار، في جنوب سلطنة عمان، شهر فبراير/ شباط 2018 تجربة محاكاة الحياة فوق سطح المريخ، لأجل تجربة إمكانية الحياة في هذا الكوكب، في مهمة تحمل اسم "أمادي-18"، يتم العمل عليها بشراكة بين منتدى الفضاء النمساوي، واللجنة الوطنية التوجيهية العمانية المكلفة بهذا المشروع.
وحسب ما نقله موقع منتدى الفضاء النمساوي، فإن فريقا نمساويا صغيراً سيقود تجارب لأجل الإعداد لمهمات في المستقبل تخصّ كوكب المريخ، في مجالات الهندسة، ودراسة سطح الكواكب، وعلم الأحياء الفلكية، والجيوفيزياء، والجيولوجيا، وعلوم الحياة، وغير ذلك.
وستحتضن صحراء مرمول بمحافظة ظفار هذه التجارب التي ستتضمن سلسلة من التجارب العلمية، منها اختبار بدلات الفضاء والكبسولات الفضائية القابلة للنفخ. وسينعزل الفريق الخاص بالتجارب لبضعة أسابيع، ولن يكون متصلا إلاّ بمركز الفضاء في النمسا لضمان تقوية شروط التجارب، قبل اتخاذ القرار بإرسال أوّل مهمة استكشافية بشرية تصل إلى سطح المريخ.
وقال الموقع النمساوي إن القيام بهذه التجارب في الصحراء العمانية يعدّ "أداة مميزة لربح تجارب عملية، وفهم إيجابيات وحدود العمليات العِلمية في الكواكب الأخرى". وأبرز الموقع أن المهمة القادمة تملك عدة أهداف، منها دراسة الموقع كمنطقة مثالية للصحارى المريخية والحياة القاسية.
وسبق لموقع الشبيبة العماني أن نشر نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن الجمعية الفلكية العمانية وقعت ثلاث مذكرات تفاهم مع النمساويين لاستضافة هذا المشروع، وقد حضر حفل التوقيع شخصيات عمانية كشهاب بن طارق، مستشار السلطان، رئيس مجلس البحث العلمي، ويحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، وجرينت جرومير، رئيس منتدى الفضاء النمساوي.
وتحدث مسؤول عماني عن أن هذا المشروع يأتي "استكمالا لمشوار بدأ منذ شهر مارس/ آذار 2016 "، متحدثاً عن أن المنتدى النمساوي للفضاء اختار سلطنة عمان "نتيجة لمنافسة عالمية، قائمة على عدد من المعطيات والمعايير الأساسية، منها زيارة سبعة مواقع طبيعية تتشابه في تكوينها مع كوكب المريخ، وبناءً على تلك الزيارات تم الاختيار".
إ.ع/ ع.خ
ومازال البحث جاريا عن حياة على سطح المريخ
أرسل العلماء ثلاثة أجيال من المستكشفات إلى المريخ، تراوحت أعمارها بين أربعة أشهر وعدة أعوام. ومازال الإنسان يبحث عن حياة لكائنات حية على سطح الكوكب الأحمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/JPL-Caltech/MSSS
مختبر متنقل
كوروسيتي هي أكثر العربات تكوراً وأكبرها، التي أرسلت إلى أرض المريخ. هبطت في السادس من آب/ أغسطس 2012 وانتقلت على أرض المريخ حوالي 17 كيلومتراً. كوريوستي أكثر من عربة، إنها مختبر كامل متنقل على عجلات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa/Jpl-Caltech/Msss
مختبرات
يحتوي كوريوستي على مطياف ضوئي يحلل عن طريق أشعة الليزر مكونات المواد عن بعد. محطة طقس كاملة تقيس الحرارة والرطوبة، والضغط الجوي، والإشعاع وسرعة الرياح. والأهم أنها تحتوي على مختبر كيميائي يحلل العناصر العضوية على أرض المريخ للبحث عن الحياة.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/MSSS
مثقاب
نتائج بحثه كشفت عن إمكانية تواجد الحياة نظرياً على المريخ. لكنها لم تكشفت أي حياة حتى الآن. في نهاية الذراع الرئيسة للعربة تواجد سكين لقطع الأرض ومثقاب.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
تحليل الغبار
يتم تحليل غبار المريخ عن طريق اجهزة مختلفة. في البداية يتم فصل الغبار إلى أجزاء مختلفة، ثم تصنف وترسل إلى مختبرات مختلفة لغرض تحليلها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/NASA
مستكشف صغير
قبل كوريوسيتي كان هناك مستكشف المريخ الذي حط في الرابع من تموز/ يوليو 1997. كانت هذه المرة الأولى التي يسير فيها روبوت على أرض المريخ حاملاً مختبراً يعمل بالأشعة السينية لفحص تركيب المواد.، بالإضافة إلى كاميرات بعدسات متحركة.
صورة من: NASA/JPL
أجيال وأحجام
ثلاثة أجيال من العربات. الصغير هو المستكشف سوجورنر. وزنه 10.6 كيلوغرام، حجمه بحجم عربة ألعاب للأطفال. سرعته القصوى سنتمر واحد بالثانية. الجيل الثاني ابورتونتي الذي وصل وزنه إلى 185 كيلوغراماً. أما كوريوستي وهو الأكبر ويصل وزنه إلى 900 كيلوغرام، بحجم سيارة صغيرة. سرعته تصل إلى خمسة سنتمترات بالثانية.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
أربعة أشهر فقط
سورجونور قطع مسافة 100 متر فقط خلال مهمته، وأرسل صوراً ومعلومات حتى 27 أيلول/ سبتمبر 1997. هذه واحدة من آخر صوّر أرسلها المستكشف قبل انقطاع الاتصال الراديوي مع الأرض. يعتقد أن سبب "موت" المستكشف هو انخفاض درجة الحرارة ليلاً ما أدى إلى موت بطارياته.
صورة من: NASA/JPL
توأمان
من دون التجربة التي مر بها سورجونور لم يكن تصوّر نجاح المستكشفات من الجيل الثاني والثالث. في عام 2004 أرسلت ناسا مستكشفان على أرض المريخ بالوقت نفسه؛ سبيريت وابورتونتي. تمكنا من التحرك لمدة 7 أعوام على سطح المريخ، وقطعا مسافة 7.7 كيلومتر. تمكن أحدهما من تسلق المرتفعات وأخذ نماذج من الأرض والصمود أمام البرد والعواصف الرملية، حتى أن الشقيق ابورتوتني مازال يعمل حتى اليوم على أرض المريخ.
صورة من: picture alliance/dpa
البقاء
ابورتونتي قطع مسافة 42 كيلومترا حتى عام 2015. وهي مسافة أكثر من تلك التي قطعها كوريوستي. يحمل المستكشف ثلاث أنواع من مطياف الضوء وكاميرات ثلاثية الأبعاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
هضبة على المريخ
الصورة ملتقطة بواسطة كوريوستي. من المتوقع أن يعمل المستكشف لمدة خمسة أعوام مقبلة على الأقل. الصورة لهضبة على المريخ تظهر مشاهد مشابهة على الأرض. غير أن من يعيش على المريخ حتى الآن هي الروبوتات التي أرسلها الإنسان إلى المريخ في انتظار استكشاف حياة أخرى. إعداد: جيسي فانغراد/ عباس الخشالي