1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تونس- أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً في قضية "التآمر"

محمد فرحان أ ف ب، رويترز
١٩ أبريل ٢٠٢٥

حكم القضاء التونسي بالسجن النافذ ما بين 13 و66 عاماً على حوالي 40 متّهماً، بينهم شخصيات معارضة، لإدانتهم بـ "التآمر على أمن الدولة". ووصفت المعارضة المحاكمة بـ "المهزلة".

مظاهرة ضد "قضية التأمر" (11 أبريل/نيسان 2025)
وصفت المعارضة التونسية الأحكام التي صدرت ضد بعض رموزها بـ "المهزلة".صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/IMAGO

أصدرت محكمة تونسية السبت (19 أبريل/نيسان 2025) أحكاماً بالسجن تتراوح بين 13 و66 عاماً على زعماء من المعارضة ورجال أعمال بتهمة التآمر على أمن الدولة في ختام محاكمة غير مسبوقة.

وأدين المتّهمون بتهم أبرزها "التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي" و"تكوين وفاق إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية و الانضمام إليه"، وفق ما قال وكيل الدولة في القطب القضائي لمكافحة الإرهاب لوسائل إعلام من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتقول منظمات لحقوق الإنسان إن هذه المحاكمة تلقي الضوء على سيطرة سعيد الكاملة على السلطة القضائية منذ أن علق عمل البرلمان المنتخب في عام 2021 ثم حله في مارس/آذار 2022 وحل المجلس الأعلى للقضاء، وعزل عشرات القضاة لاحقا.

ويُحاكم في القضية 40 شخصاً، بينهم ساسة كبار ورجال أعمال وإعلاميون. وفر أكثر من 20 منهم إلى الخارج منذ توجيه الاتهام لهم.

ويقبع بعض المتهمين من زعماء المعارضة، ومن بينهم غازي الشواشي وعصام الشابي وجوهر بن مبارك وعبد الحميد الجلاصي ورضا بالحاج وخيام التركي، في السجن منذ اعتقالهم في 2023.

وفي وقت سابق، قال المحامي أحمد الصواب: "طوال حياتي لم أشهد محاكمة كهذه. إنها مهزلة، الأحكام جاهزة، وما يحدث فضيحة ووصمة عار"، وهو ما أعاد محامون التأكيد عليه لاحقاً خارج قاعة المحكمة في فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي:

 

وفي حين تقول السلطات إن المتهمين حاولوا زعزعة استقرار البلاد ونشر الفوضى وقلب النظام، تقول المعارضة إن التهم ملفقة وتُستخدم لإسكات المنتقدين وترسيخ حكم استبدادي فردي.

وقال حمة الهمامي، زعيم حزب العمال المعارض، والذي كان من بين الحاضرين لدعم المتهمين أمس الجمعة: "قضية التآمر مهزلة، هذا النظام الاستبدادي ليس لديه ما يقدمه للتونسيين سوى المزيد من القمع".

وعشية المحاكمة، قال نجيب الشابي أحد المتهمين في القضية وزعيم جبهة الخلاص المعارضة، إن "السلطات تريد تجريم عمل المعارضة".

جلسة عاصفة

وتقول السلطات إن المتهمين، ومن بينهم رجال أعمال ومسؤولون سابقون حاولوا زعزعة استقرار البلاد وإطاحة الرئيس قيس سعيد. وكان سعيد قد وصف في 2023 هؤلاء الساسة بأنهم "خونة وإرهابيون"، وقال إن القضاة الذين قد يبرؤونهم هم شركاؤهم في الجريمة.

وانعقدت جلسة ثالثة عاصفة، وسط حضور أمني كثيف في غياب الصحافة الدولية التي مُنع مراسلوها، وكذلك الدبلوماسيون الأجانب، من دخول قاعة المحكمة، رغم السماح لهم بحضور الجلستين السابقتين. واعترض المحامون أمام القاضي بعد تلاوته لائحة الاتهام وطرحها للمداولة، من دون أيّ مرافعات من جانب الدفاع.

قال نجيب الشابي، أحد المتهمين في القضية وزعيم جبهة الخلاص، إن "السلطات تريد تجريم عمل المعارضة".صورة من: Fethi Belaid/AFP

ونقلت فرانس برس عن المحامية سامية عبّو قولها إن "السلطة تريد صدور الحكم اليوم" في حين أن هناك "انتهاكاً صارخاً للإجراءات القانونية" إذ "لم يتم الاستماع إلى المتهمين"، واصفة الأمر بـ "المهزلة"، وقال المحامي سمير ديلو: "لقد وصلنا إلى حد الجنون القضائي".

ومنذ بدء المحاكمة في الرابع من مارس/آذار، طالب محامو الدفاع في مرافعات حادة بمثول جميع المتهمين حضورياً أمام المحكمة، وقد أعلن بعضهم إضراباً عن الطعام في السجن احتجاجاً على حرمانهم من هذا "الحق الأساسي"، بعد أن طلبت منهم المحكمة الإدلاء بشهاداتهم عن بعد.

ووصفت هيئة الدفاع ملف القضية بأنه "فارغ"، في حين قالت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية إن المحاكمة تجري في "سياق قمعي".

ويتهم زعماء المعارضة المتهمون في القضية سعيد بتدبير انقلاب في عام 2021 ويقولون إن القضية ملفقة لخنق المعارضة وإقامة حكم فردي وقمعي. ويقولون إنهم كانوا يعدون مبادرة تهدف إلى توحيد المعارضة المتشرذمة لمواجهة "الانتكاسة الديمقراطية" في مهد انتفاضات الربيع العربي.

ويقبع أغلب قيادات الأحزاب السياسية في تونس في السجن، ومن بينهم عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر، و راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وهما من أبرز معارضي سعيّد ولا يزالان في السجن منذ عام 2023 في قضايا أخرى.

تحرير محمود حسين

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW