محاكمة الهولندي المتطرف فيلدرز بتهمة التحريض على الكراهية
٣١ أكتوبر ٢٠١٦
بدأت اليوم الاثنين محاكمة زعيم المعارضة الهولندي المعادي للإسلام خيرت فيلدرز بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز وذلك بعد 18 شهرا من تأييده لدعوة لتقليل عدد المغاربة في هولندا ووصفه لهم بأنهم حثالة خلال حملة انتخابية.
إعلان
قال زعيم المعارضة الهولندي المعادي للإسلام خيرت فيلدرز خلال محاكمته اليوم (الاثنين 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إنه لم يرتكب أي خطأ في بيان تلي في بداية محاكمته بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز ضد المغاربة. ووجهت لزعيم حزب الحرية الاتهامات بعد ظهوره في لقطات خلال حملته في الانتخابات المحلية في أوائل عام 2014 وهو يقود هتافات تدعو إلى تقليل عدد المغاربة في البلاد ووصفه لهم بأنهم حثالة.
وقال في البيان الذي قرأه أحد محاميه "إنه حقي وواجبي كسياسي أن أتحدث عن المشكلات في بلادنا. لأن هولندا بها مشكلة مغاربة كبرى". ويواجه فيلدرز الحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى عامين وغرامة تصل إلى 7400 يورو (8100 دولار) حال إدانته. ورفض حضور المحاكمة التي وصفها بأنها سياسية. ورفض بيان فيلدرز الاتهامات وقال إنها محاولة لتجريده من حقه في حرية التعبير.
ومن المقرر أن تصدر المحكمة حكمها في ديسمبر كانون الأول قبل أسابيع فقط من الانتخابات البرلمانية في 15 مارس آذار والتي يتنافس فيها حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز على الصدارة مع حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية المحافظ الذي يتزعمه مارك روته رئيس وزراء هولندا والذي يحكم البلاد في ائتلاف هش مع حزب العمل. وأظهر استطلاع في 27 أكتوبر/ تشرين الأول تراجع فيلدرز وراء روته بفارق مقعدين في البرلمان المؤلف من 150 مقعدا.
وعلى الرغم من أن فيلدرز لم يحكم هولندا قط فإن خطه المتشدد بشأن الهجرة والإسلام يحدد اتجاه المناقشات السياسية في هولندا منذ عشر سنوات. وقال في بيانه اليوم إن المغاربة يشكلون نسبة غير ملائمة ممن يتلقون إعانات اجتماعية ومن المجرمين. وأضاف "لم أقل أي شيء خاطئ". ويشكل المغاربة نحو اثنين في المائة من سكان هولندا البالغ عددهم نحو 17 مليون نسمة. وبرئت ساحة فيلدرز من تهمة التحريض على الكراهية العرقية في 2011 بعد أن دعا إلى حظر القرآن وترحيل المغاربة "المجرمين".
ح.ز/ ح.ح (رويترز)
رموز عديدة ومتنوعة - ومناهضة الإسلام القاسم المشترك
لئن تميزت أغلبية الألمان بالانفتاح وحب التنوع الثقافي، إلا أن البعض يرى في التعددية الثقافية والدينية وخاصة في الإسلام تهديدا يجب وقفه. جولة في الرموز التي تستخدمها الحركات اليمينية المتطرفة للتعبير عن مناهضتها للإسلام.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
استغلت الحركات المعادية للإسلام على غرار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) توافد مئات الآلاف من اللاجئين وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان لإثارة الخوف من "غزو المسلمين لألمانيا"، حيث اختارت صورة للمستشارة أنغيلا ميركل يحيط بها السواد وأسفلها شباب ذوو ملامح شرقية يصرخون: "قادمون يا أماه". وفي نهاية كلمة "Mutti" - التي تعني أمي - رُسم بدل نقطة هلال في إشارة إلى الإسلام.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
اليمينيون المتطرفون يرفضون التعددية الثقافية ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية، حيث يحمل أحد المتظاهرين هنا ضمن الاحتجاجات التي نظمتها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) في مدينة دريسدن الألمانية لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
"سكان ولاية سارلاند ضد السلفيين" - شعار يحمله متظاهرون ينتمون إلى حركة "هوليغانز ضد السلفيين"، وهي حركة تأسست من قبل "مثيري الشغب في الملاعب" ضد السلفيين، على حد قولهم، فيما يتهمها مراقبون بأنها مناهضة للإسلام والمسلمين ككل. هذه الحركة التي ذاع صيتها خلال مشاركتها في احتجاجات يمينية متطرفة في مدينة كولونيا عندما اشتبكت مع الشرطة يصنفها بعض المراقبين بأنها حركة عنيفة وذات ميول يمينية متطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مناهضة الإسلام في ألمانيا تتجلى أيضا في رفض البعض لبناء دور عبادة إسلامية مبررين ذلك بخوفهم من اندثار الثقافة الألمانية المسيحية. وما انفكت حركة "من أجل ألمانيا" (برو كولونيا) اليمينية المتطرفة، التي ظهرت منتصف التسعينات، تنظم احتجاجات ضد بناء المساجد، كانت أكبرها خلال عامي 2007 و2008 ضد بناء الجالية التركية لمسجد كبير على الطراز العثماني في مدينة كولونيا الألمانية.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
الشعارات المناهضة للإسلام لم تقتصر على الاحتجاجات اليمينية المتطرفة بل استخدمت أيضا خلال الحملات الانتخابية في الانتخابات المحلية التي شهدتها بعض الولايات الألمانية في مارس/آذار. هذ الملصق الانتخابي للحزب الألماني القومي (النازيون الجدد) يصور ثلاثة أفراد ذوي ملامح أجنبية: إفريقي على اليمين وامرأة محجبة في الوسط ورجل شرقي بعمامة وشارب طويل على بساط من الريح وكتب عليه "رحلة طيبة إلى أوطانكم".
صورة من: DW/M. El-Maziani
معاداة المسلمين من قبل اليمينيين المتطرفين في ألمانيا ليست جديدة وإن كانت ضمن معاداة الأجانب بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية. وقد كان الأتراك - أكبر جالية أجنبية ومسلمة بألمانيا - هدف الاعتداءات العنصرية، على ما تظهر هذه الرسوم والكتابات على أحد الجدران التي يعود تاريخها إلى عام 1992: حيث يصور ثلاثة أشخاص، أحدهم يمسك بعصا أو آلة حادة وهو يلاحق الآخرين وقد كتب عليها: "ارحلوا أيها الأتراك".
صورة من: Imago/Sommer
بعض أنصار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" فضل خلال أحد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة دريسدن الألمانية رفع الصليب في إشارة إلى المسيحية، الدين الذي تنتمي إليه الأغلبية في ألمانيا - للتعبير عن رفضهم للإسلام والمسلمين.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
كثيرا ما يحمل أنصار الحركات المناهضة للإسلام والمسلمين على غرار "برو كولونيا" أو "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) العلم الألماني لتأكيد رفضهم لكل ما لا ينتمي لألمانيا - متناسين أن هناك ألمانا من أصول عربية وتركية وغيرها وذوي انتماءات دينية متعددة يدينون أيضا بالولاء لألمانيا.