محامية ثرية تتخلى عن عملها لإنقاذ البيئة بملايينها
٧ سبتمبر ٢٠٢١
ما بين عشية وضحاها، قررت محامية بريطانية التحول لناشطة لحماية البيئة واستخدام ما جنته على مدار سنوات عملها من ملايين لمحاربة ما تواجهه الحياة البرية من أزمة بسبب البشر وما تسبب فيه نشاطهم من تغيير بالمناخ. فما القصة؟
إعلان
ما يصل إلى 70 بالمئة من الأراضي بالمملكة المتحدة يتم تخصيصه في الوقت الحالي للزراعة، وهو ما يؤثر بالسلب على الحياة البرية بكافة أشكالها. وعندما قررت المحامية جوليا دافيس بيع حصتها بشركة متخصصة في مستلزمات الرحلات والتخييم، كانت تحلم باستخدام ما ستجنيه من ملايين في مساعدة الحياة البرية في بريطانيا لاستعادة توازنها وتنوعها الطبيعي.
ففي خطوة أولي نحو تحقيق هدفها، قامت دافيس منذ بضعة شهور بدفع مبلغ أربعة ملايين جنية إسترليني بهدف حيازة 170 هيكتار، أي ما يبلغ أكثر من كيلو ونصف متر مربع، من الحقول والمراعي لإنشاء منتزه طبيعي عليها.
وللتمكن من تنفيذ الهدف البيئي المنشود، تقوم الخطة على قيام دافيس بـ ”إعارة" المال للمجموعات المتخصصة في حماية وصيانة البيئة لتتمكن من الحصول على الأرض، على أن تتولى تلك المجموعات مسؤولية جمع التبرعات والمنح والمساعدات المالية اللازمة للعمل وإعادة ثمن الأرض لاحقا لدافيس. وبعد إعادة المبلغ، تقوم دافيس باستخدامه لمساعدة مجموعة أخرى للحصول على أرض جديدة وهكذا…
وبعد حصولها على الأرض، استطاعت بالفعل جمعية دورست للحياة البرية الحصول على تمويل من السلطات المحلية. وتعود موافقة عدة جهات محلية على تقديم التمويل اللازم إلى الحاجة للتعامل مع المشاكل البيئية الناتجة عن تراكم المخصبات الكيميائية المستخدمة في الزراعة ووصولها لمصادر المياه العذبة وتلويثها في منطقة دورست بجنوب غرب بريطانيا، فضلا عن مناطق أخرى.
ويرى المسؤول عن إدارة المشروع روب فارينغتون أن جميع الفصائل ”التي تصرخ طلبا لمكان تعيش فيه"، على حد تعبيره، ستجد الوضع جاذبا.
ولكن يؤكد فريق العمل على أنه لا توجد أنواع بعينها يسعون لاستهدافها، فالمشروع لا يعد بمثابة ”محمية تقليدية" حيث يتم التركيز على مجموعة صغيرة من الكائنات المتبقية في المكان والعمل على الإبقاء عليها على قيد الحياة وحمايتها. ويقول فارينغتون: ”نقوم ببساطة بإخراج جوانب الصيانة العالية المرتبطة بالزراعة الحديثة وننتظر أن تفاجأنا الكائنات التي ستستحوذ على المكان. ومن هذا المنطلق، هذه تجربة ليس فقط من حيث التمويل بل وفي طريقة حماية البيئة".
د.ب./خ.س
ظروف مناخية مميتة حول العالم.. هل خرجت أزمة المناخ عن السيطرة؟
على مدار الأسابيع الماضية، انتشرت صورا تظهر حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية جراء الطقس المدمر الذي ضرب العديد من دول العالم من ألمانيا إلى كندا ووصولا إلى الصين.. فهل خرجت "أزمة المناخ" عن السيطرة؟
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
فيضانات عارمة في أوروبا
خلفت الفيضانات غير المسبوقة في أوروبا دمارا كبيرا في بلدان غرب القارة فضلا عن مقتل ما لا يقل عن 209 أشخاص في ألمانيا وبلجيكا. وجاءت الفيضانات نتيجة هطول أمطار استمر لنحو يومين بما يعادل مقدار هطول أمطار لنحو شهرين. وخلال ساعات امتلأت الممرات المائية الضيقة لتتدفق مياه الفيضانات هادرة وتدمر في طريقها الكثير من المباني قديمة، فيما تقدر تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمليارات اليورو.
صورة من: Thomas Lohnes/Getty Images
مواسم أمطار شديدة
تضررت مناطق كثيرة في الصين والهند جراء فيضانات قياسية فاقت قدرة السدود والمصارف وأغرقت شبكة مترو الأنفاق في تشنغتشو بوسط الصين. وأسفرت الفيضانات عن مقتل العشرات فيما كان مقدار تساقط الأمطار أكثر من معدلاتها الحالية. وتوقع علماء أن ظاهرة التغير المناخي ستزيد من خطر الأمطار والفيضانات إذ أنها تتسبب في زيادة معدل دفء الغلاف الجوي ليحتفظ بمزيد من الرطوبة ما يؤدي إلى زيادة عزارة الأمطار.
صورة من: AFP/Getty Images
موجات حرارة غير مسبوقة في كندا وأمريكا
باتت موجات الحر غير المسبوقة أمرا شائعا في عدد من ولايات أمريكا كواشنطن وأوريغون وكذلك مقاطعة "بريتيش كولومبيا" الكندية أواخر يونيو/ حزيران. وتسببت المستويات القياسية من الحرارة الناجمة عن "قبة حرارية" نادرة القوة حيث حُبس الهواء الساخن لأيام، في وفاة المئات. سجلت قرية ليتون الكندية درجة حرارة بلغت 49.6 درجة مئوية هي الأعلى على الإطلاق على مستوى البلاد.
صورة من: Ted S. Warren/AP/picture alliance
عواصف رعدية.. والسبب حرائق الغابات
انتهت موجة الحرارة في جنوبي ولاية أوريغون الأمريكية، لكن الظروف الجافة التي خلفتها زادت من خطر اندلاع موسم هو الأسوأ من مواسم حرائق الغابات في تلك المنطقة. وأدى حريق "أوريغون بوتليج" إلى إحراق مساحة تقترب من مساحة مدينة لوس أنجلوس في غضون أسبوعين ليصل الدخان إلى نيويورك. ووفقا لدراسة حديثة فإن هذا الطقس السيء كان من المستحيل حدوثه بشكل عملي لولا ظاهرة التغير المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية.
صورة من: National Wildfire Coordinating Group/Inciweb/ZUMA Wire/picture alliance
غابات الأمازون .. مصير مجهول
تعاني مناطق وسط البرازيل من أسوأ موسم جفاف منذ 100 عام، ما ضاعف من مخاطر حرائق الغابات وأيضا إزالة أشجار ونباتات غابات الأمازون المطيرة بوتيرة أكبر. وقال باحثون مؤخراً إن مساحات كبيرة من الغابات تحولت من امتصاص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض المعروفة باسم "الاحتباس الحراري" لتصبح مصدرا لهذه الانبعاثات، ولتقترب غابات الأمازون بدورها من نقطة تحول كبيرة.
صورة من: Andre Penner/AP Photo/picture alliance
"على شفا الموت جوعا"
بعد سنوات من الجفاف الحاد يعاني قرابة 1.14 مليون شخص في مدغشقر من انعدام الأمن الغذائي إذ يضطر كثيرون إلى أكل الصبار وأوراق الأشجار وحتى الجراد في وضع يرقى إلى المجاعة. ويقول العلماء إن الوضع المتردي في مدغشقر يشكل أول مجاعة في التاريخ الحديث يكون سببها الرئيسي ظاهرة "التغير المناخي"، إذ لا يعود سبب هذه المجاعة إلى كوارث طبيعية أو صراع سياسي أو حتى تدمير المحاصيل جراء الجفاف.
صورة من: Laetitia Bezain/AP photo/picture alliance
نازحون بسبب المناخ
وصل عدد النازحين جراء الصراعات والكوارث الطبيعية في 2020 إلى أعلى معدل له في عشر سنوات إذ بلغ رقما قياسيا تجاوز عتبة 55 مليون شخص فروا إلى أماكن أخرى في بلادهم. كذلك اضطر قرابة 26 مليون شخص إلى عبور حدود بلادهم واللجوء إلى دول أخرى. ووفقا لتقرير نشرته منظمات تعنى بشؤون اللاجئين في مايو/ أيار، فإن ثلاثة أرباع من اضطروا إلى النزوح في بلادهم كانوا ضحايا الظروف المناخية القاسية. مارتن كويبلر/ م.ع