"محتمل جدا جدا".. ترامب يتأهب للترشح لانتخابات الرئاسة 2024
٤ نوفمبر ٢٠٢٢
يبدو أنّ دونالد ترامب يخطّط للترشّح للانتخابات الرئاسية في 2024، حسبما ألمح، قبل أربعة أيام على انتخابات التجديد النصفي، مراهناً على هزيمة كبيرة للديموقراطيين الذين ألقوا بكلّ قوّتهم في المعركة لإنقاذ المقاعد المهدّدة.
إعلان
قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الجمعة (الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2022)، أمام حشد من المناصرين المجتمعين في ولاية أيوا "من المرجّح جداً جداً جداً أن أترشّح (للانتخابات الرئاسية في عام 2024). استعدّوا". وأضاف "سنستعيد الكونغرس، سنستعيد مجلس الشيوخ"، مؤكداً أنه "في العام 2024، سنستعيد بيتنا الأبيض الرائع".
ويواصل الملياردير، الذي لم يعترف أبداً بهزيمته في انتخابات العام 2020 والذي يلمّح منذ أشهر إلى فكرة الترشّح لولاية جديدة، إحكام قبضته على الحزب الجمهوري.
فقد دعم عدداً كبيراً من المرشّحين لـ"الانتخابات النصفية"، كما ضاعف التجمّعات لهذا الهدف. ومن هذا المنطلق، قد يُنسب إليه الفضل في حال فوزهم وتمكّنهم من حرمان الرئيس الديموقراطي جو بايدن من الأغلبية في الكونغرس.
وتتوقع استطلاعات الرأي فوزاً كبيراً للجمهوريين في مجلس النواب الذي سيتمّ تجديده بالكامل، كما يتّجهون للحصول على غالبية ضيّقة في مجلس الشيوخ حيث يجري التنافس على ثلث المقاعد.
وإذا تأكّدت هذه التوقعات، يبدو أنّ دونالد ترامب مصمّم على الاستفادة من الزخم لإضفاء الطابع الرسمي على ترشيحه في أسرع وقت ممكن، وبالتالي قطع الطريق أمام المنافسين المحتملين، مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
خ.س/ف.ي (أ ف ب)
الرئيس الأمريكي: سلطات بلا حدود؟
من يشغل المكتب البيضاوي يصبح سيد العالم. لكن هل يملك الرئيس الأمريكي فعلا كل هذه الصلاحيات؟ الواقع يقول إن الأمر ليس بهذه السهولة: لأن صلاحيات الرئيس الأمريكي تبقى محدودة، وآخرون لهم الحق في المشاركة في كلمة الفصل.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
الرئيس يُنتخب لمدة أربع سنوات، وله الحق في ولايتين. وهو رئيس الدولة والحكومة أي أنه يسير الجهاز الحكومي. ومن مهامه تنفيذ القوانين التي يصدرها الكونغرس. وهناك حوالي أربعة ملايين شخص يعملون لصالح السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال الفحص والتوازن
السلط الثلاث متداخلة فيما بينها وتقلص بالتالي نفوذ بعضها البعض. الرئيس يحق له العفو عن أشخاص وتعيين قضاة اتحاديين ـ لكن فقط بموافقة مجلس الشيوخ. الرئيس يعين أيضا وزراءه وسفراءه. وهذا يشكل إحدى وسائل السلطة التشريعية لمراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
خطاب حالة الاتحاد وسيلة ضغط على الكونغرس
على الرئيس اطلاع الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) على سير الأوضاع في البلاد ـ وهذا يفعله من خلال "خطاب حالة الاتحاد"، الذي يلقيه سنويا أمام نواب الأمة. لا يحق له اقتراح قوانين أمام الكونغرس، لكن بمقدوره طرح موضوعاته في الخطاب، وبذلك يمكن له ممارسة الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكن له ببساطة قول "لا"
إذا أعاد الرئيس اقتراحا قانونيا للكونغرس بدون التوقيع عليه، فإنه يقدم بذلك اعتراضا عليه. وبمقدور الكونغرس إلغاء مفعول هذا الفيتو الرئاسي بثلثي مجموع الأصوات داخل المجلسين. وتفيد أرقام مجلس الشيوخ أن تاريخ الولايات المتحدة شهد تجاوز 111 فيتو من مجموع 1.500 أي ما يزيد بقليل عن 7 في المائة.
صورة من: Klaus Aßmann
مجالات مبهمة في تحديد السلطة
الدستور وأحكام المحكمة العليا لا توضح مدى السلطة التي يملكها الرئيس. وهناك حيلة تمكن من اعتماد نوع آخر من الفيتو. في بعض الظروف يمكن للرئيس أن يضع اقتراح القانون "في جيبه" الشيء الذي يلغي صلاحيته. ولا يحق للكونغرس تجاوزه بالتصويت ضده. هذه الحيلة استُخدمت أكثر من 1000 مرة.
صورة من: Klaus Aßmann
تعليمات تشبه القوانين في مفعولها
بمقدور الرئيس إصدار توجيهات للموظفين الحكوميين للقيام بمهامهم. هذه التوجيهات أو ما يُعرف بـ "أوامر التنفيذ" لها مفعول قانوني. وعلى الرغم من ذلك لا يحق للرئيس فعل ما يريد. المحاكم يمكن لها إلغاء التعليمات أو بإمكان الكونغرس إصدار قانون ضدها. وبمقدور الرئيس المقبل إلغاءها ببساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
مراوغة الكونغرس
بمقدور الرئيس مفاوضة حكومات أخرى على اتفاقيات يتوجب على مجلس الشيوخ في النهاية الموافقة عليها بثلثي مجموع الأصوات. ولتفادي هذا الشيء يلجأ الرؤساء عوض اتفاقيات "التفاهمات التنفيذية" لاتفاقيات حكومية لا يجب على الكونغرس الموافقة عليها. وهي تبقى سارية المفعول ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو أصدر قوانين تبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
القدرة على تحمل الانتكاسة
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكن الكونغرس هو من يعلن الحرب. ويبقى من غير الواضح إلى أي مدى يمكن للرئيس أن يرسل وحدات عسكرية إلى نزاع مسلح دون موافقة. الكونغرس تدخل عبر القانون عندما تجاوزت البلاد خطا أحمر بمشاركتها في حرب فيتنام. فالرئيس يمكن له تولي بعض الصلاحيات إلى أن يتحرك الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة الأخيرة
في حال إساءة الرئيس للسلطة أو ارتكاب جناية، يمكن لمجلس الشيوخ أن يقدم طلب سحب الثقة. وإلى حد الآن تم اللجوء إلى هذا مرتين ـ بدون نجاح. لكن هناك وسيلة أكثر مفعولا لوقف أي مبادرة رئاسية: الكونغرس له حق الميزانية. فهو يوافق على الميزانية ويمكن له بذلك إغلاق المنفذ المالي أمام الرئيس.