1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محرز وبلايلي وديلور .. قصص محاربين من القاع إلى القمة

إسماعيل عزام
١٩ يوليو ٢٠١٩

غالبا ما تشكل الظروف الصعبة حاجزاً أمام الكثير من الناس لتحقيق أهدافهم، لكن هناك من يتخطاها ليجعل منها شاهداً على إنجازاته. مثال ذلك لاعبون في منتخب الجزائر.

Africa Cup 2019 | Senegal v Algerien
من مباراة الجزائر ضد السنغال في دوري المجموعاتصورة من: Getty Images/J. Soriano

لم يحقق لاعبو الجزائر المجد لفريقهم الوطني فقط، عندما أوصلوه لمباراة نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 أمام السنغال، بل كذلك لأن هذا الإنجاز يعني الكثير لهم شخصيا، خاصة من عاش منهم ظروفا صعبة للغاية في الماضي، كادت تفتك بمستقبله الكروي، قبل أن ينطلق نحو النجومية.

عاد من رماد "الكوكايين"

يشكّل يوسف بلايلي قصة نجاح حقيقية للاعب كان مهدداً بالسجن بسبب تناوله الكوكاكيين، فقد تنبأ الكثيرون بأفول نجمه بعد فضيحة تناول المحظورات قبل أن يعود إلى توهجه. القضية تعود إلى آب/ أغسطس 2015، عندما أجرى طبيب للاتحاد الإفريقي كشف للمنشطات ليوسف في مباراة فريقه اتحاد العاصمة ومولودية العلمة في دوري أبطال إفريقيا، ما انتهى بوجود شكوك كبيرة في تناول اللاعب للمنشطات، وبعدها أجرى الاتحاد الجزائري فحصاً جديدا، فكانت الصاعقة أن اللاعب تناول كذلك الكوكايين.

وجاء قرار الكاف بإيقاف اللاعب لسنتين في جميع المنافسات الوطنية والقارية، ثم جاء قرار أكثر صرامة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، في مارس/آذار 2016، برفع عقوبة اللاعب، علاوة على لاعبَين آخرين، إلى أربع سنوات إيقاف، لتصبح العقوبة ذات مفعول دولي، رغم أن بلايلي حاول تجنب هذه العقوبة الصارمة عندما اعترف للاتحاد المحلي بوقوعه في المحظور.

يوسف بلايلي، رقم 8صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki

غير أن اللاعب انبعث من رماده رغم صعوبة المسار، وكانت بداية العودة حيت تقدم بطعن إلى محكمة التحكيم الرياضي (طاس)، انتهى بقرار من هذه الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، مكّن من تخفيض العقوبة إلى سنتين، ليكون بإمكانه العودة رسميا إلى الميادين في صيف 2017، حيث التحق بفريق أنجي الفرنسي، ثم انتقل بسرعة إلى الترجي التونسي.

في تونس، كان التحدي أمام بلايلي مزدوجا: تأكيد أن صفحة الكوكايين طُويت إلى الأبد، وكذلك إنجاح تجربته الثانية مع الفريق التونسي بعدما أخفق في فرض أسلوبه عندما لعب فيه ما بين 2012 و2014. وكان لبلايلي ما أراد، فقد حقق دوري الأبطال مع الترجي عام 2018، ووصل معه إلى نهائي 2019 - في انتظار قرار "طاس" بمصير المباراة النهائية مع الوداد-، وهو اليوم أحد أبرز نجوم المنتخب في الكان، إذ سجل هدفين، وشارك رسميا في خمس مباريات من أصل ست.

من صبي نحيف.. إلى أغلى لاعب عربي

لم يكن الكثير من زملاء محرز في كرة القدم، عندما كان يلعب في فريق مدينة سارسيل، يظن أن اللاعب سيتحوّل إلى أحد أبرز نجوم القارة السمراء، وبل حتى العالم، بسبب بنيته الجسدية النحيفة. "كانوا يقولون إنني نحيف جدا، وأيّ واحد سيدفعني بعيداً عن الكرة" يقول محرز في حوار سابق مع "الغادريان"، مضيفاً: "كانت لديّ مهارات جيدة، لكن جسدياً، لم أكن قوياً، ولم أكن سريعاً، لكنني عملت بجهد كبير".

لكن ليس نحافته وحدها هي ما شكل تحديا له، بل كذلك ظروف أسرته، فوالدته كانت تعمل منظفة في مصحة، ووالده كان يعمل تقنيا في الإلكترونيات، فضلاً عن أنه لم يتدرب على الكرة في مراكز التكوين المعروفة، وفق ما يذكره تقرير لـ"سو فوت". ومن أكبر الصدمات التي تلقاها، وفاة والده، ورياض لا يتجاوز سنه 15 سنة.

رياض محرز- رقم 7صورة من: Reuters/A.A. Dalsh

حفزت الصدمة رياض على العمل أكثر، ليستطيع تأكيد نفسه في الدرجات الصغرى لنادي سارسيل، لينتقل بعدها إلى نادي كيمبي في دوري الدرجة الثانية، لكن المحطة الفاصلة كانت مع نادي ليستر سيتي، حيث توج بلقب أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي وبلقب الدوري المحلي، ما أهله للانتقال إلى مان سيتي، بسعر قياسي (60 مليون جنيه استرليني)، محققاً في عامه الأوّل ثلاثة ألقاب محلية، بل ومسجلاً هدفا في مباراة التتويج بالدوري على حساب برايتون، بتسديدة لا تقل براعة عن هدفه ضد نيجيريا في نصف نهائي الكان.

وشم يحكي قصة محزنة

من والد مكسيكي- فرنسي ووالدة جزائرية-فرنسية، تردد أندي ديلور، بين حمل قميصي المنتخبين الفرنسي والجزائري، إلى أن أكد لعبه لـ"مقاتلي  الصحراء"، حيث يشارك في كأس إفريقيا لأول مرة في مسيرته الكروية، وذلك بعد حيازته الجنسية الجزائرية مؤخراً، مستفيداً من مادة في القانون الجزائري تتيح للأم منح جنسيتها لابنها.

قد يظن المتتبع أن الوشم الصغير تحت عينه اليمنى للزينة فقط، لكن القصة وراء ذلك تختلط فيها المشاعر، وترتبط بأسرة اللاعب. في مقابلة تعود إلى 20 مارس/آذار 2017 مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية، تحدث أندي عن طلاق والديه وهو صغير السن، وكيف أنه بكي على الدوام في حياته، سواء لأشياء مفرحة أو حزينة، مشيراً إلى أنه طبع وشم الدمعة  عندما كان تحت رعاية والده، في فترة كانت علاقة الطرفين سلبية، لكن مع ذلك، يؤكد أندي أن والده شجعه على لعب الكرة منذ صغره.

لكن حياة أندي في الملاعب عوّضته نوعا ما عن قساوة حياة الأسرة، إذ بدأت مسيرته الكروية بالتوهج وهو سن مبكرة، خاصة عندما انتقل إلى فريق أجاكسيو في دوري الدرجة الأولى لتحت 18 عاما، قادما من مدينة سيت، التي تدرّج في فريقها الأول. ومن أجاكسيو تعددت الأندية التي لعب لها، آخرها فريق مونبوليه، حيث سجل خلال العام المنصرم 14 هدفا.

إسماعيل عزام

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW