"محض خيال".. تركيا تنفي تخفيف الحظر التجاري مع إسرائيل
٩ مايو ٢٠٢٤
نفت تركيا تصريحات لمسؤولين إسرائيليين حول قيامها بتخفيف حظرها التجاري مع إسرائيل واصفة إياها بـ "محض خيال ولا علاقة لها بالواقع". أنقرة أمهلت أنقرة الشركات التي لها اتفاقات تصدير قائمة مع إسرائيل ثلاثة أشهر لإنهاء الأمر.
إعلان
شدد وزير التجارة التركي عمر بولاط، اليوم الخميس (التاسع من أيار/ مايو 2024)، على أن المزاعم الإسرائيلية بشأن تخفيف أنقرة الحظر التجاري مع إسرائيل "محض خيال، ولا علاقة لها بالواقع".
وقال: "إن قراراتنا بوقف التجارة مع إسرائيل سارية المفعول حتى يتم استيفاء شروطنا في وقف الهجمات على غزة، وضمان وقف دائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى إخواننا الفلسطينيين في غزة"، بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء.
وأضاف الوزير التركي، عبر حسابه على منصة إكس: "تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، محض خيال ولا علاقة لها بالواقع".
وكان كاتس قد قال في وقت سابق من اليوم الخميس، إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تراجع عن موقفه السابق ورفع الكثير من القيود التجارية التي فرضها على إسرائيل"، مضيفا أن "الدرس المستفاد هو عدم الاستسلام لتهديدات "ديكتاتور، بحسب قناة "أي نيوز 24"الإخبارية الإسرائيلية.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة التجارة التركية، في بيان على منصة "إكس"، وقفا كاملا للتعاملات التجارية مع إسرائيل، إلى حين السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بلا قيود.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ووصف الرئيس التركي أردوغان إسرائيل بأنها "دولة إرهاب تنفذ سياسة إبادة جماعية كاملة ضد الفلسطينيين، بدعم عسكري ودبلوماسي غير محدود من القوى الغربية". كما مضى لأبعد من ذلك إذ شبه رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر والزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين.
وأوقفت تركيا جميع الصادرات والواردات من وإلى إسرائيل الأسبوع الماضي، مشيرة إلى "تفاقم المأساة الإنسانية" في الأراضي الفلسطينية.
وقال مصدر في وزارة التجارة التركية إنه سيُسمح للشركات بتلبية الطلبيات المتعاقد عليها بالفعل مع إسرائيل عبر بلد ثالث خلال ثلاثة شهور، مضيفا أن تخفيف حظر التصدير إلى إسرائيل "غير وارد".
وقال مصدر آخر من الوزارة إن الخطوات الجديدة تهدف إلى حماية التجار الأتراك. وبلغ حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل 6.8 مليار دولار في عام 2023.
ع.أج/ أ.ح/ ع.خ (د ب ا، رويترز)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP