قالت كارلا ديل بونتي المحققة الأممية المختصة بحقوق الإنسان إن العدالة ستلاحق الرئيس السوري حتى إذا بقي في السلطة. يأتي هذا فيما شكلت أزمة اللاجئين السوريين محور اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف.
إعلان
قالت كارلا ديل بونتي المحققة التابعة للأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان اليوم الاثنين (21 سبتمبر أيلول 2015) إن العدالة ستلاحق الرئيس السوري بشار الأسد حتى إذا ظل في السلطة في إطار اتفاق عبر المفاوضات لإنهاء الحرب السورية. وقالت ديل بونتي للصحفيين "الأسد هو الرئيس .. ومن ثم فلنتعامل مع مؤسسة الرئيس. إذ كان بوسعنا تحقيق وقف لإطلاق النار مع الرئيس.. فلم لا؟ لكن بعد ذلك ستأتي العدالة."
وأضاف "تذكرون في يوغوسلافيا سابقا .. أن ميلوسوفيتش كان رئيسا وجرت مفاوضات سلام في دايتون وتمخضت عن اتفاق. وكان ميلوسوفيتش لا يزال رئيسا لكن العدالة أنجزت. هذا مجرد مثال من الماضي". ويشار إلى أن الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش أشرف على محادثات دايتون التي أسفرت عن اتفاق سلام في البلقان، وتم تسليمه فيما بعد للمحكمة الجنائية الدولية.
يأتي هذا فيما شكلت أزمة الهجرة إلى أوروبا محور اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الاثنين في جنيف حيث شددت الدول الأوروبية على الحاجة الملحة لإنهاء النزاع في سوريا. وبعد تسلم تقرير محققي الأمم المتحدة بشأن انتشار التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها مختلف الجهات الضالعة في النزاع خلال سنوات الحرب الأربع، أكدت الوفود الأوروبية أن إنهاء النزاع في سوريا هو السبيل الوحيد لوقف تدفق المهاجرين واللاجئين إلى القارة.
وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف جوليان بريثوايت أمام المجلس في إشارة إلى الرئيس السوري "علينا أن لا ننسى أن الجذور الأساسية لهذه الهجرة تنبع من معاملة (بشار) الأسد لأبناء شعبه". وأضاف أن الحل في سوريا يقوم على مساعدة القوى المعتدلة المعارضة للنظام "للاتفاق على مستقبل لا وجود فيه لهذا النظام" مع تأييد حل سياسي تدعمه الأمم المتحدة.
وقدمت اليونان بيانا يعبر عن موقف وفود أوروبية أخرى جاء فيه أن "هناك حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لحل سياسي للنزاع قابل للتطبيق". واستقبلت اليونان القسم الأكبر من نحو نصف مليون لاجئ ومهاجر وصلوا إلى شواطئ أوروبا هذه السنة وقالت إنها تكابد لتقديم العناية للوافدين الجدد في حين أن البلاد غارقة في أزمة اقتصادية واجتماعية. وكانت الغالبية العظمى من اللاجئين القدمين إلى اليونان من السوريين.
وأسفر النزاع السوري عن مقتل أكثر من 240 ألف شخص وأرغم أربعة ملايين على اللجوء إلى دول الجوار عدا عن نحو ثمانية ملايين نزحوا في الداخل هربا من المعارك.
ي.ب/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.