أصيب كبار السياسيين في ألمانيا بصدمة من حادث الطعن، الذي تعرضت له هنريته ريكر، الداعمة للاجئين والمرشحة لمنصب عمدة كولونيا. وقالت نيابة كولونيا إن إفادات الشهود تشير إلى إن خوف مهاجم ريكر من الأجانب سبب ارتكابه الحادث.
إعلان
أكد المحققون الألمان الذين يعملون على فك ملابسات حادث طعن المرشحة المستقلة لمنصب عمدة مدينة كولونيا، هنريته ريكر، اليوم السبت (17 أكتوبر/ تشرين الأول) أن سياستها الموالية للاجئين هى الدافع وراء مهاجمتها. وقال أولف فيلون ممثل النيابة العامة في كولونيا إن " إفادات الشهود في الوقت الراهن تشير... إلى أن دوافع الخوف من الأجانب لدى المهاجم هي السبب الرئيسي."
وخضعت ريكر لعملية جراحية في رقبتها جراء الإصابات التي لحقت بها إثر تعرضها للطعن اليوم السبت في سوق كانت تطلق فيه حملتها الانتخابية. وقال مفوض شرطة كولونيا فولفغانغ ألبرس إن "حالتها الآن مستقرة ولكنها لم تتجاوز مرحلة الخطر بعد".
واعربت المستشارة أنغيلا ميركل عن صدمتها من وقوع الهجوم على ريكر، وقالت متحدثة باسم المستشارية لفرانس برس إن "المستشارة أعربت عن ذهولها ونددت بالعمل". وأوضحت أن ميركل اطمأنت على الوضع الصحي لهنرييت ريكر.
اللاجئون في ألمانيا ـ ماذا بعد الترحيب؟
تشهد ألمانيا العديد من المبادرات التي ترحب بقدوم اللاجئين وهي في أغلبها مبادرات تطوعية. وبالرغم من هذا الترحيب فإن بعض المدن الألمانية شهدت هجمات معادية للاجئين، بالإضافة إلى مظاهرات معادية نظمها اليمينيون المتطرفون.
صورة من: Reuters/F. Bensch
حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
شهدت محطة القطارات في ميونيخ وصول أفواج من اللاجئين عايشوا ظروفا صعبة قبل وصولهم إلى ألمانيا. وفي انتظار أن تسجل الشرطة أسماءهم ويتم نقلهم إلى مراكز الإيواء، تناول بعضهم الطعام في مطاعم مؤقتة في المحطة خصصت لهذا الغرض.
صورة من: Reuters/M. Rehle
عدد من اللاجئين وصلوا عن طريق القطارات القادمة من شرق أوروبا، في حين هناك بعض اللاجئين الذين تم تهريبهم عن طريق السيارات. في الصورة الشرطة الألمانية تضبط على الحدود سيارة فيها لاجئون.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulmer/A. Schaad
في الصورة قطار خصص لنقل اللاجئين من مدينة ميونيخ إلى مدينة دورتموند في إطار توزيع اللاجئين على الولايات الألمانية. ويرتكز التوزيع على المعطيات الديموغرافية لكل ولاية وخاصة عدد سكانها.
صورة من: imago/M. Westermann
قام عدد من الشباب العربي في برلين باستقبال اللاجئين القادمين من سوريا والعراق في محطة القطارات الرئيسية في برلين. ويقوم عدد منهم بمساعدة اللاجئين خاصة في يتعلق بالترجمة في المصالح الإدارية الألمانية.
صورة من: M. Abu Zbeed
دخل لاعبو فريق بايرن ميونيخ الملعب في إطار مباراة في الدوري الألماني البوندسليغا وهم مصحوبين بأطفال اللاجئين، وهي رسالة ترحيب يبعث بها النادي الألماني العريق، والذي له ملايين من المحبين في ألمانيا وكافة أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kerstin Joensson
حرصا على إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني قامت بعض معاهد تعليم اللغة في برلين بفتح أقسام مجانية لتعليم اللاجئين اللغة الألمانية. كما التحق أبناء اللاجئين بالمدارس الألمانية ومنهم من نجح بتفوق في الامتحانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
قدمت شركات ألمانية برامج تطبيقية خاصة بتقديم معلومات مفيدة للاجئين، بحيث ترشدهم إلى المصالح الإدارية التي تهتم بإصدار الوثائق الخاصة بالإقامة والمساعدات الاجتماعية، وتعليم اللغة، وبرامج تشرح لهم القوانين الخاصة باللجوء.
صورة من: DW/K. Cote
بالرغم من جو الترحيب باللاجئين الذي تشهده ألمانيا إلا أن عدة مراكز لإيواء اللاجئين تعرضت لاعتداءات كإضرام الحريق في مركز فيرتهايم. وقد أكدت المستشارة ميركل أن لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبال اللاجئين تحولت إلى مواجهات مع الشرطة الألمانية. في الصورة مظاهرة معادية للاجئين نظمها أعضاء في حزب النازيين الجدد.
صورة من: Reuters/F. Bensch
10 صورة1 | 10
وبدوره، أبدى وزير الداخلية توماس دي ميزيير "صدمته الكبيرة" لهذا الهجوم "المرعب والجبان". وندد وزير العدل هايكو ماس بـ"عمل فظيع لا يمكن تصوره"، فيما رأت رئيسة وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا هانيلوره كرافت أن الحادث بمثابة "هجوم على الديمقراطية".
وهنريته ريكر، غير المعروفة خارج كولونيا، هي المسئولة عن إيواء اللاجئين في المدينة، كما أنها إحدى المرشحات الأكثر جدية لتولي رئاسة بلدية كولونيا، رابع أكبر مدينة ألمانية، في الانتخابات البلدية التي تجرى الأحد. وتتوقع ألمانيا أن تستقبل هذا العام 800 ألف طالب لجوء في عدد غير مسبوق. لكن سياسة الانفتاح حيال اللاجئين التي تنتهجها ميركل تثير انتقادات شديدة حتى من أقرب حلفائها.