محقق أممي: أدلة على ارتكاب إبادة جماعية للايزيديين بالعراق
١٠ مايو ٢٠٢١
قال فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة إنه وجد "أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم بحق الايزيديين تمثل بوضوح إبادة جماعية". نجح الفريق أيضاً في تحديد 1444 من الجناة المحتمل تورطهم في جريمة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الايزيدي.
إعلان
قال رئيس تحقيق يجريه فريق تابع للأمم المتحدة في جرائم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق اليوم الاثنين (10 مايو/ آيار 2021) إن الفريق وجد "أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم بحق الايزيديين تمثل بوضوح إبادة جماعية".
وقال كريم خان لمجلس الأمن الدولي إن الفريق، الذي بدأ عمله في 2018، حدد أيضاً هويات جناة "من الواضح أنهم مسؤولون عن جريمة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الايزيدي".وقال خان، وهو محام بريطاني سيصبح الشهر المقبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إن نية الدولة الإسلامية المتمثلة في "تدمير الايزيديين، جسدياً وبيولوجياً، كان واضحاً في الإنذار الذي تكرر في عدد كبير من القرى المختلفة في العراق، باعتناق (الإسلام) أو الموت".
استعباد وذبح وتشريد
واجتاح التنظيم موطن الايزيديين في شمال العراق في 2014 واستعبد شابات وأجبرهن على أن يصبحن "زوجات" لمقاتليه وذبح الآلاف وشرد معظم أفراد المجتمع البالغ عددهم 550 ألفا. وفي 2016 وصفت لجنة تحقيق مستقلة بالأمم المتحدة الأمر بالإبادة الجماعية.
وضغطت نادية مراد، وهي عراقية من الايزيديين تعرضت للإغتصاب والاستعباد على أيدي أفراد من التنظيم، وأمل كلوني، المحامية في مجال حقوق الإنسان، على مجلس الأمن الذي شكَّل عندها فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة في 2017. كما دفعتا من أجل أن يحيل المجلس الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية أو يشكل محكمة خاصة.
وقالت نادية مراد، التي نالت جائزة نوبل للسلام في 2018 لجهودها الرامية لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب، لمجلس الأمن اليوم "عُثر على أدلة، لكننا لا نزال نبحث عن الإرادة السياسية للمقاضاة".
وحدد فريق الأمم المتحدة إلى الآن هوية 1444 من الجناة المحتملين في الهجمات على الايزيديين.
وقال خان أيضا إنه بناء على تحقيق الفريق في القتل الجماعي لطلاب وعسكريين عزل في أكاديمية تكريت الجوية في يونيو/ حزيران 2014، "يتضح ارتكاب جريمة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية".
وحدد الفريق هويات 20 مشتبها بهم و875 ضحية عُثر على رفاتهم في 11 مقبرة جماعية بعد هجوم تكريت الذي شنه متطرفون من السنة مستهدفين الشيعة.
ع.ح./ع.خ. (رويترز)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul