محقق بريطاني: الشرطة "تصرفت بشكل فوضوي" في هجوم سوسة
٢٨ فبراير ٢٠١٧
أظهر تحقيق بريطاني أن قوات الأمن التونسية خذلت "بشكل جبان" ضحايا إطلاق نار على فندق في سوسة أودي بحياة 38 شخصا معظمهم بريطانيون. وأشاد في الوقت نفسه بشجاعة عاملين ونزلاء في الفندق، الذي شهد الواقعة قبل أكثر من عام ونصف.
إعلان
انتقد محقق بالطب الشرعي البريطاني اليوم الثلاثاء (28 شباط/ فبراير 2017) الشرطة التونسية ووصف استجابتها للهجوم الإرهابي في منتجع سوسة على البحر المتوسط عام 2015 بأنها استجابة "فوضوية". وكان التونسي سيف الدين الرزقي قد فتح النار على السياح وقتل 38 شخصا من بينهم 30 سائحا بريطانيا في حزيران/يونيو 2015 في فندق امبريال مرحبا في سوسة بتونس. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الهجوم.
وأكد محقق الطب الشرعى البريطانى نيكولاس لورين سميث أن 30 سائحا بريطانيا "قتلوا بصورة غير قانونية"، لكنه رفض المزاعم التي أشارت إلى أن شركة "تي يو آي" السياحية المسؤولة عن تنظيم الرحلة مذنبة بالإهمال.
وقال لورين سميث عن الهجوم إن الأمن في المنتجع كان غير كاف واستجابة الشرطة التونسية كانت "في أفضل الأحوال فوضوية، وفي أسوأ الأحوال جبانة". غير أن سميث أشاد "بالشجاعة الشخصية الواضحة" التي أظهرها بعضا من العاملين بالفندق والنزلاء وقال إن مرشد الرحلة والفندق لم يتسما بالإهمال فيما يتعلق بواقعة القتل.
وحجز الضحايا البريطانيون رحلتهم عن طريق شركة طومسون هوليدايز المملوكة لمجموعة "تي يو آي"، وانتقدت أسر الضحايا المجموعة لعدم تسليط الضوء على تحذيرات الحكومة البريطانية المتعلقة بالسفر لتونس في إعلاناتها عن الرحلات وعدم تسهيلها إلغاء الرحلة بعد ثلاثة شهور من وقوع هجوم إرهابي آخر أسفر عن مقتل 21 شخصا في المتحف الوطني التونسي. وقال محام لعائلات الضحايا إنهم سيشرعون في اتخاذ إجراءات دعوى مدنية ضد مجموعة "تي يو آي" للحصول على تعويضات.
وصرح سفير تونس في بريطانيا نبيل عمار لإذاعة "بي بي سي" الثلاثاء أن "الشرطة لم تكن مستعدة كما كان ينبغي". وأضاف "لقد تغير الكثير منذ ذلك الحين حتى الآن. وقد أدخلت العديد من التحسينات فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية وكفاءة الأمن وأمن الفنادق ومستوى الأمن العام في البلد بأكمله".
ولا يعتبر هذا التحقيق، وهو عبارة عن سلسلة من التحقيقات الفردية في ظروف مقتل كل واحد من السياح البريطانيين، محاكمة ولكن يمكن استخدام نتائجه في قضايا مدنية.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
تونس توحد العالم في لفتة رمزية لمناهضة الإرهاب
في مشهد رمزي ذي دلالة قوية، تحولت تونس إلى عاصمة دولية لمناهضة الإرهاب، وذلك من خلال تدفق رؤساء دول وحكومات ومسؤولين من مختلف دول العالم، للمشاركة في مسيرة دولية ضد الإرهاب شارك فيها أيضا عشرات الآلاف. الحدث في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
في مسيرة رمزية ضد الإرهاب، احتضنتها تونس، شارك رؤساء ومسؤولون من مختلف دول العالم. حيث حضر رؤساء كل من فرنسا وبولندا وفلسطين والغابون، ورؤساء حكومات إيطاليا والجزائر. كما شارك أيضا وزير الداخلية الألماني.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
ممثلو الوفود الرسمية وضعوا الورود في مدخل متحف باردو إلى جانب النصب التذكاري، الذي تم تدشينه اليوم لتخليد ضحايا الهجوم الدامي في 18 آذار/مارس، والذي ذهب ضحيته 22 قتيلا، بينهم 20 من السياح الأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nicolas Maeterlinck
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قال في كلمة مقتضبة: إن "الشعب التونسي برهن أنه لا يخضع للإرهاب، وأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن فإنه يدافع كرجل واحد".
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
كما ألقى الرئيس الفرنسي أولاند كلمة في متحف باردو، وقال: "علينا جميعا أن نكافح الإرهاب". ورغم أن فرنسا تشهد اليوم تنظيم الدور الثاني لانتخابات المناطق، إلا أن أولاند حرص على التواجد، معتبرا أن "فرنسا صديقة تونس، ويجب أن تكون حاضرة هنا اليوم".
صورة من: picture-alliance/dpa/Emmanuel Dunand
وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، قال للصحفيين في تونس: إنه "شرف كبير للحكومة الألمانية أن تسهم في المسيرة". كما أكد أن "الهجوم على متحف باردو لا يمثل جريمة شنيعة للاستقرار التونسي فحسب، ولكن أيضا تهديد للمجموعة الدولية".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
العديد من الشخصيات الوطنية التونسية كانت حاضرة أيضا، مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي قال قبل أيام إن العملية الإرهابية التي وقعت بمتحف باردو تهدف لـ"ضرب الاقتصاد التونسي لمحاولة عرقلة التجربة الديمقراطية".
صورة من: picture-alliance/dpa/Mohamed Messara
وشارك في المسيرة عشرات الآلاف من المواطنين التونسيين وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، انطلاقا من ساحة باب سعدون عبر الشارع الرئيسي بباردو "20 مارس".
صورة من: picture-alliance/dpa
وردد المتظاهرون "تونس حرة، والإرهاب على برا"، فيما لوح كثيرون منهم بالأعلام التونسية، في مشهد يعكس وحدة وطنية في مواجهة الإرهاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
وإلى جانب المشاركة الرسمية العربية، شارك أيضا مواطنون عرب مقيمون في تونس في المسيرة ورفعوا أعلام بلدانهم، في تعبير عن التضامن العربي مع تونس.
صورة من: Dunand/AFP/Getty Images
وتسعى تونس عبر المسيرة الدولية إلى حشد دعم دولي وتجنب أكثر ما يمكن من التأثيرات الكارثية على ما تبقى من الموسم السياحي الحيوي للاقتصاد التونسي، والذي يشغل قرابة 400 ألف عامل، ويسهم بنسبة سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
وقبيل المسيرة استفاق التونسيون على خبر مقتل لقمان أبو صخر، زعيم كتيبة عقبة بن نافع، أكبر جماعة جهادية في تونس. أبو صخر متهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو. إعداد: ف.ي