أصدرت المحكمة العليا لولاية بادن- فورتمبيرغ الألمانية والتي تتخذ من شتوتجارت مقرا لها اليوم الاثنين قرارا بالإفراج المشروط عن قيادية سابقة في منظمة الجيش الأحمر الألماني، كانت محكومة بالسجن مدى الحياة خمس مرات، قضت منها 24 سنة خلف القضبان. وأقرت المحكمة إطلاق سراح بيرجيتا مونهاوبت (57 عاما) وتحويل بقية فترة العقوبة من حكم فعلي إلى حكم مع وقف التنفيذ، كما أمرت المحكمة بالإفراج عن مونهاوبت خلال أسابيع. وجاء في حيثيات الحكم القضائي بأن تعليق الحكم التنفيذي في حق المذكورة جاء بعد توافق وجهات النظر بين كل من القضاء والادعاء العام والمحللين النفسيين بأنها لا تشكل خطرا على الأمن العام في الوقت الحالي أو في المستقبل. وكان أحد تقارير المتابعة لحالة السجينة قد أفاد أنه من غير المتوقع أن تعود مونهاوبت لممارسة أنشطتها السابقة، لاسيما بعد تفكيك منظمة الجيش الأحمر.

من جانبها أوضحت متحدثة باسم محكمة شتوتجارت يوم الجمعة الماضية أن جلسة الاستماع غير العلنية التي أجريت يوم 22 من الشهر الماضي أوضحت وجود فرص جيدة لمونهاوبت. هذا وكان المدعي العام الألماني قد تقدم في وقت سابق من شهر يناير/ كانون الثاني بطلب إلى المحكمة العليا في شتوتجارت بإطلاق سراحها وتحويل بقية فترة العقوبة من حكم تنفيذي الى حكم مع وقف التنفيذ.

مونهاوبت: ماض إرهابي

وكانت مونهاوبت من أبرز عناصر منظمة الجيش الأحمر وأحد قيادات الجيل الثاني في هذه المنظمة الإرهابية التي نسب لها كثير من الأعمال الإرهابية. وقد تم إلقاء القبض عليها عام 1982 مع عدد من قيادات وأعضاء المنظمة ووجهت لهم تهم القتل والقيام بأعمال إرهابية ودموية. ومن التهم التي وجهت إلى مونهاوبت المشاركة في اختطاف رئيس رابطة أرباب العمل الألمانية هانز ـ مارتين شلايلر عام 1977 وتصفيته. وكذلك بالمشاركة في قتل المدعي العام الاتحادي الألماني زيجفريد بوباك ورئيس بنك دريسدن يورغن بونتو.

وفي سياق متصل، يدرس الرئيس الالماني هورست كولر حاليا إمكانية العفو عن عضو آخر بالتنظيم وهو كريستيان كلار الذي شارك في عمليات ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو). وكان كلار قد تقدم أكثر من مرة بطلب استرحام للرئيس الألماني، الذي يحق له وفقا للقانون الموافقة على طلبات الاسترحام.