محكمة ألمانية تؤكد حكم إبقاء حزب "البديل" تحت شبهة التطرف
١٣ مايو ٢٠٢٤
أكدت المحكمة الإدارية العليا في مونستر تصنيف حزب "البديل من أجل ألمانيا" كحالة اشتباه في التطرف اليميني. ورغم أنها لم تسمح بالاستئناف، يعتزم الحزب الطعن بالحكم أمام المحكمة الإدارية الاتحادية. فما تبعات الحكم؟
إعلان
أكدت المحكمة الإدارية الإقليمية لولاية شمال الراين ويستفاليا -في مدينة مونستر الألمانية اليوم الإثنين (13 مايو / أيار 2024)- حكما أصدرته محكمة ابتدائية يؤيد التصنيف الذي قرره المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، وهو تصنيف يعتبِر حزب "البديل من أجل ألمانيا" حالة اشتباه في التطرف اليميني.
ولم يصبح الحكم ملزما قانونيا بعد، وهذا يعني أن مكتب حماية الدستور يمكنه الاستمرار في مراقبة الحزب بوسائل استخباراتية. ورغم أن المحكمة الإدارية العليا لم تسمح بالاستئناف، يمكن لحزب البديل من أجل ألمانيا تقديم طلب إلى المحكمة الإدارية الاتحادية في مدينة لايبتسيغ للحصول على موافقة بالاستئناف. وهو ما أكد الحزب عزمه القيام به.
وقال رومان رويش، عضو المجلس التنفيذي الاتحادي للحزب وفقا لبيان صادر عن الحزب: "سنستدعي بالطبع درجة التقاضي التالية". وانتقد نائب رئيس الحزب، بيتر بورينغر، الحكم القضائي، مشيرا إلى "عدم التوضيح الكافي للحقائق"، وقال: "عدم متابعة مئات الطلبات للحصول على أدلة يعد بمثابة امتناع عن العمل، وهذا هو السبب الرئيسي للاستئناف، كما كان الأمر في الاستئناف السابق".
محكمة ألمانية تنظر في تصنيف حزب البديل حزبا يمينيا متطرفا
02:41
وفي قضية الاستئناف أمام المحكمة الإدارية العليا دافع حزب "البديل من أجل ألمانيا"عن نفسه ضد المكتب الاتحادي لحماية الدستور، الذي صنف الحزب بأكمله وفرع "الجناح" -الذي تم حله في الحزب- ومنظمة "الشباب البديل" -التابعة للحزب- كحالات متطرفة مشتبه بها. ويصنف مكتب حماية الدستور "الجناح" بأنه ذو مساعٍ مؤكدة نحو التطرف.
وفي حكم من الدرجة الأولى قضت المحكمة الإدارية في كولونيا لصالح مكتب حماية الدستور، حيث رأى القضاة أدلة كافية على مساعٍ مناهضة للدستور داخل حزب "البديل من أجل ألمانيا". ووفقا للحكم الذي أُعلن اليوم الإثنين فإن المحكمة الإدارية العليا تشاطر هذا الرأي. ووُجهت الدعاوى القضائية ضد المكتب الاتحادي لحماية الدستور. ونظرا لأن المكتب الاتحادي يقع في كولونيا فإن المحاكم في ولاية شمال الراين-ويستفاليا هي المختصة بالنظر فيها.
ولم ينتهِ بعدُ هذا النزاع القانوني، فبعد صدور حكم المحكمة الإدارية العليا في ولاية شمال الراين ويستفاليا بشأن تصنيف الحزب على أنه حالة مشتبه في تطرفها تطرفا يمينيا، وذلك لأن حزب "البديل من أجل ألمانيا" رفع النزاع القانوني إلى المحكمة العليا التالية.
ع.م/ف.ي (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)