محكمة ألمانية ترفض طلب لجوء عائلة إيزيدية بعد ترحيلها للعراق
صلاح شرارة د ب أ
٢٩ يوليو ٢٠٢٥
قبل أسبوع، أثار ترحيل عائلة إيزيدية من ألمانيا للعراق ضجةً واسعةً. وسعى وزير داخلية ولاية براندنبورغ لإعادتها من العراق. لكن المحكمة الإدارية ترى أن العائلة غير مضطهدة من "داعش" ولذلك فطلب لجوئها لألمانيا "لا مبرر له".
رُحِّلت العائلة، التي لديها أربعة أطفال قاصرين، والذين عاشوا في مدينة ليشن الألمانية لعدة سنوات، إلى العراق يوم الثلاثاء الماضي (22 يوليو/ تموز 2025).صورة من: Hendrik Schmidt/dpa/picture alliance
إعلان
رفضت المحكمة الإدارية في مدينة بوتسدام بشرق ألمانيا طلب لجوء عائلة إيزيدية، تم ترحيلها إلى العراق الأسبوع الماضي.
وفي قرارها بشأن الدعوى القضائية التي رفعت عام 2023، غيرت المحكمة صياغة مسألة منح الحماية من "غير مبررة على ما يبدو" إلى "غير مبررة"، وفقا لمتحدث باسمها اليوم الثلاثاء (29 يوليو/ تموز 2025).
ولا يزال من غير الواضح ما يعنيه هذا الحكم تحديدا بالنسبة للعائلة الإيزيدية.
و رُحِّلت العائلة، التي لديها أربعة أطفال قاصرين، والذين عاشوا في مدينة ليشن الألمانية لعدة سنوات، إلى العراق يوم الثلاثاء الماضي (22 يوليو/ تموز).
وبناء على طلب عاجل، ألغت محكمة بوتسدام الإدارية إلزام العائلة بمغادرة ألمانيا، لكن القرار اتخذ عندما كانت العائلة على متن الطائرة، عائدة إلى العراق.
المحكمة: لا يوجد تهديد أو اضطهاد من قبل "داعش"
وأعلن وزير داخلية ولاية براندنبورغ، رينيه فيلكه، يوم الجمعة الماضي أنه سيعيد العائلة فورا بالتشاور مع الحكومة الاتحادية الألمانية في حال إصدار المحكمة قرار لصالح العائلة.
ووفقا للمتحدث باسم المحكمة، لم تجد المحكمة الإدارية أي تهديد فردي، مثل الاضطهاد من قبل تنظيم "داعش"، أو اضطهاد جماعي للإيزيديين.
حكم ليس نهائيا لقضية منذ عامين
ويمكن لمحامية العائلة الآن الاستئناف أمام المحكمة الإدارية العليا في برلين-براندنبورغ في غضون 30 يوما من صدور الحكم.
ورفعت العائلة الإيزيدية دعوى قضائية في عام 2023 ضد رفض طلبها للحماية الدولية وضد تهديدها بالترحيل. ورفض المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين طلب اللجوء الذي قدمته العائلة آنذاك.
وسعت العائلة إلى وقف إنفاذ الدعوى القضائية بتقديم طلب عاجل، لكن المحكمة الإدارية رفضته عام 2023، ما جعل العائلة ملزمة بمغادرة ألمانيا.
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul