قررت المحكمة الإدارية العليا في مدينة لايبزيغ بألمانيا الموافقة على ترحيل تونسي إلى بلاده رغم أنه مهدد بالتعرض لعقوبة الإعدام في حالة إدانته بالمشاركة في اعتداء إرهابي وقع قبل سنوات، وفق ما قالت المحكمة في بيان لها اليوم الثلاثاء (27 مارس/ آذار 2018).
وهذا الشخص، الذي يوصف بأنهم "إسلاموي خطير" تتهمه السلطات التونسية بالمشاركة في الهجوم الإرهابي على متحف باردو بالعاصمة التونسية في مارس عام 2015، والذي أسفر عن مقتل عدد كبير من السياح والتونسيين. وقالت المحكمة في لايبزيغ إنها علمت من وزارة الخارجية الألمانية أن هذا الرجل قد يصدر ضده حكم بالإعدام أو السجن المؤبد "إلا أنه ليس مهددا بالتعرض لتنفيذ الحكم لأن تونس أوقفت منذ سنوات تنفيذ حكم الإعدام، وقد أكدت الحكومة التونسية على التمسك بهذا الموقف".
مسار قانوني طويل
وكان هذا الرجل التونسي قد سافر لألمانيا لأول مرة عام 2003، ثم عام 2015 وعندما قدمت السلطات التونسية طلبا بتسليمه جرى اعتقاله، ورتبت وزارة الداخلية في ولاية هيسن في أول أغسطس/ آب 2017 عملية ترحيله نظراً لوجود "مخاطر بقيامه بأعمال إرهابية مهددة" لصالح "تنظيم الدولة الإسلامية" الإرهابي.
وقام التونسي بتقديم اعتراض قضائي على عملية ترحيله رفضته المحكمة الإدارية العليا في سبتمبر/أيلول الماضي. وقالت إن سبب الرفض هو وجود "خطر داهم" من أن يرتكب هذا الشخص عملية إرهابية في ألمانيا.
وقد اشترطت المحكمة لعملية ترحيله أن تتعهد الحكومة التونسية بالتقليل من مخاطر العقوبة التي قد يتعرض لها هذا الرجل. ومن ثم قامت النيابة العامة التونسية في ديسمبر/ كانون الأول بالإفادة بتحويل عقوبة الإعدام إلى السجن المؤبد، وتخفيف مدة السجن من خلال العفو.
وبذلك اعتبرت المحكمة أن عملية ترحيله لا تتعارض مع القوانين الألمانية، لكن الرجل قدم اعتراضا من جديد على قرار المحكمة، التي رفضته الآن فاتحة الطريق لترحيله إلى تونس.
ص.ش/ع.ج.م (ي ب د)
لم تعد السجون تسمى سجونا في ألمانيا. كما أن خدماتها في تطور مستمر، ورقابتها وتنظيمها أيضا. ورغم ذلك قررت مقاطعات ألمانية إغلاق بعض "السجون" بسبب قلة المساجين. تعرف على "السجون" في ألمانيا في ملف للصور.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauchتوجد في ألمانيا مئات المراكز الإصلاحية، وهذه المراكز لم تعد تسمى رسميا بالسجون بل بـ"دوائر التنفيذ القضائي"، ويتم تقسيم أقسام المبنى في الغالب إلى ردهات رجالية، وأخرى نسائية، وردهات خاصة للشباب.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisiusويوجد في ألمانيا نحو 70 ألف سجين يقيمون في "دوائر التنفيذ القضائي" (السجون سابقا). وفيها يتم معاملة "النزلاء" معاملة إنسانية لحين إتمام محكوميتهم.
صورة من: picture-alliance/dpaتوجد مغاسل ودورة مياه صغيرة في كل ردهة من ردهات السجن الانفرادية. بالإضافة إلى ذلك يحق للسجين استعمال بعض مقتنياته الخاصة كالكتب، وأيضا ممارسة الهوايات التي يحبها.
صورة من: Imago/Michael Westermannيتم تفتيش "السجون" والردهات بشكل مستمر ومكثف في ألمانيا، لمنع بيع المخدرات وحمل الأسلحة داخل السجون، وللكشف عن محاولات الهروب أو عمليات الارتباط بعصابات الجريمة المنظمة.
صورة من: picture-alliance/H. Schmidt/ZBتعاني بعض المقاطعات الألمانية من قلة المساجين، ما دعا الوزارات المختصة إلى إغلاق بعض السجون، فيما بدأت حكومات بعض المقاطعات في سنة 2005 بخصخصة "دوائر التنفيذ القضائي" وفتحها لشركات أهلية خاصة لإدارتها.
صورة من: picture-alliance/Jens Wolf/ZBيُعرض على المحكوم في "دوائر التنفيذ القضائي" تعلم مهنة ليمارسها بعد انتهاء محكوميته، كالحدادة. أوقات العمل داخل "السجن" يتقاضى عليها السجناء أجورا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maja Hitijبعض "السجون" تقوم بإصدار صحف خاصة بها، القائمون على العمل هم من المساجين، فيما يشرف عليهم بعض موظفي "دوائر التنفيذ القضائي" التابعة لوزارة العدل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maja Hitijومن لم تسنح له الفرصة لإكمال دراسته تقدم له الدوائر العدلية وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية فرصة إكمال الدراسة أثناء فترة المحكومية.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Kienzleغرفة خاصة للعبادة في "دائرة التنفيذ القضائي" في مدية تونا. حرية العبادة يكفلها القانون الألماني، وحتى في السجون والمراكز الإصلاحية.
صورة من: F.-M. Theuerيسمح باستخدام التلفزيون داخل الردهات، لكن استعمال الانترنت ما زال ممنوعا، رغم ذلك يحاول بعض السجناء دخول الانترنت عبر الأجهزة الالكترونية الحديثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Naupoldيُحضر طعام السجناء في الغالب في المبنى ويقدم طازجا للنزلاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulteيُسمح للسجناء بقضاء فترات من الوقت للتسلية وممارسة الألعاب الرياضية المختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauchويُسمح أيضا للسجناء باستقبال أطفالهم وعائلاتهم في غرف خاصة معدة لذلك. وحتى يسمح لهم بممارسة الجنس في مكان مخصص لذلك داخل المبنى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Grit Büttnerوتقدم بعض الفرق الموسيقية عروضا غنائية خاصة للمساجين داخل "دوائر التنفيذ القضائي".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Weißbrodلكن السجون تبقى سجونا رغم تغير الأسماء والامتيازات، ويحلم السجناء الألمان كغيرهم بيوم الخروج والعودة إلى الحياة العامة وانتهاء فترة المحكومية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger