قضت محكمة ألمانية بإلغاء حظر على ارتداء البوركيني في حمامات السباحة بمدينة كوبلنز غربي البلاد، وذلك في قضية رفعتها امرأة مسلمة أوضحت فيها ضرورة ممارستها للسباحة ومبررات اتداء البوركيني.
إعلان
قضت محكمة ألمانية بإلغاء حظر على ارتداء البوركيني في حمامات السباحة بمدينة كوبلنز. وذكرت المحكمة الإدارية الإقليمية لولاية راينلاند-بفالس في حيثيات حكمها الخاص بدعوى عاجلة اليوم الجمعة (14 حزيران/ يونيو) في كوبلنزأن هذا الحظر ينتهك مبدأ المساواة في المعاملة الذي ينص عليه الدستور.
وأوضحت المحكمة أنه يجوز للمدعية نزول حمامات السباحة مجدداً وعلى نحو فوري مرتدية البوركيني، وهو لباس بحر يغطي الجسم بأكمله. وبحسب بيانات المدعية المسلمة، أوصاها الأطباء بممارسة السباحة لتخفيف آلام تعاني منها في منطقة الظهر. وبسبب عقيدتها لا يمكنها نزول حمام السباحة إلا وهي مرتدية البوركيني.
وكان مجلس إدارة مدينة كوبلنز قرر بغالبية ضئيلة عدم السماح بالنزول في حمامات السباحة إلا بارتداء ملابس السباحة المعتادة في البلاد مثل البيكيني أو سراويل السباحة القصيرة. وبررت الإدارة حظرها للبوركيني بسبب عدم القدرة على رصد الجروح المفتوحة والطفح الجلدي وأمراض أخرى. ودخلت القواعد الجديدة حيز التنفيذ مطلع هذا العام.
ر.ض/ع.ج.م (د ب أ)
البوركيني.. رمز سياسي أم مزيد من الحرية للمرأة المسلمة؟
منذ ظهوره في أستراليا والبوركيني يسبب جدالا كبيرا، حتى في الدول العربية والإسلامية. السيدة التي صممته تقول إنها أرادت رفع قيود عن أشخاص، كانت تفرض عليهم بداعي التعفف. لكن هناك من يراه "زيا للمتشددين الإسلاميين"
صورة من: Privat
البداية من أستراليا
في عام 2004 صممت اللبنانية الأصل عايدة مسعود زناتي، المقيمة في أستراليا، لباسا للمرأة المحجبة، التي تمارس الرياضة عموما، أطلقت عليه اسم "بوركيني" والجمع "بوركينات"، حسب عايدة (49 عاما)، التي كانت تعمل سابقا مصففة للشعر. والاسم مشتق من "برقع" و "بيكيني" وسجلته باسمها تجاريا عام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
"ثقافة أسترالية حرمت منها"
وقالت مصممة البوركيني لقناة العربية في دبي إنها جربته بنفسها وارتدته لأول مرة وذهبت فيه إلى البحر، "ولأول مرة اختبرت هذا الشعور الرائع بالسباحة وبالحرية." وتابعت الأم لثلاثة أولاد، "ركوب الأمواج والشمس تمثل جزءاً من الثقافة الأسترالية، ولدي إحساس بأنني حرمت من هذه الأنشطة خلال فترة شبابي."
صورة من: Getty Images/M. King
تسبب في مشاكل منذ بدايته
انتشر البوركيني بسرعة بين المسلمات في سيدني ثم بقية مدن أستراليا، ووقعت في البداية أعمال شغب بسببه على شاطئ كرونولا بسيدني بين شبان من أصول شرق أوسطية وأستراليين، وقد تسبب ذلك في صدمة في أستراليا. غير أنه منذ عام 2007 أصبح الزي الرسمي للمسلمات اللاتي يعملن في مجال الإنقاذ بالشواطئ والمسابح.
صورة من: Privat
مكاسب مادية وانتشار في العالم
يتكون البوركيني من ثلاث قطع غالبا: غطاء للرأس وفستان قصير وسروال، ويصنع من الألياف الصناعية التي تتسم بالمرونة. وتختلف الألوان والرسومات عليه لتناسب الموضة. وانتشر من أستراليا إلى أوروبا والشرق ليكون مصدر دخل كبير فثمنه أغلى بكثير من ملابس السباحة العادية، لكنه أثار الجدال حتى في الدول الإسلامية نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
مشاكل في بلاد مسلمة
في مصر مثلا ، مُنعت سيدات من نزول حمامات السباحة بالبوركيني في منتجعات بالبحر الأحمر والمتوسط. وأرسلت "الغرفة الفندقية" خطابا في أول أغسطس/ آب 2017 يحظر على جميع المنشآت الفندقية منع المحجبات من نزول حمام السباحة بالمايوه المغطي للجسم بالكامل "الشرعي"، وفي حالة وجود أكثر من حمام سباحة بالفندق يتم تخصيص أحدها للسيدات المحجبات، حسب موقع مصراوي
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
المشكلة الكبرى في فرنسا
انتشر البوركيني في فرنسا بسرعة، وفي يوليو/ تموز 2016 بدأت بلدات هناك في حظره في الأماكن العامة، وتغريم من تخالف، حيث اعتبروه رمزا دينيا يخالف علمانية فرنسا. وجاء هذا المنع في ظل ظروف الخوف من الإرهاب "الإسلاموي" بعد تعرض البلاد لاعتداءات جبانة، ومنها قيام شخص من أصول تونسية في نفس الشهر بدهس محتفلين بالعيد الوطني في نيس فقتل 86 شخصا وجرح 400 تقريبا. لكن القضاء أوقف حظر نيس للبوركيني من بعد.
صورة من: Reuters
مصريتان بالبوركيني في الأولمبياد
وبينما كان هناك حظر في فرنسا، شاهد العالم كله في أولمبياد ريو دي جانيرو أغسطس/ آب، المصرية دعاء الغباشي وزميلتها ندى معوض في مباراة لكرة الطائرة الشاطئية أمام لاعبتين ألمانيتين بالبوركيني ما أثار انتباه العالم. وعلقت اللجنة الأولمبية الدولية على السماح لهما بارتداء البوركيني بأن الرياضة للجميع أيضا حتى المسلمات، ولا يجب حرمانهن منها بسبب اللبس.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/L. Oleniuk
مع البوركيني – ضد البوركيني
مصممة البوركيني نفسها قالت إنها صممته "لإعطاء الحرية للمرأة المسلمة المحجبة وليس لأخذها منها." لكن حينما منعت بلدات فرنسية البوركيني كان بعض السياسيين هناك يعتبرونه لباسا "يخالف النظام العام، وزيا للمتطرفين المسلمين." واعتبره البعض ليس جيدا من الناحية الصحية. رغم ذلك هناك من يفضل ارتدائه لأسباب غير دينية، منها الحماية مثلا من أشعة الشمس الضارة أو خوفا من لسعات قنديل البحر.