رفضت المحكمة الفيدرالية الألمانية دعوى قضائية أقامتها شركة صناعة الصنادل بيركنشتوك لحماية منتوجها باعتباره عملا فنيا بموجب قانون حقوق النشر. لكن ما سبب الرفض؟ وما تفاصيل الدعوة القضائية؟
صانع الأحذية كارل بيركنستوك، الذي ولد عام 1936، لا يزال على قيد الحياة وقد ابتكر نماذجه الأولى في سبعينيات القرن العشرينصورة من: Arnulf Hettrich/IMAGO
إعلان
تعتبر شركة تصميم الصنادل بيركنشتوك أن تصميم صنادلها كان فريدا من نوعه، وبالتالي تصنفه شركة تصنيع الأحذية فنا.
إلا أن المحكمة الاتحادية العليا، قد أيدت اليوم قرار المحكمة الإقليمية العليا في كولونيا لعام 2024، الذي اعتبر أن تصميمات صنادل الشركة ليست فنا، ولا تتمتع بأي حماية لحقوق النشر، حسب شبكة صحف دويتشلاند فونك.
لذلك، يُسمح للمنافسين الذين رفعت شركة بيركنشتوك دعوى قضائية ضدهم بمواصلة بيع أحذيتهم. ويتعلق الأمر بكل من شركة الأزياء الدنماركية "تشيبو" و"شو.كوم"، وهي شركة تابعة لمجموعة "فورتمان.
أما النماذج المعنية بهذه الدعوة القضائية حسب صحيفة تسايت أونلاين الألمانية، فهي أريزونا، الصندل ذو الحزامين العريضين الذي ذكر في فيلم "باربي" الهوليوودي لعام 2023. ومدريد، بحزام واحد، وغيزة، بفاصل أصابع القدم، وبوسطن.
والفرق القانوني بين التصميم والفن، هو أن التصميم ينتج من الشكل والمادة والمظهر ويحقق غرضا وظيفيا. أما في الأعمال الفنية التطبيقية، يجب أن يكون الإبداع الفني الفردي واضحا ويجب أن يتجاوز التصميم الوظيفة.
وحسب الحكم القضائي، فإن الأحذية محمية فقط بالتصميم، الذي تنتهي صلاحيته بعد 25 عاما من طرحه في السوق. بينما تزعم الشركة المصنعة أن الصنادل كانت فنا تطبيقيا يجب حمايته بموجب حقوق الطبع والنشر لمدة 70 عاما بعد وفاة مبتكرها.
صورة من: D. Kerlekin/Snowfield Photography/IMAGO
من هو مبدع هذه الصنادل؟
قام صانع الأحذية كارل بيركنشتوك، الذي ولد عام 1936، بتصميم أول موديلاته في سبعينيات القرن العشرين. وصارت شركته اليوم تنتمي إلى مجموعة السلع الفاخرة الفرنسية LVMH.
إن خلفية النزاع القانوني تكمن في أن حماية حقوق الطبع والنشر تستمر لمدة 70 عاما بعد وفاة المبدع، بينما تنتهي حماية التصميم بعد 25 عاما.
وبما أن صانع الأحذية كارل بيركنشتوك، الذي ولد عام 1936، لا يزال على قيد الحياة وقد ابتكر نماذجه الأولى في سبعينيات القرن العشرين، فإن الحماية من المقلدين لم تكن لتتحقق إلا إذا تم تصنيف الصنادل باعتبارها أعمالاً فنية تطبيقية.
بيركنشتوكلن تستسلم!
لم يقبل ممثلو شركة بيركنشتوك الحكم حسب تقرير صحيفة تسايت أونلاين، وأشاروا إلى أن نزاعات قانونية مماثلة ما تزال مستمرة في ألمانيا وكذلك في فرنسا وهولندا والدنمارك وسويسرا.
وقال المتحدث باسم الشركة، يوتشن جوتزي، "نريد أن نضمن ألا يتمكن المقلدون بعد الآن من جني الأموال على حساب علامتنا التجارية". ويرى ممثل شركة بيركنشتوك أن قرار محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورج كان يجب أن يصدر منذ فترة طويلة.
م.ب
صندل بيركنشتوك.. من السخرية والتقليد إلى العالمية
في الماضي، كان يُعتبر صندل بيركنشتوك خيارًا صحيًا، ولكن اليوم أصبح رمزا للأناقة والجمال. فهل يمكن اعتباره عملاً فنيا؟ الشركة تدعي ذلك وتسعى لحماية تصاميمها من المقلدين. لمحة عن تاريخ هذا الحذاء المميز، في صور.
صورة من: Markus C. Hurek/picture alliance
بيركنشتوك.. من السخرية إلى الأناقة العالمية
منذ بدايتها كانت صنادل بيركنشتوك موضوعًا مثيرًا للجدل. فقد كانت تُعرف بأنها صديقة للبيئة وآمنة ومريحة للقدم. ومع ذلك، بعد أن سخرت منها السائحات الألمانيات بسبب تصميمها الصحي، حققت بيركنشتوك مبيعات قياسية على المستوى العالمي. وفي عام 2023 تم إدراج الشركة في البورصة أيضا.
صورة من: Soeren Stache/picture alliance/dpa
صندل بيركنشتوك في فيلم باربي
لقد جذب دخول بيركنشتوك إلى سوق الأوراق المالية المستثمرين من جميع أنحاء العالم. كما أسهم فيلم "باربي" في تعزيز شهرة العلامة عالميًا، بفضل الصندل الذي اشتهرت به. ففي مشهد مهم، تستبدل باربي حذاءها ذي الكعب العالي بصندل من بيركنشتوك الغريب عن عالمها، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أرقام المبيعات.
صورة من: Warner Bro./ASSOCIATED PRESS/picture alliance
من التقليد إلى العالمية
تعود قصة نجاح بيركنشتوك إلى أكثر من 200 عام، عندما بدأ صانع الأحذية يوهان آدم بيركنشتوك بتصنيعها وبيعها. ومن أبرز ابتكاراتها نعلها الداخلي المرن، الذي طوّره كونراد بيركنشتوك في عام 1897. ومع ذلك، لم تحقق الشركة النجاح التجاري في البداية.
صورة من: Arno Burgi/dpa/picture alliance
سر النجاح.. عملية أولاً!
حقق كارل بيركنشتوك، حفيد المؤسس، نجاحًا كبيرًا في عام 1963 عندما ابتكر أول صندل عملي مريح. لم يكن الصندل مميزًا في شكله، بل كان يركز على الراحة والجودة. لذلك، تم تسويقه في البداية للعاملين في المستشفيات مثل الأطباء والممرضين.
صورة من: Frank Rumpenhorst/dpa/picture-alliance
بيركنشتوك رمز الراحة
في عام 1970، بدأ الهيبيون في ارتداء صنادل بيركنشتوك، وأصبحت الأحذية السميكة رمزًا للحرية والاختلاف عن المعتاد. اكتشفت مارغوت فرازر، الألمانية الأمريكية، الصندل أثناء إقامتها في ألمانيا، ومن كاليفورنيا بدأت في بيعه وزيادة شعبيته في الولايات المتحدة.
صورة من: Otto/dpa/picture-alliance
جيف وصندل بيركنشتوك
في عام 1994، دخلت صنادل بيركنشتوك عالم الموسيقى من خلال أغنية "جيف يرتدي بيركنشتوك" التي أصدرتها فرقة NOFX. كان جيف أبارثا، صاحب الأغنية، يرتدي الصنادل أثناء عمله كمتدرب في شركة إنتاج الفرقة. كتب فات مايك، قائد الفرقة، الأغنية ليمازح جيف بسبب ارتدائه صنادل تُعتبر غير مناسبة لموسيقى البانك
صورة من: Nanna Kreutzmann/Rockphoto/dpa/picture alliance
الرائد ستيف جوبز
قبل أن تصبح صنادل بيركنشتوك شائعة، كان ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل، يرتديها بشكل مستمر. كانت صنادله من طراز أريزونا وقد أصبحت مهترئة مع مرور الوقت. رغم ذلك، تم بيعها في مزاد علني عام 2022 مقابل حوالي 200 ألف يورو.
صورة من: AP Photo/picture alliance
من الراحة إلى الموضة والأناقة
منذ التسعينيات، رسخت بيركنشتوك مكانتها في عالم الأزياء بشكل متزايد. ساهمت المتعاونات مع علامات فاخرة مثل ديور وريك أوينز وفالنتينو في تغيير صورتها. كما اكتشف نجوم مهمون مثل كيت موس الأحذية كعلامة تجارية للأزياء. وصممت هايدي كلوم مجموعة بيركنشتوك الخاصة بها في عام 2003.
صورة من: Evan Agostini/Getty Images
بيركنشتوك علامة فاخرة؟
في بداية عام 2021، اشترت شركة L. Catterton بيركنشتوك. هذه الشركة تملك أيضًا LVMH، للمنتجات الفاخرة التي يملكها رجل الأعمال الفرنسي الملياردير برنارد أرنو. وفي عام 2023، قررت بيركنشتوك طرح أسهمها في البورصة، لكن البداية كانت ضعيفة.
صورة من: Chen Yichen/Photoshot/picture alliance
الخوف من التقليد
عندما تحقق المنتجات نجاحًا كبيرًا، يتم تقليدها في كثير من الأحيان. بيركنشتوك تسعى لحماية نفسها من هذا، وقد قدمت نماذج مختلفة. الآن، ستقرر المحكمة الفيدرالية العليا ما إذا كان بإمكانها حماية تصميمها كعمل فني. أعدته للعربية: ندى فاروق