"محكمة الإيغور" في لندن .. اتهامات للصين بالتعذيب والاغتصاب
٤ يونيو ٢٠٢١
استمعت لجنة في لندن تحقق في أوضاع أقلية الإيغور في الصين إلى إفادات الشهود الذين تحدّثوا عن عمليات تعذيب واغتصاب جماعي، بينما وصفت بكين الجلسة بأنها مجرّد حملة لتشويه سمعتها وبأنها "آلة لإنتاج الأكاذيب".
إعلان
استمعت "محكمة الإيغور" في لندن اليوم الجمعة (الرابع من حزيران/يونيو 2021)، إلى إفادات الشهود وتحدّثت إحدى الشهود عن ظروف مزرية ومعاملة وحشية يتعرّض لها المحتجزون في معسكرات إقليم شينغيانغ (شمال غرب الصين)، مشيرة إلى وفاة امرأة بعد خضوعها لعملية تعقيم قسرية.
وعقد محلّفو "محكمة الإيغور" التسعة في المملكة المتحدة وبينهم محامون وخبراء في مجال حقوق الإنسان، جلسة استماع للأدلة هي الأولى من بين جلستين ستفضيان الى نشر تقرير في كانون الأول/ديسمبر يحدد إن كانت الصين قد ارتكبت إبادة فعلا.
وقال رئيس المحكمة جيفري نايس في مستهل الجلسة الأولى التي تستمر أربعة أيام إن "الاتهامات الموجّهة لجمهورية الصين الشعبية خطيرة"، مشيرا إلى أنها تشمل عدة انتهاكات لميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ويذكر أن الهيئة غير مرتبطة بأي حكومات بينما رفضت الصين المشاركة في عملياتها واصفة إياها بأنها "آلة لإنتاج الأكاذيب". وفرضت عقوبات على نايس، المدعي السابق لدى الأمم المتحدة في ما يتعلق بجرائم الحرب، وغيره من الشخصيات المرتبطة باللجنة.
لكن مصدرا يؤدي دورا استشاريا للمحكمة أشار إلى أن حكومتي الولايات المتحدة وأستراليا عرضتا تقديم مواد ذات صلة لإضافتها إلى آلاف الصفحات من الأدلة الموثّقة التي تم جمعها حتى الآن.
وتأسست المحكمة بناء على طلب من "مؤتمر الإيغور العالمي"، وهو أكبر مجموعة ممثلة للأويغور المقيمين في المنفى وتضغط على المجتمع الدولي للتحرّك ضد الصين بشأن انتهاكاتها المفترضة في شينغيانغ. لكن نايس وزملاءه تعهّدوا أن يكون عمل اللجنة "محايدا" ومبنيا على الأدلة.
مراسلون - شينجيانغ: الأقليات المسلمة في الصين
12:31
وقالت قلبنور صدّيق، وهي مدرّسة من العرقية الأوزبكية من أورومتشي عاصمة شينغيانغ، إن رؤساءها المنتمين إلى الحزب الشيوعي أمروها بتدريس اللغة الصينية للاويغور في معسكرين مكتظين وقذرين "لإعادة التأهيل" أحدهما للذكور والآخر للإناث. وأُجبر "الطلبة"، كما يطلق عليهم، على وضع الأصفاد طوال الدروس التي تواصلت لساعات، وفق ما أفادت المحكمة. وقالت "لم ينظر عناصر الشرطة والحراس في المعسكر إلى السجناء الذكور على أنهم بشر. استمتعوا برؤيتهم يتعرّضون للإهانة وشكّلت معاناتهم مصدر سعادة لهم".
ويشتبه بان النساء تعرّضن لاعتداءات عندما كن يستدعين إلى التحقيق. وقالت صدّيق "لم يعذّبن فقط، بل تعرّضن أيضا للاغتصاب وأحيانا الاغتصاب الجماعي". وأشارت إلى أن التعقيم القسري لنساء الإيغور كان ممارسة شائعة مؤكدة أن سجينة توفيت خلال العملية. وأفادت صدّيق أنها تعرّضت هي نفسها للتعقيم الإجباري قبل أن تعطى تأشيرة لزيارة ابنتها في هولندا، وهربت بالتالي من الصين. وقالت "لا يمكنني حتى ليوم واحد أن أنسى الأمور التي كنت شاهدة عليها واختبرتها. أنا امرأة ولدي ابنة. لا أرغب بأن يعاني أي شخص على هذا النحو".
وتشير مجموعات حقوقية إلى أن مليون إيغوري وغيرهم من الأقليات العرقية الناطقة بالتركية قيد الاعتقال في معسكرات في شينغيانغ. وتتطابق الاتهامات التي تم الاستماع إليها في المحكمة مع العديد من الإفادات الأخرى الصادرة من معسكرات شينغيانغ، ما دفع الحكومة الأميركية للإعلان أن بكين ترتكب إبادة.
وتصر الصين على أن المعسكرات تهدف لتحسين تعليم سكان شينغيانغ وردع التطرف وتطوير مصادر دخلهم. وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين الخميس أن "لا علاقة لهذه المحاكمة الزائفة بالقانون. إنها تسرق صفة +محكمة+ للانخراط في سياسات مناهضة للصين والتلاعب بالرأي العام".
وتابع "إنه محض تجديف ضد القانون". وقال "تورّط في هذه المحكمة كما يطلق عليها مجموعة من الأشخاص اتّخذوا من معارضة الصين مهنة ومصدر رزق"، مشيرا إلى الدعم الذي تحظى بها من "مؤتمر الإيغورالعالمي".
خ.س/ص.ش (أ ف ب)
أعمال فريدة من نوعها للفنان العالمي آي وي وي
يحتفل الفنان الصيني المثير للجدل آي وي وي هذا العام بعيد ميلاده الستين. ورغم تركيز معظم أعمال هذا الفنان على قضايا اللاجئين، إلا أنه يتناول أيضاً قضايا حساسة أيضاً. إليكم عشرة أعمال مميزة قام الفنان بإنجازها.
صورة من: Reuters
قام الفنان والناشط السياسي الصيني آي وي وي بإنجاز عمله الفني "قانون الرحلة"، الذي يصور قصة اللاجئين الذين جاؤوا على متن القوارب المطاطية. يُعرض هذا العمل في المعرض الوطني بمدينة براغ، وقد انتقل آي وي وي في عام 2015 للعيش في برلين، ويعمل على إنجاز مجموعة من الأعمال تتعلق بمعاناة اللاجئين، وغالباً ما يجتمع بهم بشكل شخصي في جزيرة ليسبوس اليونانية أو في قطاع غزة الفلسطيني.
صورة من: picture-alliance/dpa/CTK/R. Vondrous
رفضت شركة "ليغو" تسليم آي وي وي طلبية من أحجار الليغو بحجج سياسية الطابع، ولهذا عبر ملايين المناصرين له عن احتجاجاتهم على تصرف الشركة. استخدم وي وي أحجار الليغو في عمل فني يتناول قضايا حرية التعبير، وتظهر الصورة جانباً من سجن "ألكاتراز" الأمريكي المهجور وأكثر من 175 لوحة لناشطين سياسيين أمثال إدوارد سنودن - الموظف لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية والزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا.
صورة من: Getty Images/J. Sullivan
خلال فعاليات مهرجان برلين لعام 2015 قام الفنان آي وي وي بتقديم توجيهاته بشأن إخراج الفيلم الذي يُصور طبيعة علاقته مع طفله "آي لاو" ذي الست سنوات والذي يعيش مع والدته في العاصمة برلين. وقد أعطى الفنان توجيهاته المتعلقة بعملية إخراج الفيلم القصير بواسطة الأقمار والصناعية وخدمة المحادثة "سكايب".
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Schulze
سُمِحَ للفنان آي وي وي لأول مرة بإقامة معرض فردي في العاصمة الصينية بكين في شهر يونيو/ حزيران 2015، وكانت تلك البادرة بمثابة دلالة على تخفيف قبضة الحكومة على قضيته. ورغم تجنب الفنان الخوض في قضية ذات طابع سياسي في هذه المعرض، عمدت السلطات الصينية إلى تقديم موعد افتتاح المعرض لأنها لا ترغب بافتتاحه قبل الرابع من يونيو/ حزيران الذي يُصادف الذكرى السنوية لمذبحة ساحة "تيانانمين" عام 1989.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Ng Han Guan
هذه الصورة تظهر جزءاً من عمل فني مشهور يتألف من الملايين من بذور نبات عباد الشمس التي تبدو حقيقية بشكل يخدع البصر. قام مئات الفنانين بصنع هذه البذور من الخزف. يصاحب العمل جملة "صُنعَ في الصين"، الذي يُشير أيضاً إلى الأسلوب الوحشي الذي سلكته الثورة الثقافية بين عامي 1966 و1976، والتي قادها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، إذ كانت صور بذور عباد الشمس إبان تلك الحقبة تُستَخْدَم عادة في الحملات الدعائية.
صورة من: L. Gene/AFP/Getty Images
هناك عدة نسخ للأبراج الفلكية الصينية، منها رؤوس الحيوانات، التي تتضمن رؤوساً لاثني عشر حيواناً تُشكل بروج السنة الصينية التقليدية. تعرضت التماثيل للسرقة والتدمير على يد القوات الفرنسية والبريطانية عقب تراجع القوات الإمبراطورية الصينية في عام 1850. وقد عرض أحدها في مزاد علني وبِيعَ بمبلغ وصل إلى ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف جنيه إسترليني.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Arrizabalaga
في العام الماضي أقام الفنان آي وي وي معرضاً ضخماً في العاصمة الألمانية برلين. وقد تمكن الفنان من إقامة هذا المعرض دون أن يُغادر الصين، إذ قما بجمع 6000 مقعد جاء بها من الصين ووضعها في صالة تابعة لمتحف "مارتن غروبيوس باو". هذه المقاعد كانت قد استخدمت طيلة قرون عديدة في الريف الصيني، ويرى الفنان أن هذه المقاعد تُمثل رمزاً لاختفاء التقاليد الريفية في الصين.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
لُقِبَ معرض برلين بمعرض الأدلة القضائية، ويتضمن عملاً يظهر جهاز كمبيوتر وأقراص صلبة تابعة للفنان آي وي وي والتي قامت السلطات الصينية بمصادرتها عقب اعتقاله في عام 2011. وقد عمد الفنان إلى استخدام مواد متوفرة في الاستوديو الذي سُمِحَ للفنان ببنائه في مدينة شنغهاي. لكن بمجرد انتهائه من بناء الاستوديو، قامت السلطات الصينية بهدمه لمعاقبته على انتقاده لسياسة الحكومة الصينية.
صورة من: Getty Images
تتزايد عملية امتلاك السيارات الخاصة في الصين ويترافق ذلك بتراجع استخدام الدراجات الهوائية، وغالباً ما يُلقى اللوم على عاتق راكبي الدراجات الهوائية في شتى أنواع حوادث السير. استخدم آي وي وي في هذا العمل الفني 150 دراجة، وذلك ليحيي ذكرى المواطن يانغ جيا، وهو أحد سكان بكين الذي اعتقل لركوبه دراجة غير مرخصة. وأثناء احتجازه تعرض يانغ للضرب كما اتهم بقتل ستة من رجال الشرطة وحُكم عليه بالإعدام.
صورة من: Getty Images
غالباً ما يضع آي وي وي صوره على شبكة الإنترنت، مثل هذه الصورة التي يضع فيها قناعاً واقياً من الغازات. يشكل موضوع تلوث الهواء مصدراً أساسياً للاحتجاج في الصين، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تُشكل جزءاً أساسياً لا يمكن له أن يستغني عنه وهو أيضاً يُمكنه من التواصل مع أعداد كبيرة من جمهوره. حاز الفنان عام 2015 على جائزة منظمة العفو الدولية ومُنِح جائزة "سفير الضمير" المرموقة.
إليزابيث غرينييه/ غ.د