محكمة تركية ترفض طلب الإفراج عن برونسون والليرة تواصل هبوطها
١٧ أغسطس ٢٠١٨
في قرار من شأنه أن يصعد الأزمة الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة، رفض القضاء التركي التماسا ثانيا للإفراج عن القس الأميركي أندرو برونسون، الذي أثار احتجازه ثم وضعه في الإقامة الجبرية أزمة بين أنقرة وواشنطن.
إعلان
رفضت محكمة تركية اليوم الجمعة (17 آب/أغسطس) طلبا ثانيا للإفراج عن القس الأمريكي اندرو برونسون وقضت ببقائه قيد الإقامة الجبرية، وهو ما سيزيد من حدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، والتي تجاوزت حدود التهديدات المتبادلة وتطورت لفرض العقوبات.
وقال محامي القس، جيم هالافورت، لفرانس برس إن المحكمة قضت ببقاء برونسون قيد الإقامة الجبرية، وأضاف أنه سيستأنف القرار في غضون 15 يوماً. ويواجه برونسون الذي احتجز في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بتهمة الإرهاب والتجسس، عقوبات قد تصل للسجن 35 عاماً في حال إدانته.
وتوعدت تركيا الجمعة بالرد إذا قررت الولايات المتحدة تنفيذ تهديداتها بتشديد العقوبات عليها ما لم تفرج عن قس أميركي، والتي أثرت كثيرا على الليرة التركية. وفيما تسعى الحكومة التركية إلى طمأنة الأسواق بشأن متانة اقتصادها، حذّر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين من أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على أنقرة إذا لم تفرج عن القس أندرو برانسون.
وأثارت قضيته أزمة بين تركيا والولايات المتحدة، فيما هدد الرئيس دونالد ترامب في حال عدم الإفراج عنه بفرض عقوبات جديدة على تركيا، بعد أن ضاعف التعرفة الجمركية على الألمنيوم والصلب المستوردين من تركيا الأسبوع الماضي، مساهما في خفض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار. والخميس وصف ترامب برانسون الذي يشرف على كنيسة صغيرة في إزمير تابعة للكنيسة الإنجيلية بأنه "وطني عظيم"، وقال إنه محتجز "رهينة". ويحظى ترامب بدعم الإنجيليين الأمريكيين.
وفي حين يبدو أن لا تهدئة منتظرة في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، تراجعت قيمة الليرة التركية مجددا الجمعة، بعد أن تحسنت بشكل طفيف هذا الأسبوع. فعند ظهر اليوم الجمعة خسرت الليرة التركية حوالى 5% من قيمتها أمام الدولار، وبالتالي الأرباح التي حققتها أمس، وتراجعت إلى 6.1246 ليرات للدولار.
حقائق عن الاقتصاد التركي .. لهذه الأسباب انهارت الليرة!
01:56
وفي وقت لاحق قال ترامب في تغريدة على تويتر إن الولايات المتحدة " لن تدفع شيئًا" لإطلاق سراح برانسون "لكننا نخفض روابطنا بتركيا". ووصف برانسون بأنه "رهينة وطنية". فيما يقول مسؤولون أتراك إن القضية من اختصاص القضاء والمحاكم.
يشار إلى أن الليرة فقدت نحو 40 في المئة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام بفعل القلق من تنامي تأثير الرئيس رجب طيب أردوغان على الاقتصاد، ودعوته المتكررة لخفض أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم، حسب رأي خبراء الاقتصاد.
ح.ع.ح/ف.ي (أ.ف.ب،رويترز)
من سيء إلى الأسوأ.. علاقات واشنطن بتركيا منذ انتخاب أردوغان
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توتراً منذ نحو سنتين، إلا أن الأمر تفاقم كثيرا بعيد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في حزيران/يونيو 2018 لعدة أسباب، فكيف تطور ولماذا؟
صورة من: Colourbox
أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا هي طريقة التعاطي مع الملف السوري، كذلك رفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن لمحاكمته بشأن دوره المزعوم في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/يوليو 2016، إلا أن النقطة الأكثر وضوحًا كانت احتجاز أنقرة القس الأمريكي أندرو برانسون.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
في 24 حزيران/يونيو 2018، فاز أردوغان في الانتخابات الرئاسية وتوسعت صلاحياته، حيث انتقلت البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي وباتت السلطة التنفيذية تتركز في يد الرئيس، وقتها علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة "تشجع تركيا على اتخاذ خطوات لتعزيز الديموقراطية".
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
في 18 تموز/يوليو اتخذت العلاقات بين البلدين منحى بإتجاه الأسوأ عندما أمرت محكمة تركية بالابقاء على القس اندرو برانسون في السجن بعد عامين من اعتقاله بتهم الإرهاب، ودعا ترامب أردوغان على تويتر إلى الإفراج عن القس، واصفاً الاستمرار في احتجازه بأنه "عار كبير"
صورة من: Reuters/Dha/Demiroren News Agency
في 20 تموز/يوليو، رفضت واشنطن اقتراحًا بتبادل غولن مع القس برانسون، وذلك قبل خمسة أيام من نقله للإقامة الجبرية، رحبت أمريكا بالخطوة لكنها لم تكن كافية، إذ طالب ترامب في وقتٍ لاحق تركيا بالإفراج عن القس "فورًا"، محذرا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض "عقوبات هائلة" على تركيا. أخذ الأمر أيام مع اردوغان ليرد بأن ترامب يفكر بعقلية "صهيونية تبشيرية".
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/E. Tazegul
في الأول من آب/ أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، بعد اتهامهما بلعب دور رئيسي في اعتقال واحتجاز القس، وبعد ثلاثة أيام رد أردوغان بأن أنقرة ستجمد أصول وزيري "العدل والداخلية" الأميركيين في تركيا دون أن يوضح من يقصد تحديدًا.
صورة من: Getty Images/C.Turkel
في العاشر من آب/ أغسطس، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم التركيين لتصل إلى 50 بالمائة للفولاذ و20 بالمائة للألمنيوم، وكتب على تويتر "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت"، بنفس اليوم هبط سعر صرف الليرة التركية وخسرت 16 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار، اعتبر أردوغان ما حدث "حربًا اقتصادية"، ودعا الأتراك لتبديل العملات الأجنبية بالليرة التركية.
صورة من: Reuters/M. Sezer
في 11 آب/أغسطس، حذر أردوغان من أن تركيا ستبحث عن "أصدقاء وحلفاء جدد .. إلا إذا بدأت واشنطن في احترام سيادة تركيا"، وقال "عار عليك، عار عليك.. أن تستبدل شريكاً استراتيجياً في حلف شمال الاطلسي بقس".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
في 12 آب/أغسطس، قال أردوغان إن انهيار الليرة هو بسبب "مؤامرة سياسية" وفي اليوم التالي اتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها تسعى لـ"طعن تركيا بالظهر".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
في الرابع عشر من آب/أغسطس، أعلن أردوغان مقاطعة المعدات الالكترونية الأمريكية، وصعّدت في اليوم التالي بزيادة كبيرة على التعريفات الجمركية على العديد من البضائع القادمة من الولايات المتحدة مثل السيارات والتبغ، البيت الأبيض اعتبر هذه الخطوة أنها "خاطئة ومؤسفة"، بينما رفضت محكمة تركية في اليوم نفسه طلبًا جديدًا للإفراج عن القس برانسون.