محكمة تركية تقبل النظر في طلب حظر حزب موال للأكراد
٢١ يونيو ٢٠٢١
بدأت المحكمة التركية العليا النظر في طلب حظر حزب الشعوب الديمقراطي المعارض والمدافع عن قضايا الأكراد في البلاد على خلفية اتّهامات بارتباطه بحزب العمال الكردستاني المحظور، ما يمهّد لاحتمال حلّه وتصاعد التوتر مع الغرب.
إعلان
وافق قضاة المحكمة الدستورية التركية بالإجماع اليوم الاثنين (21 حزيران/يونيو 2021) على نظر قضية تتعلق بطلب لحظر نشاط حزب الشعوب الديمقراطي المعارض الموالي للأكراد، حسبما أفادت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية للأنباء.
ويتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حزب الشعوب الديمقراطي بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي من جانب تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي هذه العلاقات.
وفي أوائل حزيران/يونيو الحالي، رفع المدعي العام في أعلى محكمة تركية دعوى قضائية منقحة أمام المحكمة الدستورية يطالب فيه بحظر حزب الشعوب الديمقراطي، بعد أن تم رفض الدعوى الأولى في آذار/مارس بسبب أخطاء إجرائية. وذكرت الأناضول أن لائحة الاتهام المكونة من 850 صفحة تتهم الحزب بالانفصالية علاوة على تهم أخرى.
وطالب المدعي العام بفرض حظر دائم على الحزب ومنع 500 شخص من النشاط السياسي. وقال المحامي مافيس أيدين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المتضررين لا يدركون أنهم استهدفوا وأن الحزب لا يعرف من هم أيضا لأنه لم يطلع على لائحة الاتهام. وأفادت الأناضول بأن المحكمة الدستورية رفضت طلبا بتجميد حسابات مصرفية.
ووصف مدحت سنجار، الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي، قرار المحكمة بقبول القضية بأن له دوافع سياسية، واتهم الحكومة التركية بالتحريض على حزبه. وأشار إلى هجوم على مكاتب الحزب في إزمير يوم الجمعة قتل فيه أحد الموظفين.
وقال سنجار إن الحكومة حولت الحزب إلى هدف، مضيفا أن لائحة الاتهام لم تكتب بأيدي النيابة، بل أيدي القصر الرئاسي وحزب الحركة القومية المتطرف الذي يدعم حكومة أردوغان. كما قال إنه كان ينبغي على المحكمة الدستورية رفض القضية، حيث أنه بقبولها قد أضاعت "فرصة تاريخية" لدعم الديمقراطية.
وكان حزب "الحركة القومية" المنضوي في ائتلاف حكومي مع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم قد طالب مرارا بحظر "حزب الشعوب الديموقراطي".
ويعتقد الخبراء أن القضية قد تستغرق الآن عدة أشهر. وسيصدر القضاة حكمهم بأغلبية الثلثين، مما يعني أنه سيتعين على 10 قضاة من بين 15 قاضيا التصويت لصالح الحظر.
ويشار إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي هو ثاني أكبر حزب معارض في البرلمان وحصل على 11.7% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة قبل ثلاث سنوات. وهو يتعرض لضغوط منذ سنوات،ويقبع الآلاف من أعضائه في السجون بتهم تتعلق بالإرهاب. والرئيس المشارك السابق للحزب صلاح الدين دميرطاش مسجون منذ عام 2016.
ويرفض حزب الشعوب الديموقراطي الاتّهامات الموجّهة إليه بممارسة "أنشطة إرهابية"، ويشدد على أنه ضحية اضطهاد بسبب معارضته لأردوغان. وأثار طلب حظر الحزب قلق الدول الغربية حيال سيادة القانون في تركيا الساعية لتهدئة التوترات التي تخيّم على علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
هزائم تاريخية أجهضت حلم "الدولة الكردية"
على مر التاريخ تشبث الأكراد بحلم إنشاء دولة مستقلة لهم، غير أنه السياسة على أرض الواقع كان لها رأي آخر. في ما يلي ملف صور عن أبرز الهزائم التاريخية التي أجهضت حلم إنشاء دولة كردية في الشرق الأوسط.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
معاهدة سيفر
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، جاءت معاهدة سيفر عام 1920 لتمنح الأكراد الأمل في إنشاء دولة مستقلة لهم. غير أن رفض حكومة أتاتورك الاعتراف بالمعاهدة جاء بمعاهدة جديدة، وهي معاهدة لوزان، التي غيرت موازين القوى لصالح تركيا وأجهضت حلم تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
صورة من: Imago/United Archives International
جمهورية مهاباد
في الثاني والعشري من يناير/ كانون الثاني من عام 1946، ولدت جمهورية مهاباد الكردية بدعم من الاتحاد السوفييتي. واتخذت الجمهورية الكردية من مدينة ماهاباد في أقصى شمال غرب إيران عاصمة لها. وكان قاضي محمد ومصطفى البارازاني مؤسسي الجمهورية. لكن بسبب تراجع الدعم السوفييتي بسبب ضغوط إيران، سقطت الجمهورية بعد شهور من تأسيسها.
صورة من: Imago/S. Simon
ثورة الشيخ سعيد بيران
في عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة. وبعد أقل من عامين على تأسيسها، واجهت الدولة الفتية أول انتفاضة كبرى قام بها الأكراد في جنوب شرق تركيا بقيادة الشيخ سعيد بيران. الانتفاضة كانت ضد سياسة القمع التي تتبعها حكومة أتاتورك ضد الأقلية الكردية. لكن سرعان ما تم قمع التمرد، وأُعدم الشيخ بيران.
صورة من: Gemeinfrei
الأزمة مع العراق
في عام 1974 تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك ودعا الأكراد إلى ثورة جديدة ضد الحكومة العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
اتفاقية الجزائر 1975
وقعت هذه الاتفاقية بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وشاه إيران آنذاك محمد رضا بهلوي، وأشرف عليها الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، وكان الهدف منها هو وقف النزاعات بين الدولتين حول الحدود. لكن بعد إلغاء صدام حسين للاتفاقية، انهارت الانتفاضة الكردية بسبب انقطاع دعم إيران لها.
صورة من: Gemeinfrei
مجزرة حلبجة
في عام 1988، تعرضت مدينة حلبجة الكردية لغارات بالسلاح الكيماوي في إطار ما عُرف بحملة "الأنفال"، التي قام بها النظام السابق برئاسة صدام حسين ضد الأكراد. يذكر أن الهجوم الكيماوي على حلبجة أسفر عن مقتل ما بين 3500 إلى 5000 شخص، وفقاً لمصادر مختلفة، فيما قدر عدد المصابين بحوالي عشرة آلاف شخص.
صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images
انتفاضة 1991
بدأت قوات من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت. لكن سرعان ما أخمدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالقوة، ما تسبب في نزوح أكثر من مليون كردي إلى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
أزمة الاستفتاء
في سبتمبر/ أيلول عام 2017 أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، عن إجراء استفتاء شعبي لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن ذلك قوبل برفض شديد من الحكومة في بغداد. كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/Y. Keles
سقوط عفرين
بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في الثامن عشر من مارس/ آذار 2018 على مدينة عفرين، التي شكلت أحد "الأقاليم" الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية. إعداد: إيمان ملوك