محكمة حوثية تقضي بإعدام 17 شخصا رميا بالرصاص بتهمة التجسس
فلاح الياس ا ف ب، د ب ا
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥
قضت محكمة تابعة للحوثيين بالإعدام رميا بالرصاص بحق 17 شخصا، اتهمتهم بالتجسس لحساب الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، وفق محامي الدفاع ومصادر تابعة للمتمردين المدعومين من إيران.
صورة لأنصار جماعة الحوثي في صنعاء، خلال مظاهرة ضد الولايات المتحدة وإسرائيلصورة من: Mohammed Huwais/AFP/Getty Images
إعلان
أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في العاصمة صنعاء حكما يقضي بإعدام 17 متهما، بعد إدانتهم بالتخابر مع دول أجنبية، وفق ما أفاد محامي الدفاع ووسائل إعلام تابعة للجماعة. وقال المحامي عبد الباسط غازي، رئيس هيئة الدفاع عن المعتقلين في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، "إن المحكمة اتهمت الأشخاص الـ 17 بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل"، مشيرا إلى أن من بين المدانين شخصا تعتبره الجماعة فارا من العدالة.
وأضاف أن المحكمة قضت أيضا بسجن امرأة عشر سنوات، ورجل ثلاث سنوات، بينما برأت متهمين اثنين. وأكد غازي، أن الدفاع قدم طعنا فوريا على الأحكام، وأن القضية نقلت إلى الشعبة الجزائية للنظر في الاستئناف. وأوضح أن "الأحكام الصادرة بحق المتهمين تصنف كأحكام تعزيرية وليست مرتبطة بالحد أو القصاص".
الإعدام في ميدان عام رميا بالرصاص
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام حوثية، أن الأشخاص المحكوم عليهم أدينوا بـ"التعاون مع أجهزة استخبارات أمريكية وإسرائيلية وسعودية"، وأن الحكم يقضي بتنفيذ الإعدام في ميدان عام رميا بالرصاص.
وبشأن الموظفين المحليين العاملين لدى منظمات أممية ودولية، والمعتقلين لدى الحوثيين، أوضح غازي أنهم أحيلوا إلى النيابة لاستكمال التحقيقات، وأن التواصل مع أسرهم ممنوع حتى انتهاء التحقيق، مع السماح لهم بتوكيل محاميين بناء على طلبهم. وأشار إلى أن ظروف الاحتجاز في سجون الحوثيين "صعبة" وأن المعتقلين يقدمون شكاوي مستمرة حول أوضاعهم.
وكانت جماعة الحوثي قد نفذت خلال الأشهر الماضية حملات مداهمة لمقار منظمات دولية وأممية في صنعاء، واعتقلت اكثر من خمسين موظفا محليا يعملون لدى تلك المنظمات، متهمة بعض تلك المنظمات بالقيام بأنشطة "تجسسية عدوانية" عقب غارة جوية إسرائيلية استهدفت نهاية شهر أغسطس/آب الماضي مقرا لحكومة الجماعة (غير معترف بها دوليا)، وأسفرت عن مقتل قيادات حوثية بارزة.
وتواجه المنظومة القضائية في مناطق سيطرة الحوثيين، انتقادات واسعة، من منظمات حقوقية محلية ودولية تتهم الجماعة بإجراء محاكمات "تفتقر لمعايير العدالة وضمانات الدفاع، بما في ذلك استخدام الاعترافات المنتزعة بالإكراه".
يذكر أن جماعة الحوثيين سبق وأن أصدرت أحكاما عدة بالإعدام بحق متهمين بـ" التعاون والتخابر مع العدوان"، على حد وصفها، غير أن عددا محدودا من تلك الأحكام تم تنفيذه فعليا.
تحرير: خالد سلامة
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.