قضت محكمة عسكرية تونسية بسجن المدون التونسي ياسين العياري لمدة سنة بتهمة إهانة الجيش بعد تدوينات انتقد فيها أداء وزير الدفاع". جاء ذلك في قضية أثارت جدلا بشأن حرية التعبير في تونس بعد أربع سنوات من الثورة.
إعلان
حكمت محكمة عسكرية تونسية اليوم الثلاثاء (20 كانون الثاني/يناير 2015) على المدون ياسين العياري بالسجن سنة بعد إدانته بتهمة "المس بمعنويات الجيش". وقالت قاضية بعد جلسة صاخبة "قضت المحكمة الجزائية العسكرية بتونس بالحكم على ياسين العياري بالسجن لمدة عام". من جهته قال المحامي محمد شريف الجبالي "هذه محاكمة ظالمة وسنستأنف الحكم". فيما وصف العياري البالغ من العمر 33 عاما المحاكمة أنها "تصفية حساب معي لأني وجهت نقدا لبعض المسؤولين في الجيش".
وطالب عشرات المتظاهرين أمام المحكمة بـ "الإفراج الفوري" عن المدون وحفظ القضية التي تشكل "انتهاكا لحرية التعبير". وهتف المحتجون "تسقط المحاكمات العسكرية" و"لا تمسوا حريتنا في التعبير" و"لا لعودة الاستبداد". وقال المحامي مالك بن عمر منسق هيئة الدفاع عن العياري "إن حرية التعبير هي المكسب الوحيد للثورة واليوم نرى مدونا يحاكم بقسوة من محكمة عسكرية لأنه وجه انتقادا للجيش".
2014.. عام استثنائي لتونس يتوج بانتقال سلمي للسلطة
بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية، يتسلم الإربعاء 31 كانون الأول 2014 المخضرم ذو 88 عاما، الباجي قائد السبسي رئاسة الجمهورية من سلفه المنصف المرزوقي. وبذلك تطوي تونس عاما حافلا بإنجازات حاسمة في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
أدى رئيس الجمهورية المنتخب باجي قائد السبسي اليمين الدستورية في آخر يوم من سنة 2014 أمام نواب البرلمان، وتحول بعدها مباشرة إلى قصر قرطاج لتسلم منصبه الجديد كخامس رئيس للجمهورية.
صورة من: picture-alliance/AA/Landoulsi
في الـ26 يناير 2014 صادق المجلس التأسيسي بأغلبية ساحقة على دستور جديد لتونس، حافظ على مدنية الدولة وكرس حقوق الإنسان وضمن المساواة التامة بين المرأة والرجل.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
بعد أن تخلى حزب حركة النهضة الإسلامي عن الحكم، تسلم المستقل مهدي جمعة (يسار الصورة) في الـ29 من يناير من علي العريض (يمين) مهمة تسيير حكومة تكنوقراط لتنظيم انتخابات للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
هيئة الحقيقة والكرامة هي مؤسسة دستورية جديدة لتفعيل العدالة الإنتقالية وترأسها الحقوقية سهام بن سدرين، بيد أن منعها من نقل الأرشيف الرئاسي الأسبوع الماضي قد يكون خطوة إلى الوراء.
صورة من: DW/M. Slimi
2014 يعتبر عاما أسودا للمؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ أن الجماعات الإرهابية ضربت أكثر من مرة بقوة مما أسفر عن حصيلة ثقيلة، حيث قتل 30 عنصرا أمنيا وعسكريا.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
لكن التهديدات الإرهابية لم تثن التونسيين عن تقرير مصيرهم عبر صناديق الاقتراع. إذ توجه يوم 26 اكتوبر الملايين لانتخاب أول برلمان ديمقراطي، وحلَ حزب نداء تونس، الليبرالي العلماني أولا ثم حزب النهضة الإسلامي ثانيا.
صورة من: Getty Images/Afp/Fadel Senna
بعد حصوله على نسبة 55.68 بالمائة من الأصوات، يتولى السبسي رئاسة الجمهورية لمدة 5 سنوات، ومن جهته أعلن المرزوقي إطلاق مبادرة "حراك شعب المواطنين" لمواجهة "أي محاولة للعودة إلى نظام الاستبداد".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أثنت عدة دول وصحف عالمية على عملية الانتقال الديمقراطي وسلميتها في تونس مهد الربيع العربي. وقد اختارت مجلة "ذي إيكونومست" البريطانية تونس "كبلد العام 2014" تكريما لمسيرتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعتبر سياسة التوافق ومنهج التعقل اللذان اتبعاه كل من راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي والباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس، الليبرالي العلماني، من بين أسرار نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس. الكاتب: سميح عامري
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
9 صورة1 | 9
وكان العياري قد أدين في محاكمة سابقة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بالسجن ثلاث سنوات بتهمة "التشهير" بضباط وكوادر في وزارة الدفاع و"بث شائعات" من شانها إشاعة البلبلة بين الوحدات العسكرية. وتعرض للتوقيف في 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي لدى عودته إلى تونس قادما من باريس ثم أودع السجن لكنه اعترض على الحكم الغيابي بحقه.
يذكر أن العياري كان ناشطا أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وواصل نشاطه بعد الثورة. وهو نجل عقيد في الجيش قتل في ايار/مايو 2011 في مواجهات مع مجموعة إسلامية متطرفة في مدينة الروحية شمال غرب البلاد التونسية. ووجه في الأشهر الاخيرة انتقادات لحزب نداء تونس وزعيمه الباجي قايد السبسي الرئيس التونسي الجديد الذي انتخب في 21 كانون الأول/دبسمبر 2014.