محكمة في دونيتسك تقضي بإعدام "مقاتلَين" بريطانيَين ومغربي
٩ يونيو ٢٠٢٢
أصدرت محكمة في ما يسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، التي تدعمها روسيا في شرق أوكرانيا، أحكاما بالإعدام على رجلين بريطانيين ومغربي أُلقي القبض عليهم أثناء "قتالهم لصالح أوكرانيا"، حسبما ذكرت وكالات أنباء روسية.
إعلان
قضت محكمة تابعة للسلطات الانفصالية الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك في شرق أوكرانيا بإعدام بريطانيَين ومغربي أسروا أثناء "قتالهم إلى جانب قوات كييف"، وفق ما أفادت وكالات أنباء روسية.
وقالت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" إن "المحكمة العليا لجمهورية دونيتسك الشعبية حكمت بالإعدام على البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون لاتهامهم بالمشاركة في القتال كمرتزقة".
وأكد بافيل كوسوفان محامي أحد الرجال الثلاثة لوكالة "تاس" أن المتهمين "سيستأنفون الحكم". وأوضحت الوكالة أن شون بينر وإبراهيم سعدون دفعا الأربعاء ببراءتهما من تهمة "الارتزاق"، لكنهما اعترفا بمشاركتهما في المعارك "الهادفة إلى الاستيلاء العنيف على السلطة".
وقالت وسائل الإعلام الروسية أيضا أن المحكوم عليهم الثلاثة أمامهم خيار التقدم بالتماس لقيادة جمهورية دونيتسك الشعبية للرأفة، وفى حال قبول الالتماس سوف يتم ت خفيف عقوبة الاعدام إلى السجن مدى الحياة أو لمدة 25
عاما وحرمانهم من الاتصال بالآخرين. "محاكمة من الحقبة السوفيتية"
وأظهر مقطع مصور من قاعة المحكمة نشرته وكالة ريا نوفوستي للأنباء أنه خلال الإجراءات، احتُجز الرجال الثلاثة في قفص أسود القضبان تحت حراسة جنود ملثمين يضعون شرائط على أذرعهم تحمل شعار (زد) الموالي للحرب، قبل أن يُطلب منهم الوقوف أثناء قراءة الحكم عليهم.
وعُقدت المحاكمة على عجل خلف أبواب مغلقة في معظم إجراءاتها. وقال روبرت جينريك، عضو البرلمان عن المنطقة التي تعيش فيها أسرة أسلين، إن الإجراءات كانت أقرب إلى "محاكمة استعراضية تعود إلى الحقبة السوفيتية".
بريطانيا تندد بحكم الإعدام
وقالت المملكة المتحدة الخميس إنها "تشعر بقلق بالغ" بعد إعلان حكم الإعدام بحق المقاتلين البريطانيين. وصرّح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "من الواضح أننا قلقون للغاية. نكرر أنه ينبغي عدم استغلال أسرى الحرب لأسباب سياسية". كما نددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بـ"حكم صوري يفتقر لأي شرعية".
وكانت عائلة إيدن أسلين (28 عاما) قد قالت في نهاية أبريل/ نيسان إنه انتقل إلى أوكرانيا عام 2018 حيث التقى صديقته واستقر أخيرًا في ميكولايف. وكان قد قرر الانضمام إلى مشاة البحرية الأوكرانية وخدم في تلك الوحدة لنحو أربع سنوات.
وقالت أسرته إنه "على عكس دعاية الكرملين فانه ليس متطوعًا أو مرتزقًا أو جاسوسًا. كان إيدن يخطط لمستقبله خارج الجيش، ولكن مثل جميع الأوكرانيين، انقلبت حياته رأسًا على عقب بسبب غزو بوتين الهمجي". كما أكدت عائلة شون بينر (48 عاما) أنه لم يكن "متطوعًا ولا مرتزقًا، ولكنه يخدم رسميًا في الجيش الأوكراني وفقًا للتشريعات الأوكرانية"، وقد انتقل أيضا إلى أوكرانيا عام 2018 وتزوج من امرأة أوكرانية.
وكان مسؤولون انفصاليون موالون لروسيا قد لمحوا في الأسابيع الأخيرة إلى أن عسكريين أوكرانيين أسرى بينهم عناصر من كتيبة آزوف القومية، قد يواجهون المحاكمة وعقوبة الإعدام. ويسري حظر على عقوبة الإعدام في روسيا منذ عام 1997، لكنه لا ينطبق على المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
من جهته شجب الفيلق الدولي للدفاع الأوكراني (ليدو) الأربعاء محاكمة أندرو هيل، أحد عناصره الذين أسرهم الانفصاليون. ووفق هذا التنظيم الذي يضم متطوعين أجانب يقاتلون مع قوات كييف، فإن أندرو هيل "جندي في الفيلق لديه عقد مع الجيش الأوكراني" وليس مرتزقًا.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الرجال الثلاثة المحكوم عليهم بالإعدام عناصر في الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا. وكان "ليدو" قد أعلن أن أربعة مقاتلين أجانب متطوعين أحدهم فرنسي، قتلوا أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا. أما روسيا فأعلنت هذا الأسبوع أنها قتلت "مئات" من المقاتلين الأجانب في أوكرانيا منذ بدء هجومها في 24 شباط/فبراير، وأكدت نجاحها في وقف تدفق مقاتلين جدد.
ع.ش/ ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة