قررت محكمة مصرية تأجيل النطق بالحكم على الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي وعشرة إخوانيين آخرين في قضية "التخابر مع قطر"، إلى منتصف شهر مايو/ أيار المقبل.
إعلان
أجلت محكمة جنايات القاهرة اليوم السبت (23 نيسان/ أبريل 2016) النطق بالحكم في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع قطر" المتهم فيها الرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي إلى السابع من أيار/ مايو المقبل.
ويحاكم الرئيس المعزول محمد مرسي في القضية إلى جانب مرسي وعشرة إخوانيين آخرين بتسريب "وثائق سرية" تتعلق بالأمن القومي المصري إلى المخابرات القطرية مقابل مليون دولار. وكانت قطر واحدة من الدول الرئيسية الداعمة لمرسي وتتهم السلطات المصرية الآن الدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي باتت محظورة رسمياً.
يشار إلى أن قضية "التخابر مع قطر" استمرت لأكثر من عام، وتداولتها المحكمة حتى وصلت لـ13 شهراً ونصف الشهر، ووصل عدد الجلسات فيها إلى 93 جلسة، خصصت منها 34 جلسة لفض الأحراز التي تنوعت ما بين وثائق ومستندات، وفيديوهات خاصة بالمتهمين، بالإضافة إلى الجلسات السرية لنظر وثائق المهمة التي تمس الأمن القومي المصري.
وسبق أن حُكم على الرئيس الإخواني المعزول في ثلاث قضايا مختلفة بالإعدام والسجن المؤبد والحبس 20 عاماً، ففي عام 2015 أصدرت محكمة جنايات مصرية حكماً بالإعدام على مرسي في قضية واجه فيها مع آخرين اتهامات بالهروب من السجون ومهاجمة أقسام شرطة أثناء الثورة على حسني مبارك في كانون الثاني/ يناير 2011.
وكان قد تم اعتقال مرسي وعدد من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين بعد اندلاع التظاهرات ضد مبارك في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 ثم هرب آلاف من السجون وأقسام الشرطة بعد مهاجمتها من قبل المتظاهرين أثناء الثورة.
وحُكم على مرسي كذلك بالسجن 25 عاماً في قضية اتهم فيها بـ"التجسس" لصالح إيران وحزب الله وحماس في عام 2015. كما صدر حكم ثالث بحبسه 20 عاماً لاتهامه بالتورط في اشتباكات وقعت أمام قصر الرئاسة في الاتحادية في كانون الأول/ ديسمبر 2012 بين أنصاره ومعارضيه وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص.
وبعد إطاحة الجيش بقيادة السيسي حينها بمحمد مرسي في تموز/ يوليو 2013، شنت أجهزة الأمن المصرية حملة قمع ضد الإخوان المسلمين أدت إلى مقتل 1400 من أنصار مرسي على الأقل وتوقيف آلاف آخرين، حسب منظمات حقوقية مصرية ودولية.
وصدرت أحكام بالإعدام على مئات من أعضاء أو أنصار جماعة الإخوان المسلمين ولكنها ليست نهائية ولن تصبح نافذة إلا إذا أقرتها محكمة النقض. وامتدت الحملة الأمنية بعد ذلك لتشمل شباب الحركات الاحتجاجية التي شاركت في الثورة التي أدت إلى إسقاط حسني مبارك في 11 شباط/ فبراير 2011.
ع.غ/ ع.ج.م (د ب أ، آ ف ب)
حصيلة ثقيلة بعد عام من رئاسة محمد مرسي
في الثلاثين من يونيو/ حزيران 2012 تولى محمد مرسي منصب رئيس جمهورية مصر العربية، بعد انهيار نظام مبارك وتسلم الجيش للسلطة خلال فترة انتقالية. وبعد عام من حكم مرسي، تبدو الحصيلة متواضعة بالنظر للآمال التي ولدتها الثورة.
صورة من: AP
غموض حول من يحكم مصر
تميزت الأسابيع الأولى من تولي محمد مرسي للسلطة بغموض كامل حول آليات صنع القرار السياسي في مصر ودور المؤسسات الدستورية، إضافة إلى وظيفة الجيش في العهد الجديد، ما خلق حالة من الارتباك والالتباس سرعان ما سيحاول مرسي رفعه بسلسلة من القرارات التي أثار بعضها الكثير من الجدل.
صورة من: Imago
ترويض المؤسسة العسكرية
في بداية حكمه، نجح مرسي في إظهار نفسه كرجل دولة من طراز رفيع، إذ قام في 12 آب/ أغسطس بإحالة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق أول سامي عنان إلى التقاعد وعينهما مستشارين له. وزادت التكهنات بشأن ما دار خلال ذلك اليوم وحول ما إذا كانت هناك صفقة بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن طنطاوي وعنان آثرا الصمت حتى اللحظة.
صورة من: Reuters
من الثورة... إلى التسلط؟
في 22 تشرين ثاني/ نوفمبر 2012 أصدر الرئيس مرسي إعلاناً دستورياً مثيراً للجدل أقال فيه النائب العام وحدد فترة منصبه، إضافة إلى تعزيز صلاحياته كرئيس للبلاد. وتضمن قرار مرسي أن تكون الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة نهائية ونافذة بذاتها وغير قابلة للطعن بأي شكل، وهو ما أدى إلى موجة من الاحتجاجات أشعلت النار في الشارع المصري.
صورة من: Reuters
تعميق الاستقطاب في الشارع المصري
رفضت جبهة الإنقاذ المصرية المعارضة الإعلان الدستوري لمرسي وكذلك الاستفتاء على الدستور المقرر منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر 2012، وأكدت أن إجراء استفتاء وسط "تهديدات مليشيات الإخوان وجماعات أخرى يشكل خطورة على الأمن القومي الوطني". وتضم جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور وحمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي وعمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، بالإضافة لأحزاب ليبرالية ويسارية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الأقباط قلقون من هيمنة الإخوان على الدولة
يخاف المسيحيون في مصر من سلطة الإسلام السياسي ومما يصفونه برغبة جماعة الإخوان المسلمين في الهيمنة على البلاد، إضافة إلى تعرضهم لحملات عنف من قبل السلفيين المتشددين، ما يجعل تعدد الهوية المصرية على كف عفريت. ولم ينجح الرئيس مرسي بالوثيقة الدستورية في إحداث توافق وطني وبإعطاء الانطباع بأنه رئيس لكل المصريين كيفما كان انتمائهم العقائدي.
صورة من: Reuters
غليان الشارع المصري
نشر الجيش المصري دبابات أمام مقر الرئاسة في القاهرة، وذلك إثر المواجهات بين أنصار الرئيس محمد مرسي ومعارضين له، أوقعت قتلى وجرحى. هذا أعاد مشاهد الانتفاضة ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى الأذهان. في الصورة معارضون لمرسي يطالبونه بالرحيل عن السلطة.
صورة من: Reuters
سيناء: الجماعات المتشددة تهدد الأمن القومي لمصر
شهدت شبه جزيرة سيناء خلال السنة الأولى من حكم مرسي أحداثاً أمنية خطيرة تميزت بمواجهات بين قوات الجيش والشرطة من جهة والجماعات المسلحة "التكفيرية" من جهة أخرى، ما ألقى بظلاله على أمن واستقرار المنطقة.
صورة من: Reuters
تدهور الاقتصاد المصري
وصل الاقتصاد المصري خلال السنة الأولى من حكم مرسي إلى حالة كبيرة من التردي، فقد واصلت السياحة تراجعها، مثل المؤشرات الاقتصادية الكبرى. فبعد الإعلان عن انتهاء الاستفتاء، أعلنت وكالة "ستاندرد آند بورز" تخفيض التصنيف الائتماني لمصر، كما تراجع الجنيه بصورة لافتة أمام الدولار. ولم تعد الحكومة قادرة على إخفاء الوضع الحرج للاقتصاد. ورغم المساعدات السخية من بعض الدول كقطر، فإن اقتصاد البلاد يبقى حرجاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرية التعبير في الميزان!
بمرحه ونقده اللاذع، أصبح الإعلامي المصري باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج" نجماً شعبياً تعرض أكثر من مرة لمضايقات قضائية بسبب انتقاده لسياسات الرئيس مرسي وجماعة الإخوان. وبات مجرد بقاء برنامجه الساخر "البرنامج" مقياساً لحرية الإعلام والتعبير في مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثورة يهددها إعادة استنساخ الماضي!
بدا سقوط نظام حسني مبارك وكأنه فتح أمام المصريين عهداً جديداً ينقلهم من الاستبداد إلى الديمقراطية. إلا أن المجتمع المصري اليوم بات منقسماً أكثر من أي وقت مضى، إذ لا يزال الطريق إلى الديمقراطية طويلاً ومليئاً بالأشواك.