1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محللان أمريكيان: الناتو في مواجهة تحديات القرن الـ21

٩ يونيو ٢٠٢٢

ذهب محللان أمريكيان إلى أن غزو روسيا لأوكرانيا ساهم في تعزيز حلف الناتو بشكل غير مسبوق، لكنهما حذرا في نفس الوقت من التهاون داخل الحلف، الذي يواجه سلسلة من التحديات. فما هي؟

صورة تعبيرية لتدريبات الناتو المشتركة في ليتوانيا بتاريخ أكتوبر 2020
إجماع غير مسبوق داخل الناتو لتأييد الاستعداد العسكري لردع أي عدون ضد أي دولة من الأعضاء في الحلف. صورة من: Raigo Pajula/AFP/Getty Images

 

يرى محللان أمريكيان بارزان أن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي كان خطأ استراتيجيا. وبالفعل رسخ  حلف شمال الأطلسي  (الناتو) نفسه كأنجح وأطول حلف عسكري في التاريخ الحديث. ولم يسفر غزو بوتين لأوكرانيا سوى عن تعزيز حلف الناتو من خلال حشد إجماع غير مسبوق في مرحلة ما بعد الحرب الباردة داخل الحلف لتأييد الاستعداد العسكري والالتزام المشترك لردع أي عدون ضد أي دولة من الأعضاء في الحلف.

وقال لورنس كورب الزميل البارز في مركز التقدم الأمريكي ومساعد وزير الدفاع الأمريكي سابقا وستيف سيمبالا أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه بالإضافة إلى ذلك، دعمت دول حلف الناتو بقوة العقوبات الاقتصادية والإجراءات السياسية الأخرى لعزل روسيا وزيادة تكلفة قتال روسيا المستمر في أوكرانيا. وفي أيار/مايو الماضي، تقدم قادة فنلندا والسويد بطلب

للحصول على عضوية حلف الناتو. وستزيد الإضافة المحتملة لدولتين كانتا حياديتين سابقا إلى الحلف من إحباط روسيا وتفاؤل الحلف بشأن قدرته على ردع أي عدوان جديد في أوروبا.

سلسلة من التحديات

ومع ذلك، فإنه في أعقاب غزو بوتين وتوسع الناتو المحتمل، يجب تجنب التهاون بين دول الحلف. إن ردع روسيا على المدى القصير يقلل من المطالب التي سيفرضها النظام الدولي والسياسات الأوروبية على حلف الناتو في السنوات القادمة. واعتبر كورب وسيمبالا أن الترابط السياسي لحلف الناتو واستعداده العسكري ومهارات إدارة التصعيد ستكون أساسية للتعامل مع مجموعة متنوعة من التحديات والقضايا المفتوحة.

ومن بين هذه التحديات، كيفية التعامل مع روسيا في مرحلة ما بعد بوتين وردع وهزيمة الارهاب الدولي وعلاقة الحلف مع الصين الصاعدة وقدرة الدول الأعضاء على الحفاظ على الأنظمة الديمقراطية المستقرة داخل دولهم وتعزيز المؤسسات الديمقراطية بين الدول غير الأعضاء في الحلف، وكذلك توفيق

الاستراتيجية العسكرية للحلف مع عالم التكنولوجيا الجديد الذي يمنح الامتياز للحرب المعرفية والفضاء والقدرات الإلكترونية.

مرحلة ما بعد بوتين

واعتبر كورب وسيمبالا أن القضية الأولى هي العلاقة السياسية بين حلف الناتو وروسيا بعد تقاعد بوتين أو إقالته من منصبه. فخلال فترة طويلة من تسعينيات القرن الماضي، كان هناك تفاؤل كبير بأن روسيا ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ستكون شريكا استراتيجيا للناتو يمكن الاعتماد عليه بدرجة أكبر. حتى أن البعض توقع أن روسيا أكثر ديمقراطية ربما تظهر من أنقاض الاتحاد السوفيتي السابق، إلا أن نسمات التفاؤل تبددت سريعا، بسبب الأحداث التي وقعت في نهاية التسعينيات، خاصة حرب الناتو ضد صربيا بسبب كوسوفو.

وعندما استقال الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين وسلم الرئاسة إلى بوتين، كان المسرح مهيأ للعودة إلى رؤية روسية أكثر تقليدية للجغرافيا السياسية فيما يتعلق بالولايات المتحدة والناتو. وقد أدى تأييد بوتين للغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 إلى وجود علاقات ودية بين بوتين والرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش. ومع انتهاء ولاية بوش، كان بوتين قد تبنى موقفا أكثر تشددا إزاء حلف الناتو. وشكلت حرب روسيا مع جورجيا في عام 2008 نقطة تحول. وباسترجاع الأحداث السابقة، كانت الحرب بمثابة مقدمة  للأربعة عشر عاما التي تلتها.

سيناريوهات نهاية الحرب

ورأى كورب وسيمبالا أنه إذا تم حسم حرب روسيا ضد أوكرانيا في نهاية الأمر من خلال مفاوضات دبلوماسية في أعقاب صراع عسكري طويل، فإن نظام ما بعد الحرب في روسيا - في وجود أو عدم وجود بوتين- سيكون أمامه عدة خيارات. أولا يمكن أن يحتفظ بموقف إصلاحي إزاء النظام العالمي الحالي القائم على القواعد في أوروبا وغيرها. وثانيا، يمكن أن يتبنى سياسة تعتمد أكثر على الأمر الواقع تقبل بتسوية توافقية مؤقتة مع حلف الناتو المتوسع ويكتفي بالمكاسب القليلة التي حققها من الحرب ضد أوكرانيا، وعلى الأقل يتخلى على المدى القصير عن الطموح في فرض تغيير في النظام في دول أوروبية أخرى.

وربما يتحرك النظام الروسي صوب هدنة مع الناتو وسياسة توسعية في الانخراط في المجالات الدبلوماسية والعسكرية والثقافية مع القوى الرائدة في الناتو، ومن بينها الولايات المتحدة. إن رحيل بوتين عن المنصب، ربما يدفع نحو الخيارين الأخيرين، على الرغم من أن هذا يعتمد على صراع السلطة الذي سيحدث بعده وأيضا على شخصية خليفته.

الإرهاب الدولي

وقال كورب وسيمبالا إن القضية الثانية التي سيواجهها حلف شمال الأطلسي، ستكون أجندته الأمنية الجماعية فيما يتعلق بالإرهاب الدولي. وكان دعم الناتو للعمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان عنصرا أساسيا من استجابة الولايات المتحدة القتالية وغير القتالية للتحديات التي شكلتها حركة طالبان وغيرها من المنظمات الناشطة هناك مثل تنظيم القاعدة. وعلى الرغم من أن استراتيجية الأمن القومي الخاصة بالرئيس الأمريكي جو بايدن تعترف بأن الولايات المتحدة تواجه الآن مشكلة ظهور منافسين ناشئين وتجدد تهديد اندلاع حرب على السلطة، فإن التهديد الذي يشكله الإرهابيون المحليون والدوليون لم ينته.

وفي أعقاب الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان في آب/أغسطس 2021، ستجد حركة طالبان وداعش وغيرهما من الجماعات التي لديها أجندات مناهضة للولايات المتحدة والغرب ملاذات جديدة ودعم خارجي. ويمكن لهذه التنظيمات الإرهابية وغيرها استغلال الحرب الحديثة التي تتركز على الإنترنت لتحويل أشخاص في مختلف أنحاء العالم إلى التطرف وتوجيههم لضرب أهدف للولايات المتحدة أو حلفاءها. يجب ألا يتم استبعاد التطلع المستمر بين المتطرفين إلى شن هجوم إرهابي باستخدام أسلحة دمار شامل. 

الصين وترسانتها النووية 

والقضية الثالثة بالنسبة للناتو هي كيفية إعادة التفكير في علاقته مع الصين الصاعدة. إن قوة الصين العسكرية والاقتصادية تشكل تحديا للنظام الدولي القائم على القواعد الأوروبية وتخلق أزمات أمنية متعددة للولايات المتحدة وحلفائها. وبالإضافة إلى التهديد الوشيك الذي تشكله على تايوان، تشكل الصين أيضا تهديدات لليابان وكوريا الجنوبية واستراليا والفلبين وفيتنام وغيرها من الدول الأسيوية. كما أن الترسانة النووية الصينية طويلة المدى تتزايد، وبنهاية العقد الحالي، من المتوقع أن تنشر مجموعة من القاذفات النووية الاستراتيجية على صواريخ باليستية أرضية وصواريخ باليستية تنطلق من الغواصات، وقاذفات بعيدة المدى. كما أن هناك تحديات من البرنامج الفضائي الصيني المتطور وكذلك قدرة الصين على شن هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة ودول أخرى لسرقة حقوق الملكية الفكرية ومعلومات حكومية سرية. كما أن تأييد الصين المستمر لروسيا سيجذب انتباه الناتو في الوقت الذي لا تزال فيه حرب روسيا في اوكرانيا تقض مضاجع أوروبا. واختتم كورب وسيمبالا تقريرهما بالتأكيد على أن طريقة تعامل الدول الأعضاء في حلف الناتو مع تلك التحديات هي التي ستحدد ما إذا كان الحلف سيظل الحلف الأنجح في التاريخ الحديث. وشددا على أنه لا يمكن للحلف في الوقت الحالي أن يسقط في حالة من التهاون أو الشعور بالرضا عن الذات.

ا.ف/ ع.ج.م (د.ب.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW