سيتعين على آلاف الأشخاص في ولاية ألمانية أن يتلقوا التطعيم مجددا، بعد أن تبين أن ممرضة قامت بحقن البعض بمحلول ملحي عوضاً عن لقاح كورونا. الممرضة تقول إن الأمر يقتصر على 6 حالات، لكن التحقيقات تؤكد أن العدد أكبر بكثير.
إعلان
في أحد مراكز التطعيم في ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، قامت ممرضة باستخدام محلول ملحي في "تطعيم" الناس بدلاً من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، الأمر الذي سيجعل آلاف الأشخاص مضطرين لتلقي اللقاحات مرة أخرى.
ورغم أن الممرضة اعترفت سابقاً أنه كان "حادثاً لمرة واحدة" وأنه يقتصر على ست حالات، توصلت التحقيقات الآن إلى أن عدد المتأثرين أكبر بكثير، حسبما ذكر موقع "شبيغل أونلاين" الألماني.
واعترفت الممرضة، التي كانت تعمل في مركز للتطعيم بالقرب من بلدة شورتينز التابعة لمنطقة فريزلاند، في نيسان/أبريل الماضي بأنها قامت باستخدام محلول ملحي في ست حالات بعد أن سقطت زجاجات اللقاح منها "سهواً"، مشيرة إلى أنها قامت بذلك للتستر على كسرها الزجاجات.
بيد أن السلطات تشكك في أقوال الممرضة، بعد أن أظهرت تحقيقات أن الحادث "لم يكن لمرة واحدة". وقال نائب رئيس شرطة فيلهلمسهافن-فريزلاند، بيتر بير، إن هناك "أدلة ملموسة تشير إلى أن الممرضة لم تتصرف هكذا في هذه الحالة فحسب".
"دوافع سياسية"
وبعد فترة وجيرة من الكشف عن القضية، حققت أجهزة الأمن بشأن الممرضة للاشتباه بوجود "دافع سياسي" في قيامها بذلك. ووفقاً لمعلومات "شبيغل أونلاين"، فقد تبين أنها قللت من خطورة وباء كورونا وقارنته بالإنفلونزا، عبر منشوراتها على مواقع التواصل، كما شاركت رسماً كاريكاتورياً، عبر واتساب، يتم تداوله بين مؤيدي نظريات المؤامرة ورافضي اللقاحات.
لكن محاميي الممرضة رفضوا وجود أي دوافع سياسية وأكدوا مجدداً أن الحادث كان "لمرة واحدة فقط".
إلا أن رئيس فريق التعامل مع أزمة كورونا في ولاية ساكسونيا السفلى، هايغر شولتز، يرى أن ادعاءات الممرضة "غير صحيحة"، مشيراً في حديث لـوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ.) أن هناك مؤشرات واضحة على أنها تصرفت من منطلق رفضها للتطعيم.
وبسبب عدم معرفة عدد الأشخاص المتأثرين بدقة، تقول السلطات إنه يتعين عليها الافتراض أنه تم إعطاء المحاليل الملحية، التي لا تعتبر ضارة، بدلاً من اللقاحات لكل الأشخاص الذين تم تطعيمهم في المركز بين الخامس من آذار/مارس إلى 20 نيسان/أبريل، ويبلغ عددهم 9673 شخصاً، وفقاً للمسؤول في منطقة فريزلاند، سفين أمبروسي.
وقد أبلغت السلطات المتأثرين عبر البريد الإلكتروني يوم الثلاثاء (10 آب/أغسطس)، وستبدأ بتطعيمهم يوم الجمعة المقبل. أما الممرضة التي كانت تعمل في الصليب الأحمر الألماني فقد تم طردها من الوظيفة.
م.ع.ح
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance