أدخلت وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، اليوم، تونس في مرحلة شغور رئاسي. وبسحب الدستور سيتولى رئيس البرلمان محمد الناصر، منصب رئيس البلاد بشكل مؤقت. فمن يكون الرجل، الذي سيتولى إدارة مرحلة انتقالية صعبة بعد السبسي؟
إعلان
بعد رحيل قايد السبسي.. المسار الديمقراطي في تونس إلى أين؟
36:22
أدخلت وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، التي أٌعلن عنها صباح اليوم (الخميس 25 يوليو/ تموز)، تونس في مرحلة شغور رئاسي. وبحسب الدستور التونسي الصادر عام 2014 في الفصل 84 يتولى رئيس البرلمان منصب الرئاسة مؤقتاً لفترة أدناها 45 يوماً وأقصاه 90 يوماً. وهو ما أعلن عنه رئيس البرلمان محمد الناصر، الذي قال أنه سيتولى منصب رئيس البلاد مؤقتاً.
وتزامنت وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي مع فترة، مقبلة فيها تونس على انتخابات رئاسية وتشريعية، وقد أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس عن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى يوم 15 أيلول/سبتمبر المقبل بدلا من يوم 17 تشرين ثان/نوفمبر.
ويفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية يوم 2 آب/أغسطس، بينما تبدأ الحملة الانتخابية يوم 2 أيلول/سبتمبر المقبل. وإلى غاية ذلك الموعد سيتولى محمد الناصر منصب الرسائة في تونس.
من هو محمد الناصر؟
ولد محمد الناصر في الـ 21 من شهر مارس/ آذار عام 1934، في مدينة الجم التابعة لولاية المهدية. تابع تعليمه الابتدائي بالمدرسة الابتدائية بمسقط رأسه بالجم والثانوي بالمدرسة الصادقية، وتحصل على الإجازة في الحقوق من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس عام 1956. ثم حصل على الدكتوراه في القانون الاجتماعي عام 1976 من جامعة باريس السوربون.
شغل محمد الناصر مناصب مهمة في الدولة، أهمها منصب وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1974 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وشغل نفس المنصب في حكومة الباجي قائد السبسي في 2011. كما عمل رئيساً لديوان وزير الصحة والشؤون الاجتماعية في الفترة ما بين 1961 و1964 ومديراً للشغل في الفترة ما بين 1965 و1967، ومن ثم عُين رئيساً مديراً عاماً للديوان الوطني للتكوين المهني والتشغيل والهجرة في الفترة ما بين 1967 و1972.
على المستوى الدولي عُين محمد الناصر على رأس البعثة التونسية بجنيف ومثّل تونس في عدة منظمات دوليّة، منها رئاسة لجنة التنمية الاجتماعية بنيويورك عام 1965 ورئاسة المؤتمر الدولي للتشغيل بجنيف عام 1976 ورئاسة المؤتمر الدولي للشغل بجنيف عام 1985 ورئاسة اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بجنيف 1993. وكذلك منصب منسق الميثاق العالمي للأمم المتحدة بتونس عام 2005، ورئيس معهد الاستشارات الاجتماعية بتونس.
يتميز المسار السياسي لمحمد الناصر بالعديد من المحطات، أهمها انضمامه في فبراير/ شباط عام 2014 رسمياً لحزب نداء تونس، وتعيينه نائباً لرئيس الحزب. تولى الناصر خطة نائب رئيس حزب حركة نداء تونس منذ 2014 ثم تولى رئاسة الحركة من 31 ديسمبر/ عام 2014 إلى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015.
يشغل محمد الناصر (85 عاماً)، حالياً منصب رئيس البرلمان التونسي منذ 2014. ويعد الناصر أقرب السياسيين للرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي. وقال الناصر فور وفاة السبيسي "أريد أن أثمن ما قام به الرئيس في بناء دولة الاستقلال وفي رئاسة الجمهورية في السنوات الخمس الماضية".
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
يواجه التونسيون معضلات جمة، ليس آخرها الإصلاحات التي تراوح في مكانها والبطالة المتفشية. ومن هنا يبرز السؤال: هل كانت "ثورة الياسمين" بلا جدوى وعبثية؟ ألبوم صور ينقلنا إلى عين المكان بعد سبع سنوات على الثورة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
اغتيالات سياسية
هز اغتيال قادة سياسيين علمانيين كمحمد براهمي وشكري بلعيد تونس في عام 2013. وبشكل روتيني تشهد البلاد مظاهرات تدعو إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
ظلال الماضي
قبل اندلاع "ثورة الياسمين" قبل سبع سنوات كان الجميع يخشى من ظله: الحيطان لها آذان. اليوم يشعر التوانسة بالفخر بحرية الرأي التي ينعمون بها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
مقهى البرلمان
"نملك اليوم، على الأقل، حرية الكلام"، هذا هو لسان حال ابن الشارع في تونس. وأضحت مقاهي كالبرلمان منتديات للنقاشات التي أطلقتها الثورة من قمقمها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
رصاصة في حائط متحف باردو
المتحف الوطني التونسي باردو كان مسرحاً لهجوم إرهابي عام 2015 خلفا 24 قتيلاً. وما يزال يعاني الاقتصاد الذي يعتمد إلى حد كبير على السياحة من تبعات ذلك الهجوم وآخر أكثر دموية على فندق بالقرب من سوسة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
أكبر مصدر لـ"الدواعش"
إلى جانب متحف باردو شهدت مدينة سوسة اعتداء إرهابياً ذهب ضحيته 38 سائحاً. كما تشكل تونس البلد الأول الذي ينحدر منه أكبر عدد من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
جنون بكرة القدم..لامبالاة بالسياسية
يشكو بعض الشباب التونسي من أن المجتمع يركز جل اهتمامه على كرة القدم أكثر من الأمور السياسية في تونس ما بعد "ثورة الياسمين"، متجاهلاً مشاكل جدية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
الكفاح من أجل حقوق المرأة
في فبراير/ شباط الماضي دخل تشريع يجرم العنف ضد المرأة حيز التنفيذ. انخرطت وفاء فراوس في النضال من أجل المرأة وهي بنت خمسة عشر عاماً. ويعد الثورة كانت أحد الشخصيات التي صاغت مسودة الدستور، بما يضمن المساواة بين الجنسين. واليوم هي مديرة "بيتي"، وهو الملجأ الوحيد للنساء المعنفات.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الأمل الوحيد
بالنسبة للكثير من التونسيين فإن الخيار الوحيد للهروب من براثن الفقر هو ركوب البحر إلى أوروبا في رحلة هجرة غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر والأهوال نحو "الفردوس الأوروبي". في عام 2017 وصل أكثر من 6000 تونسي السواحل الإيطالية.
صورة من: DW/Benas Gerdziunas
شباب مركون على الكراسي بلا عمل
في أحد مقاهي العاصمة، يتحلق رجال حول طاولة بلاستيكية تعلوها فناجين قهوة وعلى الأرض تتناثر أعقاب السجائر. "هذه هي البطالة"، يقول أحد الجالسين. ثلاثة من الجالسين في المقهى على الأقل تم ترحيلهم من إيطاليا بعد وصولهم هناك بشكل غير شرعي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الهروب من الماضي إلى المخدرات
أحد رواد المقهى الدائمين يقول إن الكثير من التونسيين اتجهوا إلى الخارج للهروب من أحكام بالسجن والإنفاق على عائلاتهم في الوطن أو قطع أي علاقة لهم بالماضي. "ركبنا البحر أنا وخمسة آخرين إلى لامبيدوزبا، حيث قضيت أربع سنوات في شمال إيطاليا وأنا أتاجر بالمخدرات لإرسال ما يكفي من النقود لعائلتي".
صورة من: DW/B. Gerdziunas
المسمار الأخير في النعش
قضى المئات من التونسيين نحبهم أثناء محاولاتهم الوصول بحراً وبشكل غير شرعي إلى أوروبا. على طول الشاطئ التونسي على المتوسط تتناثر قبور لأشخاص مجهولي الهوية. بيناس جيردزيوناس/ خ.س