مخاطر التلوث ـ حبيبات البلاستيك تصل للأجنة في رحم الأمهات
٢٠ مارس ٢٠٢١
يحذر المتخصصون من مخاطر التلوث، والذي وصل لحد العثور على حبيبات البلاستيك بأماكن غير متوقعة. وأجرى باحثون تجربة علمية للتعرف على فرص وصول حبيبات البلاستيك دقيقة الحجم للجنين في رحم أمه. فما النتائج التي توصلو لها؟
إعلان
نظرا لوجوده حولنا واستخدمه في صناعة أغراض متعددة تحيط بنا في كل مكان، زادت الدراسات العلمية التي تتحدث عن خطورة الحبيبات الدقيقة للبلاستيك التي تنتج بسبب تفكك وتحلل القطع الأكبر حجما منه.
وعثر باحثون بجامعة روتجرز الأمريكية مؤخرا على حبيبات بلاستيك دقيقة الصغر داخل أعضاء أجنة فئران التجارب، في أول دراسة تؤكد على أن غشاء المشيمة المحيط بالجنين لا يحول دون وصول حبيبات البلاستيك له.
وتوصل العلماء إلى أن حبيبات البلاستيك تصل أولا لرئة الامهات لتنتقل سريعا عبر الدم للقلب والمخ وباقي أعضاء الجسم لدى الأجنة. فبسبب حجمها الشديد الصغر تتمكن الحبيبات من الدخول للجسم باستنشاقها مع الهواء خلال عملية التنفس، لتصل حبيبات البلاستيك سريعا للرئة ومنها لباقي أعضاء الجسم عن طريق الدم، وفقا لمخلص الدراسة.
وتقول الباحثة المشرفة على الدراسة فيبي ستابلتون: ”عثرنا على حبيبات البلاستيك شديدة الصغر في كل مكان، في نسيج الأمهات والمشيمة ونسيج الأجنة. ووجدناها لدى الأجنة في القلب والمخ والرئة والكبد والكلى.
وصنعت حبيبات البلاستيك المستخدمة في التجربة العلمية من مادة البوليستر، والذي يعد واحد من أكثر خمسة أنواع من البلاستيك يعثر العلماء على آثارها في الطبيعية. وحتى يتمكن الفريق البحثي من رؤية حبيبات البلاستيك في جسم فئران التجارب، قامو بأضافة مادة مشعة مضيئة لها.
ووجد الباحثون أن حبيبات البلاستيك تصل للأجنة بعد مرور حوالي 90 دقيقة من تعرض الأم لها. وبعد مرور 24 ساعة من وصول حبيبات البلاستيك للأجنة نفسها، تفقد الأجنة نحو 7 بالمئة من وزنها مقارنة بمثيلتها التي لم تتعرض لحبيبات البلاستيك.
وتأتي تلك الدراسة عقب العثور العام الماضي على آثار حبيبات البلاستيك في الغشاء المحيط بأربعة أجنة بشرية، وفقا لموقع صحيفة الغارديان، فيما اعتبره المتخصصون ”مسألة مقلقة للغاية".
ويخشى العلماء من الآثار الصحية التي قد تترتب على وصول حبيبات البلاستيك لداخل الجسم، خاصة في الأماكن التي ترتفع فيها معدلات التلوث. ويتوقع العلماء أن ما تحملة حبيبات البلاستيك من مواد كيماوية يمكن أن يتسبب بدخولها للجسم في مشاكل صحية على المدى القصير أو الطويل.
د.ب/ع.ج.م
الوجه البشع للتلوث البلاستيكي
تنتشر النفايات البلاستيكية على السواحل الخلابة، متسببة في اختناق الحيوانات البحرية والطيور. شغف الإنسان المعاصر بالبلاستيك يؤدي إلى خسائر بيئية هائلة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعض مخاطر البلاستيك.
صورة من: Daniel Müller/Greenpeace
زمن البلاستيك
يعتبر البلاستيك من المواد الأكثر شعبية، فهي خفيفة ومتينة. أنتجت اليد البشرية حوالي 8.3 بليون طنا منها، منذ أن بدأ إنتاجها سنة 1950. ولأنها مادة لا تتحلل بيولوجيا بسهولة، فإن معظم ما صُنع يوجد الآن في مدافن النفايات؛ كما هو الحال في هذه الصورة بضواحي نيروبي. كثير من جامعي القمامة يبحثون عن البلاستيك القابل لإعادة التدوير من أجل كسب لقمة عيشهم إلا أن الكثير من البلاستيك ينتهي به الأمر في المحيط.
صورة من: Reuters/T. Mukoya
أنهار البلاستيك
أكثر من 90 بالمائة من البلاستيك ينتهي به الأمر في البحرعن طريق 10 أنهار: نهر يانغتسى، نهر السند، النهر الأصفر، نهر هاي، النيل، نهر الغانج، نهر اللؤلؤ، نهر آمور، نهر النيجر ونهر ميكونغ. تتدفق إلى هذه الأنهار كميات كبيرة من النفايات نتيجة غياب البنية التحتية لهذه المناطق وارتفاع عدد السكان فيها. هنا، يقوم صياد في الفلبين بمحاولة تخليص شباكه المليئة بالأسماك وسرطان البحر من المياة المليئة بالبلاستيك.
صورة من: picture-alliance/Pacific Press/G. B. Dantes
بداية الحياة في عالم بلاستيكي
بعض الحيوانات وجدت طرقا لاستخدام بقايا البلاستيك، كهذه البجعة التي بنت عشها فوق بقايا من المادة في بحيرة كوبنهاغن السياحية. وضعت البجعة فراخها وسط النفايات. ليست هذه البداية بالضرورة بداية جيدة للحياة. لكن النتيجة تكون أسوأ لدى حيوانات أخرى.
صورة من: picture-alliance/Ritzau Scanpix
نتائج مميتة
بالرغم من أن البلاستيك مادة تعمر طويلا، ويمكن استخدامها في منتجات تبقى لفترة طويلة أيضا كالأثاث والأنابيب، إلا أن 50 بالمائة من البلاستيك يستخدم في المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل أدوات الأكل. الحيوانات، مثل هذا البطريق، تتعرض لخطر الوقوع في فخ من المواد البلاستيكية والاحتباس بداخله والموت نتيجة ذلك.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Balance
تناول البلاستيك
بعض الحيوانات الأخرى تتغذى على البلاستيك عن طريق الخطأ. هذا الطائر، من نوع القطرس، تم العثور عليه ميتا وفي معدته قطعا من البلاستيك. وفقا لدراسة تناولت 34 نوعا من الطيور البحرية في شمال أوروبا، وروسيا، وأيسلندا، وسفالبارد، وجزر فارو والدول الاسكندنافية وغرينلاند، فإن 74 بالمائة منها تناول البلاستيك. تناول المادة يتسبب في ضرر الأعضاء كما يمكنه أن يؤدي لانسداد في الأمعاء.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos/R. Olenick
قاتل الحوت
حتى الحيوانات ذات الحجم الكبير لا تسلم من عواقب استهلاك البلاستيك الوخيمة. هذا الحوت، وُجد في قناة في تايلاند وهو يختنق، أثناء محاولته السباحة. رجال الإنقاذ حاولوا نجدته، لكنه توفي بعد أن تقيأ خمسة أكياس بلاستيكية. أثناء التشريح، عثر الأطباء البيطريون على 80 كيسا للتسوق في بطن الحوت، كما أدت القمامة البلاستيكية الأخرى إلى انسداد معدته، لذلك عجز هذا الكائن البحري على هضم الأطعمة المغذية الأخرى.
صورة من: Reuters
بلاستيك مرئي وغير مرئي
القطع الكبيرة من البلاستيك التي تتمايل على سطح المحيط، نراها ونعرفها جيدا، كما يتضح هنا قبالة ساحل هاواي. ولكن هل تعلم بوجود تريليونات من جزئيات البلاستيك الدقيقة التي يقل قطرها عن 5 مم، التي تطفو هناك؟ هذه الجسيمات في نهاية المطاف تتحول إلى غذاء للحيوات البحرية والأسماك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/NOAA Pacific Islands Fisheries Science Center
نهاية في الأفق؟
تم اتخاذ تدابير مؤقتة لخفض استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في بعض البلدان الإفريقية مع فرض حظر على الأكياس البلاستيكية بها، كما يبحث الاتحاد الأوروبي عن وسيلة لحظر تلك المنتجات. لكن إذا استمراستهلاك البلاستيك مثلما هو الحال الآن، فسيكون هناك نحو 12 مليار طن متري من البلاستيك على سطح هذا الكوكب بحلول عام 2050، حسب ما يتوقع العلماء. الكاتبة: جنيفر كولنز (م.م)