ذكرت منظمات دولية أن ثلثي الشعب اليمني تجد صعوبة في تأمين الغذاء وناشدت الأمم المتحدة تقديم 2.1 مليار دولار لتحاشي مجاعة في اليمن، بينما سيطرت القوات الحكومية على مدينة المخا الواقعة على البحر الأحمر في جنوب غرب اليمن.
إعلان
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة (العاشر من شباط/ فبراير 2017) إن التحالف الذي تقوده السعودية كثف ضرباته الجوية على ميناء الحديدة اليمني وهو ما قد يحاصر المدنيين ويعرض للخطر العملية الإنسانية الرامية لاستيراد الإمدادات الحيوية. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مؤتمر صحفي في جنيف "حوصر المدنيون خلال القتال (في المخا) .. ثمة مخاوف حقيقية من أن يكرر الوضع نفسه في ميناء الحديدة حيث تتصاعد الضربات الجوية على ما يبدو".
ووجهت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء الجمعة من اجل تقديم مساعدة عاجلة لتجنب حصول "كارثة" في اليمن حيث يواجه ثلثا الشعب صعوبات في تامين الغذاء بسبب النزاع في هذا البلد. وحذرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي اللذان يتخذان من روما مقرا، ومنظمة اليونيسيف، بان 17,1 مليون يمني من أصل 27,4 مليونا، يجدون صعوبة في تأمين الغذاء.
ومن أصل هذا العدد، يحتاج 7,3 ملايين إلى مساعدة غذائية عاجلة، بزيادة ثلاثة ملايين عن صيف 2016، كما أعلنت الوكالات الثلاث في بيان مشترك. ولفتت الوكالات إلى أن نسبة سوء التغذية بلغت مستوى "حرجا" إذ باتت تطاول أكثر من 15% من السكان في أربع محافظات هي ابين وحضرموت وتعز والحديدة.
وقال مندوب الفاو في اليمن صلاح الحاج حسن إن "سرعة تدهور الوضع والزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أمران مقلقان جدا". ونبه مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن اندرسون بان 7 ملايين شخص قد "لا يتمكنون من الصمود في هذا الوضع إذا ما استمر". وتحدث مندوب اليونيسف في اليمن ميريتكسل ريلانو عن "أعلى نسب سوء تغذية لدى الأطفال سجلت حتى الآن ... وحتى إذا ما تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، ثمة مخاطر قوية بأن هؤلاء الأطفال لن يتمكنوا من النمو بصورة تامة، ما يشكل خطرا كبيرا على جيل بكامله".
وطلبت الأمم المتحدة الأربعاء 2.1 مليار دولار لكي تؤمن مساعدات هذه السنة لنحو 12 مليون شخص متضررين من النزاع في اليمن أي قرابة نصف عدد سكان هذا البلد، وخصوصا أن 2.1 مليون طفل يعانون من سود تغذية حاد.
من جانب أخر، أحكمت القوات الحكومية اليمنية سيطرتها بالكامل على مدينة المخا الواقعة على البحر الأحمر في جنوب غرب اليمن بعد أسابيع من المعارك مع المتمردين الحوثيين، بحسب ما أفادت الجمعة مصادر عسكرية. وقال المتحدث باسم قيادة المنطقة الرابعة محمد النقيب لوكالة فرانس برس اليوم الجمعة (العاشر من شباط/ فبراير 2017) "انتهينا من معركة المخا والميناء تماما"، مضيفا "تم دحر المتمردين منها واجبروا على الفرار إلى منطقة يختل شمالا على بعد خمسة كيلومترات".
تسعة عشر شهرا مرت على بداية الصراع في اليمن. بعد فشل مساع لإحلال السلام، تهدد البلد الفقير مخاطر كثيرة كانتشار الكوليرا والمجاعة وتجنيد الأطفال. إضافة إلى مصرع مئات من الأبرياء ضحية الغارات العربية بقيادة السعودية.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
حرب الصواريخ والتصريحات
أعلن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في ( 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) اعتراضه لصاروخ بالستي كان متجها إلى مكة المكرمة (على بعد حوالي 500 كيلومتر من الحدود مع اليمن) أطلقه الحوثيون. وهو ثاني صاروخ بعيد المدى يطلقونه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. في المقابل، نفى قائد حوثي إطلاق الصاروخ نحو مكة واتهم السعودية بمحاولة إثارة مشاعر المسلمين.
صورة من: picture alliance/dpa/Str
المدنيون ضحايا الغارات
في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2016 نفذ التحالف العربي بقيادة السعودية ضربة مزدوجة على قاعة عزاء في صنعاء أدت إلى مقتل 140 شخصا وإصابة أكثر من 525 . الأمم المتحدة ودول حليفة للمملكة السعودية كالولايات المتحدة أدانت بشدة القصف. من جهتها وعدت المملكة بإجراء تحقيق شامل في ظروف العملية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
صواريخ حوثية على مدمرة أمريكية
بعد بضعة أيام من استهداف مجلس العزاء، اتهمت الحكومة اليمنية مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بإطلاق صاروخين على المدمرة الأمريكية "يو اس اس مايسون" في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية. لكن الحوثيين نفوا ذلك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/U.S. Navy
صواريخ كروز ايرانية مهربة
البحرية الأمريكية وعلى لسان الأميرال المساعد كيفن دونغان كشفت عن اعتراض أربع شحنات أسلحة مرسلة من ايران الى المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن، لدعمهم في مواجهة الحكومة التي يساندها تحالف عربي تقوده السعودية. في نيسان/أبريل 2015 حاولت إيران ارسال سبع بوارج للحرس الثوري الايراني إلى اليمن. وبحسب دونغان فان السفن الايرانية كانت محملة بصورايخ كروز للدفاع عن السواحل ومتفجرات واسلحة اخرى.
صورة من: picture-alliance/Saudi Press Agency via AP
انتقادات للرياض بسبب المدنيين من ضحايا الغارات
منذ بدء عمليات التحالف وجهت انتقادات متزايدة للرياض، إذ سجلت الأمم المتحدة غارات طالت أهداف مدنية. في أيلول/ سبتمبر 2015، قتل 131 مدنيا على الاقل في غارة جوية استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا. وفي آذار/مارس 2016، قتل 119 شخصا غالبيتهم من المدنيين، في غارة جوية استهدفت سوقا في محافظة حجة. وفي آب/ اغسطس استهدفت غارة جوية للتحالف مستشفى تدعمه منظمة اطباء بلا حدود في محافظة حجة، أدى الى مقتل 19 شخصا.
صورة من: Reuters/Saudi Press Agency
الجوع يهدد ثلاثة ملايين يمني
يحتاج نحو ثلاثة ملايين شخص في اليمن، حسب منظمة الصحة العالمية، إلى مساعدات غذائية عاجلة، فيما يعاني 1,5 مليون من سوء التغذية من بينهم 370 ألفا يعانون من سوء التغذية الشديد (المجاعة) ، وهو ما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، فتهاجم الضحايا امراض فتاكة تقضي عليهم.
صورة من: Reuters/A.Zeyad
الجنود الاطفال ثلث مجمل المقاتلين
باتت الطفولة وقود حرب اليمن. إذ اتهمت منظمة "اليونيسيف" طرفي الصراع هناك بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة في ساحات المعارك. وتقدر المنظمة عدد الأطفال الجنود بثلث العدد الإجمالي للمقاتلين. يُذكر أن تجنيد الأطفال في الصراعات يُعتبر جريمة حرب حسب القانون الدولي.
صورة من: picture alliance/dpa/Str
الكوليرا بدأت تضرب اليمن
انتشر وباء الكوليرا في اليمن في شهر أكتوبر/تشرين الأول وتشتبه الأمم المتحدة بوجود 1410 إصابة. ندرة مياه الشرب ساهمت في زيادة حالات الاسهال الشديد بشكل كبير وخصوصا بين الوف النازحين وسط البلاد. كما حذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" من أن الكوليرا قد تؤدي إلى وفاة 15% من الحالات التي لا تعالج. يذكر أن الحرب دمرت معظم منشآت اليمن الصحية ومنشآت مياه الشرب فيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
اليمن في مضيق أزمة سياسية مستمرة
يسعى المبعوث الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد منذ أبريل/ نيسان 2015 لإيجاد خارطة طريق ترضي جميع الأطراف في اليمن، لكن إلى الآن لم ينجح في مهمته. تجدر الإشارة أن مفاوضات استمرت ثلاثة أشهر في الكويت انتهت في شهر آب/أغسطس دون نتيجة.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/Xu Jinquan/
خيارات اليمنيين - الموت أو النزوح
أدى النزاع المسلح في اليمن إلى مقتل أكثر من 6900 شخص ونزوح نحو 35 ألفا منذ آذار/مارس 2015، بحسب أرقام الأمم المتحدة. إعداد: سميح عامري