مخاوف التتار المسلمين من سيطرة روسيا على القرم
١٦ مارس ٢٠١٤ قاطع تتار القرم المسلمون، الذين يشكلون نحو 12 في المائة من سكان شبه جزيرة القرم، الاستفتاء على انضمام منطقتهم إلى روسيا، رغم تعهد السلطات الموالية لروسيا بإعطائهم مساعدات مالية وحقوقا مناسبة في امتلاك الأراضي.
ويشعر التتار المسلمون في شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا رسميا بالخوف على حاضرهم ومستقبلهم من السيطرة الروسية، كما يقول رفعت تشوباروف زعيم تتار القرم في حواره التالي مع DW. هذه المخاوف تستند، كما يقول تشوباروف، إلى التجارب المريرة التي لاقوها في فترة الاتحاد السوفيتي السابق وعمليات الترحيل الجماعي وبأعداد كبيرة في عهد ستالين، الذي اتهمهم بالتواطؤ ضد الدولة.
وهذه مقتطفات من المقابلة:
DW: سيد تشوباروف، لماذا دعوت تتار القرم لمقاطعة الاستفتاء على مستقبل شبه جزيرة القرم؟
رفعت تشوباروف: لم نقم بمناشدة التتار فحسب بمقاطعة الاستفتاء بل دعونا المجموعات العرقية الأخرى إلى ذلك أيضا، لأن هذا الاستفتاء غير شرعي ولأنه ضد القانون الأوكراني كما أنه أجري حتى خلال دخول قوات احتلال أجنبية إلى القرم. الناس يشعرون بالخوف على حاضرهم ومستقبلهم. العواقب ستكون أكثر صعوبة عليهم مما هي عليه اليوم. فالقيادة الروسية ستقوم باستغلال ما يسمى بالاستفتاء إلى أقصى درجة في المستقبل. لقد كانت نتيجة الاستفتاء معلومة سلفا وتم الإعلان عنها قبل 10 أيام من إجرائه، وقد تم تحديدها لا في القرم ولا في أوكرانيا بل في موسكو.
ما هي الإجراءات التي ستتخذونها حين يبدأ سريان مفعول نتيجة الاستفتاء؟
يجب تحريك آليات القانون الدولي بأكملها وبكل مظاهرها وعناصرها السياسية والاقتصادية والحقوقية. سنستمر في العيش في بلدنا. لقد راكمنا تجارب كثيرة في ظروف تاريخية متنوعة وعديدة، ونحن نعلم أن مثل هذه الإجراءات لا تدوم طويلا.
هل ستعترفون بالسلطة الجديدة في القرم؟
سنمضي ضمن الإطار القانوني الذي تم تعريفه من قبل المجتمع الدولي. وبصدق، أود من حكومات الدول الغربية العثور على إجابات لهذه الأسئلة، بما في ذلك ألمانيا التي اتخذت موقفا واضحا وشديد اللهجة من السياسة الروسية في هذا السياق. ونحن في انتظار اتخاذ التدابير التي يتعين اتخاذها.
لقد اقترحت حكومة القرم الحالية (الموالية لروسيا) تدابير خاصة بها فيما يتعلق بتتار القرم (المسلمين)، وهي: تمثيلهم بنسبة 20 في المائة في مجالس الإدارة. ويبدو أن الكرملين مستعد لتقديم مساعدات مالية. ما رأيك في هذه الوعود؟
لم أعرف أية حالة في تاريخ الحضارة الإنسانية يمكن أن يكون الظلم فيها أساسا حتى لأدنى تغيير إيجابي نحو الأفضل. يجب تحريك آليات القانون الدولي بأكملها وبكل مظاهرها وعناصرها السياسية والاقتصادية والحقوقية. سنستمر في العيش في بلدنا. لقد جمعنا تجارب كثيرة في ظروف تاريخية متنوعة وعديدة، ونحن نعلم أن مثل هذه الإجراءات لا تدوم طويلا.