1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مخاوف الحر والتدافع.. كيف استعدت السعودية لموسم الحج؟

٢ يونيو ٢٠٢٥

قبل عام، توفي أكثر من ألف حاج بسبب الحر. ولتفادي تكرار ذلك، اتخذت السعودية إجراءات لحمايةالحجاج وتنظيم حج أكثر أمانًا، والحد من مما يعرف بـ"ظاهرة" الحجاج غير النظاميين. فما هي هذه الإجراءات؟ وكيف يراها الحجاج والخبراء؟

الحجاج في مكة (31 مايو/أيار 2025)
اتخذت السعودية إجراءات لحماية ضيوف الرحمن وتنظيم حج أكثر أمانًاصورة من: Sabri Kesen/Anadolu/picture alliance

ما زال هاجس مأساة حج العام الماضي عالقًا في أذهان بعض الحجاج الذين قصدوا الأراضي المقدسة في السعودية لأداء المناسك التي تمتد على أربعة أيام.

ففي العام الماضي، توفي 1301 حاج بعدما بلغت درجات الحرارة 51.8 درجة مئوية. وتتزامن مناسك هذا العام مجددا مع موسم الحر في السعودية.

وعلى وقع هذه الذكرى، لا يزال الحاج المصري "بخيت" يشعر ببعض القلق من ارتفاع درجات الحرارة، خاصةً أنه يرافق بعض الحجاج من كبار السن.

وفي مقابلة هاتفية مع DW عربية من مكة، قال بخيت، وهو أحد مشرفي الحج، "أنا فعلاً قلقان شوية، لكن الأمور هذا العام تبدو أفضل من العام الماضي من حيث الانضباط والتسهيلات والتنظيم الجيد."

وأضاف أنه "تم إبلاغ جميع الحجاج بضرورة الالتزام والتواجد داخل المخيمات تجنبًا لأشعة الشمس يوم عرفة، لأن الأرصاد تقول إن درجات الحرارة ستكون مرتفعة في هذا اليوم."

وقد تعهدت السلطات السعودية بتنظيم حج أكثر أمانا، حيث حشدت أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف، ورفعت مستوى استعدادها لمواجهة أخطار الحرارةالشديدة.

وقال وزير الحج السعودي توفيق الربيعة إن المساحات المظللة توسعت بنحو 50 ألف متر مربع، كما تم وضع الآلاف من العاملين في المجال الطبي في حالة تأهب، إضافة إلى نشر أكثر من 400 وحدة تبريد طوال مدة المناسك.

وأعلنت السلطات السعودية أن إجمالي الحجاج القادمين من الخارج عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية تجاوز 1.3 مليون حاج حتى نهاية يوم الخميس (29 مايو/أيار 2025).

أعلنت السعودية أن إجمالي الحجاج القادمين من الخارج عبر جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية تجاوز 1.3 مليون حاج حتى نهاية مايو/أيار.صورة من: Sabri Kesen/Anadolu/picture alliance

"الكثير من التساؤلات"

اللافت أن غالبية ضحايا مأساة الحج العام الماضي كانوا من غير النظاميين الذين لم يحصلوا على تصاريح رسمية، ما حرمهم من الاستفادة من الخدمات الأساسية، وأبرزها الإقامة في المخيمات المكيّفة خلال المناسك التي تُقام بمعظمها في الهواء الطلق، وسط درجات حرارة مرتفعة.

وهذا العام، حذّرت وزارة الداخلية السعودية من مخالفة أنظمة وتعليمات الحج، سواء بأداء الحج دون تصريح أو محاولة ذلك، وذلك ابتداءً من اليوم الأول من شهر ذي القعدة وحتى نهاية اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة.

وأوضحت الوزارة أنه سيتم تطبيق غرامة مالية تصل إلى 20 ألف ريال "بحق من يُضبط مؤديا أو محاولا أداء الحج دون تصريح"، مع ترحيل المتسللين من المقيمين والمتخلفين إلى بلادهم، ومنعهم من دخول المملكة لمدة عشر سنوات.

ويرى عمر كريم، الباحث في جامعة برمنغهام والمتخصص في الشأن السعودي، أن كارثة العام الماضي "أثارت تساؤلات حول إدارة وتنظيم السعودية لموسم الحج، على الأقل في أوساط المسلمين العاديين إن لم يكن في الأوساط الرسمية في العالم الإسلامي."

وفي مقابلة مع DW عربية، أرجع ذلك "جزئيًا إلى أن الحجاج العاديين غالبا لا يدركون التعقيدات وتعدد العوامل المؤثرة، ويميلون إلى تحميل السلطات مسؤولية أي تقصير. وقد أدركت السلطات السعودية ذلك، وتفهمت أن السبب الجوهري للحادث كان وجود عدد كبير من الحجاج غير المسجلين."

وتتيح المملكة أداء فريضة الحج للسكان الحاصلين على تصاريح، وللوافدين الحاملين لتأشيرات مخصصة، إلا أن التوسع في إصدار التأشيرات العامة منذ عام 2019 أتاح المجال لآلاف الأشخاص لدخول الأراضي السعودية وأداء المناسك بطرق غير قانونية وأقل كلفة.

وقد استغل العديد من الحجاج تأشيرات الزيارة العائلية والسياحية لدخول مكة، حيث الكعبة المشرفة وصعيد عرفات، حيث يؤدي المسلمون الركن الأعظم للحج.

شهد العام الماضي وفاة 1301 حاج بعدما بلغت درجات الحرارة 51.8 درجة مئوية. صورة من: Rafiq Maqbool/AP Photo/picture alliance

منع التدافع

شهدت مواسم سابقة حوادث مأساوية بسبب الاكتظاظ، كان آخرها في عام 2015، حين أودى تدافع أثناء شعيرة "رمي الجمرات" في منى قرب مكة، بحياة نحو 2300 حاج، في أسوأ كارثة بتاريخ الحج الحديث.

وتشكّل إدارة الحشود تحديا كبيرا كل سنة، إذ يُعتبر الحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم.

وفي العام الماضي، أدى 1.8 مليون شخص فريضة الحج، منهم 1.6 مليون من خارج البلاد، بالإضافة إلى نحو 400 ألف حاج غير نظامي بقوا في مكة وتسللوا إلى عرفات وأدوا المناسك.

وفي هذا السياق، قال كريم إن السعودية أقدمت على "إلغاء تأشيرات الزيارة لمجموعة معينة من الدول، ومنعت أيضا إصدار تأشيرات زيارة جديدة، ما أدى فعليا إلى منع دخول الحجاج غير المسجلين إلى البلاد."

وأضاف في حديثه إلى DW عربية من لندن أن "السلطات السعودية بدأت تدرك أن حل هذه المشكلة لا يمكن أن يتم إلا من خلال منع دخول هؤلاء الأشخاص غير المسجلين إلى المملكة من الأساس."

وأشار إلى أن السلطات السعودية شرعت في "تعزيز الإجراءات الأمنية التقنية لمراقبة أي دخول غير مسجل إلى مكة، مما سيجعل من الصعب على الحجاج غير المسجلين دخول مكة وأداء الحج بأعداد كبيرة مما يسهم بشكل ما في تقليل حوادث التدافع."

ويبدو أن تصريحات الباحث تتطابق مع التدابير على أرض الواقع؛ إذ قررت السعودية، بدءا من يناير الماضي، تعليق إصدار تأشيرات الدخول المتعددة لمواطني عدد من الدول، وتقييد منح تأشيرات سياحية وعائلية لمواطني أكثر من 10 دول، في مقدمتها مصر، وباكستان، والهند، وبنغلاديش، والأردن.

وفاة الحجاج هل بسبب كثرة الاعداد ام سوء التنظيم؟

02:08

This browser does not support the video element.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الحجاج

كذلك، ستُستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد تدفق المعلومات والصور، بما في ذلك لقطات من طائرات مسيّرة، للمساعدة في إدارة الحشود الكبيرة في مكة.

وقال وزير الحج توفيق الربيعة إن السلطات "سوف تعتمد على أحدث برامج الذكاء الاصطناعي لمراقبة الكمّ الهائل من البيانات والمشاهد المصورة، بما في ذلك لقطات حية من طائرات مسيّرة جديدة تحلّق في سماء مكة."

كما كشفت السعودية عن تزويد الحجاج من ذوي الحالات الصحية الحرجة بأجهزة استشعار ذكية مرتبطة بمستشفى صحة افتراضي، هو الأكبر من نوعه في العالم. وعمدت السلطات إلى توفير أكثر من 10 آلاف نقطة "واي فاي" مجانية ليبقى الحجاج على اتصال بشبكة الإنترنت.

وفيما يستعد لتنظيم فوج الحجيج الذي سيرافقه، قال المصري بخيت: "يأرب حج هذا العام يكون أفضل من العام الماضي."

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW