بالرغم من المؤشرات على فاعلية عقاقير طبية جديدة لعلاج الأورام إلا أن المخاوف تنتاب العلماء بشأن استخدام التقنيات التي أثبتت قدرتها على القضاء على خلايا سرطانية في الدم. هذه العلاجات ستكون الأغلى في العالم حال السماح بها.
إعلان
تبرهن الشواهد على أن موجة حديثة من العقاقير التجريبية لمكافحة السرطان التي تجند مباشرة الخلايا التائية القوية بجهاز المناعة تبدو أسلحة فعالة للغاية ضد الأورام وربما تحول دفة سوق عالمية حجمها 100 مليار دولار لإنتاج أدوية للقضاء على هذا المرض العضال. إلا أن المخاوف تنتاب كبار العلماء في مجال الأورام بشأن أسلوبين تقنيين حديثين مستشهدين بمخاطر رصدت مرارا في التجارب الإكلينيكية منها احتمال تراكم مواد سامة جراء خلايا الأورام الميتة والضرر الذي يلحق بالأنسجة السليمة.
مرض السرطان .. الوقاية خير من العلاج
تختلف أسباب الإصابة بالأورام السرطانية، ورغم ذلك يؤكد الباحثون على ضرورة حماية أنفسنا منها. في هذه الجولة المصورة، نتعرف على طرق الوقاية من مسببات السرطان.
صورة من: Getty Images
قدر من صنع أيدينا
الإصابة بمرض السرطان تكون مفاجئة وقاسية. ومن الممكن تجنب ما يقرب من نصف حالات الإصابة بالسرطان. فالتدخين وحده هو المسبب لكل خامس إصابة بالسرطان. كما أن التبغ السام لا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان فحسب، بل إلى الإصابة بأنواع أخرى من الأورام، ما يعني أن التدخين من المسببات الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان ولكنه ليس الوحيد.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة قد تؤدي إلى الموت
تحتل السمنة المركز الثاني على قائمة مسببات السرطان. ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع نسبة الإنسولين، ما يعني ارتفاع خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان، خاصة سرطان الكلى والمرارة والمريء. وترفع السمنة من خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء أيضاً، ذلك أنها تزيد مستوى الهرمونات الأنثوية، الأمر الذي يؤدي إلى تشكل الأورام في الأنسجة الدهنية ورفع نسبة إصابتهن بسرطان الثدي و الرحم.
صورة من: picture-alliance/dpa
قلة الحركة مضرة
قلة الحركة تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان. فبحسب دراسات طويلة الأمد، تبين أن الرياضة تعيق تشكل الأورام، إذ يقلل النشاط البدني من مستوى الانسولين في الدم ويحمي من السمنة. وليس من الضروري ممارسة رياضة مجهدة، فركوب الدراجة أو حتى المشي بشكل يومي يساعد على الوقاية من الإصابة بالسرطان.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
في نخب السرطان!
الكحول مادة مسرطنة، إذ تعزز الإصابة بأورام في تجويف الفم ومنطقة الحلق والمريء. كما يعزز تناول الكحول والتدخين معاَ من خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير جداً.
صورة من: picture-alliance/dpa
هل لتناول اللحم علاقة بمرض السرطان؟
تناول اللحم الأحمر من الممكن أن يكون أحد أسباب الإصابة بسرطان القولون، حسب ما أظهرت دراسات طويلة الأمد. ويعد تناول لحم البقر الأكثر خطورة، يليه في الخطورة لحم الخنزير، على عكس السمك، الذي يقي من الإصابة بالسرطان.
صورة من: Fotolia
اللحم المشوي...هل هو مضر؟
عند شواء اللحم، تنشأ المواد المسرطنة مثل الكربوهيدرات الأروماتية متعددة الحلقات. وأظهرت التجارب التي أجريت على الحيوانات أن هذه المركبات الكيميائية تسبب أوراماً، إلا أن نتائج تجارب تأثير هذه المركبات الكيميائية على البشر ما زالت غير واضحة. ومن الممكن أن يكون استهلاك اللحم هو المضر وليست طريقة تحضيره.
صورة من: picture alliance/ZB
الوجبات السريعة
اتباع نظام غذائي غني بالخضار والفاكهة والألياف يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. لكن دراسات أجراها باحثون بينت أن تأثير النظام الغذائي الصحي على الإصابة بالسرطان أقل مما كان متوقعاً، فالغذاء الصحي يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة أقصاها 10 في المئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض المفرط لأشعة الشمس
تخترق الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس الحمض النووي وتؤدي إلى تغييره، ما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد الأبيض أو الأسود. وتحد كريمات الوقاية من الشمس من حروقها فقط، إلا أن تغير لون البشرة دليل على تعرض مكثف للأشعة فوق البنفسجية.
صورة من: dapd
السرطان في الطب الحديث
تضر الأشعة السينية بالحمض النووي. لكن في جلسات التصوير العادية يكون الخطر منخفضاً، إلا أن الأمر يزداد خطورة لدى التصوير المقطعي، إذ لا ينصح بالخضوع له إلا في حالات الضرورة. بالمقابل، فإن التصوير بالرنين المغناطيسي لا يعد مؤذياً، علماً أن الرحلات الجوية تعرض المرء لأشعة مسببة للسرطان.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
السرطان الناجم عن الإصابة بالتهابات
الإصابة بفيروس الورم الحليمي من الممكن أن يسبب سرطان عنق الرحم لدى السيدات. أما التهاب الكبد الفيروسي B وC قد يؤدي إلى تدهور خلايا الكبد. كما تسبب بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (في الصورة)، التي تتمركز في المعدة، سرطان المعدة. ومن الممكن الحصول على التطعيم ضد الكثير من المسببات، ويمكن معالجة هيليكوباكتر بيلوري باستخدام المضادات الحيوية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أفضل من سمعتها
بالرغم من أن حبوب منع الحمل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها تخفض من خطر الإصابة بسرطان المبيض لدى النساء. وبشكل عام، فإن فوائد حبوب منع الحمل أكثر من أضرارها، خاصة فيما يتعلق بالسرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
أسباب خارج إرادتنا
رغم اتباع جميع أساليب الوقاية من الإصابة بالسرطان إلا أنه لا يمكن أن نحمي أنفسنا تماماً منه. فنصف حالات الإصابة بالسرطان سببها عيوب جينية، خاصة أورام الدماغ التي تعود لأسباب داخلية بحتة.
صورة من: Fotolia/majcot
12 صورة1 | 12
وقال باحثون ومسؤولون في شركات للمستحضرات الدوائية في مقابلات مع رويترز، إن مثل هذه الآثار الجانبية قد تقف حجر عثرة دون موافقة الجهات الرقابية الطبية ما لم يتم تذليل هذه العقبات. وفي بعض التجارب فإن الأسلوبين الحديثين -ويعرف الأول باسم مستقبلات انتيجن الخلايا التائية المختلطة ويسمى الثاني الأجسام المضادة المتخصصة المزدوجة- تمكنا من القضاء المبرم على جميع الخلايا السرطانية في الدم في 40 إلى 90 في المائة من المرضى ممن لم يتبق أمامهم أي خيار علاجي آخر.
وقد تدر المبيعات السنوية من منتجات هذه العقاقير عشرات المليارات من الدولارات لاسيما إذا تمكنت من القضاء على الأورام الأخرى لدى مرضى ميئوس من شفائهم. والأسلوب الأول المعروف باسم مستقبلات انتيجن الخلايا التائية المختلطة، عبارة عن خلايا تائية تم استخلاصها من الجسم وألصقت من خلال الهندسة الوراثية بجزء من جسم مضاد يمكنه التعرف على بروتين خاص بالأورام. والخلايا التائية التي تفرزها الغدة الصعترية بالجسم أحد أنواع خلايا الدم البيضاء القوية المتخصصة في التصدي للإمراض. والنتيجة هي عقار له قوة قتل مرتبطة بخلايا تائية معززة بدرجة كبيرة ويقترن ذلك بجسم مضاد قادر على رصد الأورام.
أما الأسلوب الثاني المسمى الأجسام المضادة المتخصصة المزدوجة عبارة عن خليط من الأجسام المضادة التقليدية والبروتينات ذات الشعبتين مثل حرف (Y) بالانجليزية التي يمسك ذراعاها بنفس البروتين المستهدف الموجود على الخلايا السرطانية. وفي هذا الأسلوب تمسك الذراع الأولى بخلايا الأورام فيما تتحكم الثانية في الخلايا التائية وتقتنصان العدو القاتل ثم تحدث الخلايا التائية ثقوبا في الخلايا السرطانية المجاورة وتحقنها بإنزيمات قاتلة. وعلى النقيض فان الأجسام المضادة التقليدية لا تجند الخلايا التائية مباشرة.
وفي حالة الموافقة على أسلوب مستقبلات انتيجن الخلايا التائية المختلطة فقد يتكلف العلاج من 300 الف إلى 500 ألف دولار للمريض الواحد ليصبح من أغلى العقاقير في العالم. وتقترن فعالية العقاقير التجريبية ببعض الآثار الجانبية الخطيرة ففي عملية قتل الخلايا السرطانية تنطلق كيماويات مسببة للالتهابات من الأدوية ومن الخلايا السرطانية إلى الدم ويمكن أن تسبب الحمى وانخفاض ضغط الدم وتسارع نبضات القلب مما يهدد حياة المريض.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية على استخدام أسلوب الأجسام المضادة المتخصصة المزدوجة لأول مرة وعلاج بلينسايتو لشركة اميجن لعلاج سرطان الدم الحاد الذي لم يستحب لعلاجات سابقة وهو علاج يتكلف 178 ألف دولار. ويشيع هذا النوع من السرطان بين الأطفال ويصاب به كل عام ما يقدر بنحو 6020 أمريكيا يتوفى نحو ربعهم.