مخاوف من التفاف مؤتمر واشنطن للبيئة على الجهود الدولية لحماية المناخ
٢٨ سبتمبر ٢٠٠٧كرر وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل تحذيره من أن يكون مؤتمر المناخ الذي دعت إليه واشنطن بمثابة "عملية موازية" لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى حماية المناخ والتصدي للتغيرات البيئية.
ورغم أن الوزير الألماني أشار إلى "تغير إيجابي" في موقف الولايات المتحدة بشأن حماية المناخ، إلا أنه أبدى تخوفه من أن يكون هذا المؤتمر خطوة للتشويش على الجهود الدولية التي تبذل لمحاربة التغيرات المناخية بشكل جماعي من خلال المنظمة الدولية، في إشارة إلى الأمم المتحدة.
من جانبه، اعتبر اتحاد حماية البيئة والطبيعة الألماني (بوند) مؤتمر واشنطن بمثابة "استعراض" من قبل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش. في هذا السياق، قالت أنجيليكا زارنت، رئيسة (بوند) إن الرئيس الأمريكي "يريد من خلال المؤتمر أن يظهر بمظهر المدافع عن المناخ، رغم أنه يرفض منذ سنوات المصادقة على بروتوكول كيوتو، حسب تعبير المسؤولة.
هذا وقد شارك في مؤتمر واشنطن للمناخ في واشنطن، الذي استمر يومين وانتهى أمس الجمعة 28 سبتمبر/أيلول، وأقيم بدعوة من الرئيس الأمريكي، شارك فيه الولايات المتحدة إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وممثلون عن الدول الـ 16 الأكثر إنتاجا للغازات المسببة للانبعاثات الحرارية والمسؤولة عن 80 في المائة من هذه الانبعاث.
"كل دولة تحارب التغير المناخي بطريقتها"
غير أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أكدت من جانبها تأييد بلادها للمشاورات التي ستجريها الأمم المتحدة بشأن المناخ في كانون أول/ديسمبر المقبل في مؤتمر المناخ المقرر عقده في بالي بإندونيسيا. ويسعى المؤتمر إلى التوصل لاتفاقية تحل مكان بروتوكول "كيوتو" الذي ينتهي العمل به عام 2012.
وأضافت الوزيرة الأمريكية لدى افتتاحها المؤتمر أول أمس الخميس في واشنطن قائلة :"نريد أن يتوج مؤتمر بالي بالنجاح"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن بلادها تأخذ مخاطر التغير المناخي "على محمل الجد".
وتابعت بالقول إن محادثات واشنطن بشأن التغير المناخي تعتبر إسهاما في صياغة "أطر دولية جديدة" بعيدة عن بروتوكول كيوتو. لكن رايس أضافت بالقول إنه على جميع دول العالم أن "تواجه التغير المناخي بالشكل الذي تراه مناسبا".
وتسود المخاوف من أن تكون المبادرة الأمريكية هذه بمثابة التفاف من جانب واشنطن على الجهود الدولية المبذولة في إطار الأمم المتحدة لحماية المناخ، لاسيما بعد أن تجاهل الرئيس الأمريكي المؤتمر الدولي للمناخ الذي عقد في الأمم المتحدة في نيويورك بداية هذا الأسبوع الجاري وشارك فيه حوالي 80 رئيس دولة وحكومة من مختلف قارات العالم، بينما غاب عنه الرئيس بوش باستثناء حضوره مأدبة عشاء.
وتصر الولايات المتحدة الأمريكية على أن تكون الجهود التي تبذل من أجل حماية المناخ اختيارية وفردية، وذلك خلافا لموقف الأمم المتحدة الذي يدعو إلى اتخاذ موقف موحد تجاه هذه المشكلة.