تلوح في الأفق بوادر أزمة في العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وألمانيا في أعقاب الإعلان عن تسريب مئات الآلاف من الوثائق السرية عبر موقع ويكيليكس المتخصص في نشر الوثائق الحكومية. وذكرت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الصادرة الأحد (28/11/2010) أن الوثائق تشمل تفاصيل "سرية ومحرجة"، واتصالات دبلوماسية للولايات المتحدة مع دول أخرى، وتقديرات شخصية للسفراء الأمريكيين عن وزراء بالدول التي يمثلون بلادهم فيها.

وأبرزت وسائل الإعلام الألمانية مبادرة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بالاتصال مع نظيرها الألماني، غيدو فيسترفيله، للاعتذار مقدماً عن محتوى بعض هذه الوثائق التي أوضح خلالها السفير الأمريكي ببرلين أن وزير الخارجية الألماني "ضعيف سياسياً" بسبب فشل الحزب الديمقراطي الحر الذي يتزعمه في تحقيق وعوده الانتخابية، فضلاً عن احتياج فيسترفيله في أول الأمر "لتعلم كيفية إدارة الأمور" في وزارته.

الوثائق تحمل الكثير من "الضربات الموجعة"

وقالت الصحيفة الألمانية إن الوثائق تحدثت عن نقاط إيجابية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ولوزير الدفاع كارل تيودور تسو غوتنبرغ، فيما أعرب السفير الأمريكي ببرلين، فيليب مورفي، عن ثقته في أن العلاقات المتينة بين البلدين ستتجاوز التحدي الكبير الذي سينجم عن نشر هذه الوثائق السرية، في إشارة إلى أن الوثائق تحمل الكثير من "الضربات الموجعة" للعلاقات بين البلدين.

واعترف السفير الأمريكي بأن نشر الوثائق الأمريكية من شأنه التأثير سلبا، وبشكل مباشر، على التعاون مع الحكومات في أنحاء العالم وإثارة حالة من القلق. وأعرب دبلوماسي أمريكي بارز للصحيفة الألمانية عن المخاوف من أن يؤدي نشر الوثائق إلى تهديد حياة العديد من الأفراد في أنحاء العالم بسبب إخطارهم الجانب الألماني بمعلومات سرية، وقد يؤدي النشر إلى استبعاد العديد من السفراء أو استدعائهم على الأقل.

من ناحية أخرى أخطرت الخارجية الأمريكية عددا من دول العالم كالصين وبريطانيا وفرنسا والدنمارك والنرويج وإسرائيل وكندا وأستراليا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا بمحتوى هذه الوثائق. وتستعد وزارة الخارجية الأمريكية لقيام موقع ويكيليكس بنشر مئات الآلاف من الرسائل والتقارير السرية في وقت ما خلال الأيام القادمة. ومن المتوقع أن تنشر مجلة "دير شبيغل" الألمانية وصحيفتا "الغارديان" اللندنية و"نيويورك تايمز" الأمريكية في وقت واحد تقارير بشأنها، ثم تظهر بعدها بيوم أو يومين روابط مباشرة للوثائق.

"دير شبيغل" تنشر تقريراً عن الوثائق ثم تسحبه

وذكر موقع "نيتس بوليتك" الألماني يوم أمس السبت أن الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" نشر لبعض الوقت تقريراً به تلميحات بشأن بعض تفاصيل وثائق ويكيليكس. وسحبت "دير شبيغل" التقرير بعد وقت قصير من نشره على الإنترنت. ووفقاً للرابط المؤدي إلى المقالة التي اختفت، ستشمل الوثائق 250 ألف برقية دبلوماسية أرسلها ممثلو الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم إلى وزارة الخارجية في واشنطن. وذكر موقع "نيتس بوليتك" أن معظم المستندات أرسلت منذ عام 2004 وهناك وثيقة واحدة فقط يعود تاريخها إلى 1966. ورفضت "دير شبيغل" التعليق لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) على صحة تقرير "نيتس بوليتك"، أو ما إذا كان نشر ملخص الوثائق في الموقع الإلكتروني للأسبوعية الألمانية الذائعة الصيت قد تم بطريق الخطأ.

(س ج / د ب أ، رويترز)

مراجعة: احمد حسو