مخاوف من فيضانات قياسية بسبب إعصار هارفي بتكساس الأميركية
٢٧ أغسطس ٢٠١٧
تثير الأمطار الغزيرة التي ترافق إعصار هارفي مخاوف من احتمال حدوث فيضانات "كارثية" في وسط تكساس حيث أدى أقوى إعصار يضرب الولايات المتحدة منذ عام 2005 إلى دمار هائل على امتداد الساحل وأسفر عن سقوط قتيل.
إعلان
تستعد تكساس اليوم (الأحد 27 أغسطس / آب 2017) لفيضانات تاريخية، في أعقاب إعصار "هارفي"، مع ورود تقارير بشأن مقتل شخصين، فيما اجتاحت العاصفة الولاية وتسببت في هطول كميات كبيرة من الأمطار. وقال غريج أبوت، حاكم تكساس للصحفيين أمس السبت إن "مصدر القلق الأكبر الآن هو الفيضانات الكارثية، التي تهدد الحياة". ومن المتوقع أن تجلب العاصفة ما يتراوح ما بين 50 و60 سنتيمترا من الأمطار من مدينة كوربوس كريستي، إلى مدينة هيوستن في الأيام المقبلة.
وقال بيل ميلز، رئيس شرطة مقاطعة أرانساس إن شخصا واحدا قتل في حريق نشب بمنزله، في ذروة العاصفة مساء أمس الأول الجمعة، بينما يتلقى 30 شخصا العلاج لتعرضهم لإصابات، ولم يتم العثور على ما بين 30 و40 شخصا، حتى مساء أمس السبت، طبقا لما ذكرته صحيفة "يو.إس.إيه.توداي". ولقيت امرأة حتفها، عندما قادت سيارتها في المياه المرتفعة بمنطقة هيوستن.
إعصار هارفي
01:02
وقالت الشرطة إنها تعتقد إنها خرجت من المركبة وغرقت، طبقا لما ذكرته شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية. وقال تشارلز جيه. واكس، عمدة مدينة روكبورت، جنوب غرب هيوستن إن البلدة الساحلية شهدت أضرارا واسعة. ومازالت الفرق هناك تجري عمليات بحث وإنقاذ مساء أمس السبت. وأنقذ خفر السواحل الأمريكي ما لا يقل عن 17 شخصا بعد أن ضرب إعصار هارفي ولاية تكساس. وقال خفر السواحل إنه انقذ شخصين وكلبهما، كانت قد تقطعت بهم السبل بالقرب من روكبورت بولاية تكساس، بطائرة مروحية صباح السبت. وتم إنقاذ 15 شخصا من ثلاثة قوارب كانوا في محنة بالقرب من بورت ارانساس بولاية تكساس أمس السبت. وقال خفر السواحل إنه تم استدعاء طائرتين مروحيتين من أجل إنقاذهم.
ح.ز/ س.ك (أ.ف.ب / د.ب.أ)
الفيضانات تكشفت عجز دول عربية في إداراة الكوارث
شهدت عدة دول عربية هبوب رياح عاتية وهطول أمطار غزيرة تسببت في خسائر مادية كبيرة وفي بعض الأحيان في سقوط ضحايا من البشر. جولة مصورة في بعض المدن العربية، لنرى كيفية التعامل مع الأوضاع التي تسبب فيها سوء الأحوال الجوية.
صورة من: Reuters/H. Katan
تحولت بعض شوارع الإسكندرية إلى ما يشبه البحيرات المائية بعدما غمرتها الأحد (25 أكتوبر/ تشرين الأول) أمطار غزيرة؛ لدرجة أن منسوب المياه ارتفع في بعض مناطق ثاني أكبر المدن المصرية إلى ثلاثة أمتار. موجات الأمطار والرياح، التي تسمى بـ"نوات"، معتادة في الإسكندرية في فصلي الخريف والشتاء. لكن هذه الموجة هي الأشد، إذ تسببت في سقوط ضحايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Mahmoud Taha/Masry Alyoum
خلفت الأمطار الغزيرة في الإسكندرية خمسة قتلى. حيث قتل ثلاثة أشخاص (رجل وولدان) صعقا بالكهرباء بعدما سقط عليهم سلك كهرباء الترام. وقتل رابع صعقا عندما سقط في حفرة امتلأت بمياه الأمطار وبها أسلاك مكشوفة، فيما مات قبطان سفينة غرقا في سيارته التي غمرتها المياه وجرفتها وعجز عن الخروج منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Tahamasry
سقوط قتلى في صفوف المدنيين وشلل حركة المرور أثار غضب المواطنين، الذين اعتبروا أن مسؤولي المدينة لم يستعدوا لمواجهة سوء الأحوال الجوية. الأمر الذي دفع بمحافظ الإسكندرية هاني المسيري إلى الاستقالة. كما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في بيان إلى اجتماع طارئ صباح الاثنين لمتابعة التطورات في الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
مشهد مماثل لما في الإسكندرية تشهده العاصمة اللبنانية بيروت، التي تحولت طرقاتها إلى أنهار مائية بعد أن غمرتها مياه أمطار غزيرة. وما زاد الطين بلة أكوام النفايات المتراكمة على حافات الطرق بعد التوقف عن جمعها منذ ثلاثة أشهر لتنذر بأزمة بيئية وصحية كبيرة قد تعصف ببلاد الأرز مجددا.
صورة من: Reuters
الوضع البيئي الكارثي دفع نشطاء حركة "طلعت ريحتكم"، الذين نظموا احتجاجات شعبية واسعة في الأسابيع الأخيرة ضد الحكومة، إلى الخروج مجددا إلى الشوارع على متن جرافات للفت الأنظار إلى أزمة النفايات. وقد كتبت الحركة على موقعها في فيسبوك: "نحن وبكل فخر عمال نظافة في هذا الوطن من النفايات والفساد والفاسدين".
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
نشطاء "طلعت ريحتكم" قاموا بأنفسهم يوم الأحد بجمع وفرز نفايات في نهر بيروت جرفتها الأمطار الغزيرة. يأتي ذلك في حين أن "السياسيين غارقون في تجاذباتهم السياسية (...) ولا يبالون بصحتنا جميعا، بينما الوطن يغرق بنفاياتهم نتيجة الفساد المستشري (...)"، على حد تعبيرهم على صفحة الحركة على فيسبوك.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
أكوام النفايات المكدسة في بيروت بطريقة عشوائية تزيد ارتفاعا يوما بعد يوم، وسخط اللبنانيين يزيد في ظل الانقسام الذي يطغى على الساحة السياسية وعجز مسؤولي البلاد عن إيجاد حلول. في غضون ذلك، تغرق بيروت تحت النفايات، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى تتجاوز الطبقة السياسية خلافاتها من أجل مصلحة البلاد؟
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
كذلك مدينة حلب السورية لم تبق بمنأى عن سوء الأحوال الجوية، حيث حولت الأمطار الغزيرة شوارعها إلى برك مائية؛ لتزيد من معاناة الحلبيين الذين سئموا الحرب والدمار على مدار أكثر من أربع سنوات وما نجم عنهما من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والوقود.
صورة من: Reuters/H. Katan
ورغم ما يعانيه السوريون بصفة عامة وأهل حلب بصفة خاصة من حرب وتهجير، يحاول من بقي من سكان حلب، بالرغم من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، أن يعيشوا حياة عادية، أملا في غد أفضل. إعداد: ش.ع