مختطفو الرهينتين الألمانيتين يسعون وراء المال
٤ أبريل ٢٠٠٧![](https://static.dw.com/image/2287611_800.webp)
أبدى وزير الخارجية الالماني، فرانك فالتر شتاينماير، في مؤتمر صحافي قلقه على مصير مواطنين ألمانيين اختطفا في العراق. وقال الوزير: "ما زلنا قلقين جدا على مصير الألمانيين المخطوفين في العراق.. لكننا لن نفقد الأمل بان نتوصل في نهاية المطاف إلى الإفراج عن الرهائن بفضل جهود اللجنة المختصة بهذه الأزمة". واعتبر الوزير شريط الفيديو الذي تظهر فيه هانيلور كراوزي (61 عاما) وابنها سنان (20 عاما) وهما يبكيان ويناشدان الحكومة تلبية مطالب الخاطفين، بانه يثير الصدمة وغير إنساني".
وكانت الجماعة العراقية التي تحتجز الرهينتين أعلنت يوم الثلاثاء في بيان منشور على موقع على شبكة الانترنت انها تعطي ألمانيا مهلة جديدة مدتها عشرة أيام لسحب قواتها من أفغانستان وإلا فسوف تقتل الرهائن.
وينتشر حوالي ثلاثة الاف جندي ألماني في شمال افغانستان في اطار القوة الدولية (ايساف) وهم ينتشرون خصوصا في شمال البلاد. وكانت الجماعة، التي تطلق على نفسها اسم "سهام الحق"، قد حددت في العاشر من آذار/مارس الماضي مهلة للحكومة الألمانية في شريط مصور سابق للانسحاب من أفغانستان في غضون عشرة أيام من تاريخ الإعلان مقابل الإفراج عن كراوزه وابنها. وكانت الإثنان اختطفا من منزلهما غرب بغداد مطلع شباط/فبراير الماضي. ويذكر أن كراوزه متزوجة من طبيب عراقي وتعيش في العراق منذ أكثر من 40 عاما ويحمل ابنها الجنسية المزدوجة الألمانية والعراقية.
نداء باللغة الألمانية
وظهرت كراوزه في الشريط المصور الأخير إلى جانب ابنها وهي ترتدي حجابا إسلاميا، لكن صوتها لم يكن مسموعا بشكل جيد. وتحدثت المرأة في الشريط باللغة الألمانية وصاحبتها ترجمة على الشاشة إلى اللغة العربية وهي تحث ألمانيا على تلبية مطالب الخاطفين. وقالت كراوزه: "أنا أناشد الشعب الألماني أن يساعدني في وضعي الصعب، إن ألمانيا كانت في آمان قبل أن تتحد مع أمريكا في اتحادها الشيطاني ضد ما يسمى بالإرهاب.. أي إرهاب هذا!.. هل قام الأفغان بمهاجمة برلين وتحطيم مصانعها.. هل قام مسلم بتفجير قنبلة واحدة في ألمانيا.. هل يريد ساستنا أن نكون ضحايا حرب لا دخل لنا فيها؟".
وكتبت جماعة كتائب سهام الحق في الشريط أنها قررت إعطاء مهلة مدتها عشرة أيام أخرى "بعد أن رأت القيادة أن الشعب الألماني بدأ يتحرك وأدرك أن وجوده في أفغانستان لن يجلب لهم إلا المصائب ونقول للشعب الألماني كما أنكم حريصون على دماء أفرادكم كذلك الآخرون حريصون على دمائهم.. إسحبوا قواتكم من أفغانستان".
خبراء يقولون أن الجماعة تسعى وراء المال
ويرى خبير شؤون العراق في مؤسسة العلوم والسياسة، التي تعد أهم معهد بحثي في ألمانيا، أن الرهائن وقعوا ضحية عصابة إجرامية. ويعلل غيدو شتاينبيرغ رأيه هذا بأن الجماعة اختارت لها "مطلبا سخيفا لا يمكن تحقيقه في بغداد". ويقول شتاينبيرغ أن إسم الجماعة وشعارها يوحي بأنها قد اختلقت على عجل قبل تنفيذ العملية. ويشير الخبير إلى أن تمديد المهلة وبث شريط مصور جديد يبين أن الجماعة تريد الحصول على المال. واتفقت مع هذا الرأي أيضا تعليقات الصحف الألمانية ليوم الأربعاء. وكتبت صحيفة "زود فيست بريسه" الألمانية "إن أسلوب الأخذ والرد الذي يتبعه خاطفو الرهينتين الألمانيين يدعو إلى الظن بأن دوافع هؤلاء الخاطفين ليست سياسية وإنما هم مجرد عصابة مجرمة تريد كسب الأموال عن طريق إختطاف الأجانب والمساومة بحياتهم.