دراستان حديثتان تشيران إلى أن مادة مخدرة بعينها تساهم في تقليل التأثيرات النفسية عند مرضى السرطان وتعالج نوبات الخوف والكآبة. مفعول المادة يبدأ مباشرة بعد تعاطيها. فما هي هذه المادة وأين توجد؟
إعلان
يعاني الكثير من مرضى السرطان من أعراض جانبية ترافقهم بسبب الضغط النفسي الذي يسببه المرض لهم. وغالباً ما يعاني هؤلاء المرضى من أمراض نفسية والخوف والكآبة. لكن "دورية علم النفس الدوائي" (Journal of Psychopharmacology) العلمية ذكرت أن مادة "بسيلوسيبين" المخدرة يمكنها أن تساهم في علاج هذه الأمراض النفسية.
ونقلت الدورية نتائج دراستين تحدثتا عن هذه المادة، إذ أشارت الأولى إلى تأثيرات المادة الإيجابية على صحة وتفكير المرضى. ودرس باحثون من جامعة نيويورك تأثيرات هذه المادة على 29 مريضاً في مراحل متقدمة من السرطان. وبعد تعاطي المرضى لجرعات تبلغ 0.3 مليغرام لكل كيلوغرام من الوزن من "بسيلوسيبين" أو من مادة النياسين، تمكنوا من التغلب على مشاكلهم النفسية وحالات الخوف التي كانت تصيبهم. كما لوحظ بداية التأثيرات الإيجابية مباشرة بعد تعاطي الجرعات. واستمرت هذه الحالة معهم لمدة ستة أشهر أو أكثر، بشرط تلقي علاج نفسي في الوقت ذاته. وبينت النتائج أن الكآبة اختفت بعد العلاج لمدة سبعة أسابيع.
أما الدراسة الثانية فقد أجريت في جامعة جون هوبكنز الأمريكية ببالتيمور، والتي شملت 51 مريضاً استخدموا مادة "بسيلوسيبين" المخدرة. وشعر 80 في المائة من الذين أجريت عليهم الدراسة بنتائج إيجابية بعد تعاطيهم المادة على شكل جرعات.
يذكر أن مادة "بسيلوسيبين" موجودة في بعض أنواع الفطر الصالح للأكل، وذكر موقع "دروغين أوفكليرونغ" الألماني أن هذه المادة تعد من المواد المخدرة الممنوعة في ألمانيا، وتسبب تأثيرات كبيرة على دماغ وتفكير الإنسان في حالة تعاطيها بكميات كبيرة.
ز.أ.ب/ ي.أ (DW)
المخدرات في تاريخ ألمانيا.. بين الاستخدام العسكري والطبي
حسب المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان ينفق الأوروبيون أكثر من 24 مليار يورو سنويا على المخدرات. وشهد تاريخ أوروبا توظيفا للمخدرات في الطب والحربين العالميتين الأولى والثانية. فيما يلي جرد لبعض الأمثلة في ألمانيا.
خلال هجومه على بولندا عام 1939 وفرنسا عام 1940، أجبر هتلر جنوده على تناول مخدر "الميثامفيتامين". ووُزعت عليهم 35 مليون قطعة من حبوب هذا المخدر.
صورة من: picture-alliance/dpa-Bildarchiv
رغم أن أحد الكميائيين اليابانيين كان السباق إلى تطوير سائل الميثامفيتامين، غير أن باحثين ألمان حولوه إلى أقراص عام 1937، وصار يستخدم أيضا لأغراض طبية باسم ميث كريستالي لعلاج فرط الحركة والسمنة وضعف التركيز.
يسود اختلاف في الرأي بين المؤرخين حول ما إذا كان أدولف هتلر مدمنا ًعلى المخدرات أم لا. ففي وصفات طبيب هتلر الخاص ورد حرف X باستمرار. ويرجح البعض أنه رمز لدواء من مخدر الميثامفيتامين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Fine Art Images
يعود تداول المخدرات في ألمانيا كدواء لفترة ما قبل هتلر. ففي نهاية القرن الـ19 أطلقت شركة أدوية ألمانية إعلانا بشعار "تخلص من السعال باستعمال الهيروين".
يرتبط اسم فيليكس هوفمان باختراعه للأسبرين، لكنه كان أيضاً أول من استعمل الهيروين في الطب، وبالضبط من نبتة خشخاش المنوم عبر مزجه بحمض الخليك. وفي عام 1971 أصبح الهيروين محظورا في ألمانيا.
في عام 1862 بدأت شركة "دارمشتات" في إنتاج دواء من الكوكايين كمخدر لأطباء العيون، بفضل عالم الكيمياء الألماني ألبرت نيمان الذي استخلص الدواء من أوراق نبتة الكوكا.
صورة من: Merck Corporate History
عالم النفس سيغموند فرويد استهلك بدوره الكوكايين لأغراض علمية. وكشف فرويد في بعض المخطوطات عن مختلف تأثيرات الكوكايين بنوع من الإعجاب.
صورة من: Hans Casparius/Hulton Archive/Getty Images
استهلاك المخدرات لا يقتصر على ألمانيا بل يشمل جميع بلدان العالم. وحسب الأمم المتحدة فقد توفي 190 ألف شخص في عام 2013 بسبب المخدرات.