1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اختلافات داخل منظمة التحرير الفلسطينية بسبب مخيم اليرموك

سهام أشطو١٤ أبريل ٢٠١٥

يبدو أن الاتفاق حول التدخل عسكريا في مخيم اليرموك في سوريا يشكل نقطة اختلاف داخل منظمة التحرير الفلسطينيية حسبما توحي به تصريحات متضاربة لقيادات داخل المنظمة، فما الذي ستؤول إليه الأمور وسط هذا الانقسام؟

Syrien Damaskus Waffenstillstand
صورة من: Reuters

تتواصل المواجهات العسكرية في مخيم اليرموك في سوريا ويزداد معها الوضع الإنساني هناك تدهورا. فالحصار المفروض على المخيم من النظام السوري منذ سنتين من جهة والمواجهات العسكرية بين تنظيم الدولة الإسلامية الذي اقتحم المخيم مؤخرا وفصائل فلسطينية داخله، يصعب فرار ما تبقى من السكان في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من وقوع أزمة إنسانية حادة. واعتبر النظام السوري قبل أيام أن الوضع في اليرموك يستدعي "حلا عسكريا".

وفيما أعلنت الفصائل الفلسطينية الموجودة في المخيم، باستثناء كتائب أكناف بيت المقدس المقربة من حركة حماس، أنها ستنسق مع الحكومة السورية في أي عملية عسكرية لمحاربة تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق في المخيم، أكدت منظمة التحرير الفلسطينية من رام الله في بيان لها "موقفها الدائم برفض زج الشعب الفلسطيني ومخيماته في الصراع الدائر في سوريا وأنها ترفض تماما أن تكون طرفا في صراع مسلح على أرض مخيم اليرموك". وهو ما يعتبر تراجعا عن تصريحات سابقة لأحد أعضائها بأنها تؤيد تحركا للجيش السوري ضد المسلحين داخل المخيم.

وضع معقد

واندلعت المعارك في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق في أيلول/سبتمبر 2012، وتمكنت مجموعات من المعارضة المسلحة من السيطرة عليه، بينما انقسمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة بين نظام الأسد والمعارضة السورية. وبعد أشهر من المعارك أحكمت قوات النظام حصارها على المخيم الذي بات يعاني من نقص كبير جدا في المواد الغذائية والأدوية، ما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

الوضع الإنساني في المخيم تدهور بشكل كبير والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org

وفي مطلع الشهر الحالي اقتحم مسلحو تنظيم داعش المخيم وتمكنوا من السيطرة على أحياء فيه بعد اشتباكات حادة مع فصائل فلسطينيية مازالت مستمرة وهو ما فاقم الوضع الإنساني هناك إلى درجة أن الأمين العام للأمم المتحدة شبه المخيم بـ"معسكر موت" وبأنه أصبح الدرك الأسفل من الجحيم.ومن أصل 160 ألف من سكان المخيم لم يبق فيه سوى 18 ألف شخص بعد فرار الآلاف هربا من المواجهات.

وبحسب المراقبين فإن المخيم يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للنظام السوري بسبب موقعه القريب من دمشق، إذ تحاول بعض الجماعات المعارضة للنظام ومنها تنظيم داعش اتخاذه كنقطة انطلاق لاختراق العاصمة. ويقول سليمان أبو ديه مدير دائرة فلسطين في مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية في القدس إن الموقف العسكري أصبح هو الحاسم داخل المخيم ويضيف في مقابلة مع DW عربية "للأسف لا النظام السوري ولا المعارضة المسلحة في سوريا يكترثان بأرواح الضحايا المدنيين سواء كانوا سوريين أو فلسطينيين أو أكراد أو غيرهم. القوى المعارضة وهي تنظيمات متطرفة تحاول اتخاذ المخيم كمدخل لاختراق دمشق والنظام حريص على أن لا يتم ذلك لذا سيبقي الحصار عليه وإن كلف ذلك المزيد من الضحايا".

خلافات داخلية

وتضاربت تصريحات قياديين في منظمة التحرير الفلسطينية حول مشاركة الأخيرة مع النظام السوري في عملية عسكرية في المخيم بشكل جعل بعض المراقبين يعتبرون أن هناك انقساما داخل المنظمة بهذا الخصوص وصعوبة في اتخاذ قرار موحد حوله.

وكان عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير أحمد مجدلاني أعلن الخميس توافق أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لاخراج التنظيم من المخيم بعد سيطرة "داعش" على أجزاء واسعة منه، وهو ما أثار قلق الأمين العام للأمم المتحدة الذي حذر من وقوع "جريمة حرب جديدة". ويقول أبو دية "الأمر باعتقادي لا يصل إلى انقسامات داخل المنظمة وإنما هناك تناقضات واختلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بالاستراتيجية التي يجب اتباعها في معالجة تحديات مخيم اليرموك".

ويشرح ذلك قائلا: "مثلا الفصائل الأقرب إلى ما يحدث في الساحة السورية ترغب في المشاركة في عمل عسكري حاسم ضد القوى المتطرفة داخل المخيم ومنها مثلا فصائل حركة فتح وقوى منظمة التحرير في لبنان وسوريا والقوى الفلسطينية المقربة من حزب الله اللبناني وغيرها، لكن القائمين على القرار السياسي داخل فلسطين يأخذون بعين الاعتبار البيئة الإقليمية السياسية المعقدة ولا يفضلون الدخول في مواجهة عسكرية في الظروف الحالية".

عدد سكان المخيم انخفض من 160 ألفا إلى 18 ألف لم يستطيعوا حتى الآن الفرار بسبب تواصل العمليات العسكرية.صورة من: picture-alliance/AP

"مسؤولية فصائل فلسطينية"

هذا الاختلاف بين منظمة التحرير خارج وداخل الأراضي الفلسطينية هي التي تخلف مثل هذه التصريحات المتناقضة بحسب الخبير الفلسطيني الذي يرجح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو صاحب الكلمة النهائية فيه ويستبعد أبو دية أن يتجه نحو المواقفة على التدخل عسكريا في المخيم. ورغم ذلك لا يستبعد الخبير الفلسطيني أن تعمد بعض الفصائل التابعة للمنظمة إلى الدخول في مواجهة عسكرية دون انتظار موافقة قيادة المنظمة "أعتقد أنه من الممكن أن يتم ذلك إذا طال انتظار صدور قرار رسمي بهذا الخصوص".

ويرى أبو دية أن الموقف الرسمي الفلسطيني كان منذ انطلاق المواجهات العسكرية في سوريا يسعى إلى الابتعاد عن التدخل في الشأن السوري "لكن بعض الفصائل الفلسطينية المحسوبة على التيار الإسلامي اختارت مساندة المعارضة السورية ضد النظام وتحديدا التيار المقرب لجماعة الإخوان المسلمين وهو ما أوصل مخيم اليرموك إلى ما هو عليه اليوم".

وتتواجد كتائب أكناف بيت المقدس وهي فصيل مقرب من حركة حماس ومعارض للنظام السوري داخل المخيم وكان مقاتلوه أول من تصدى لاقتحام تنظيم الدولة الاسلامية، وسبق لهم أن قاتلوا الى جانب فصائل المعارضة السورية. بينما لا تشارك عناصر حركة فتح والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في القتال داخل المخيم، وطالبت قيادات الفصيلين في وقت سابق بتحييد مخيم اليرموك عن الصراع المستمر بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية.

وعن ما إذا كانت الاختلافات داخل المنظمة تظهر ضعفا في أدائها يقول أبو دية "يتوقف ذلك على ما نقصده من كلمة ضعف. الأكيد أن المنظمة شهدت تراجعا في أدائها خلال السنوات الأخيرة وتهلهلا تنظيميا لكنها رغم ذلك ما تزال المسيطرة في الساحة الفلسطينية. تراجعت كحركة تاريخية قوية ممثلة للشعب الفلسطيني لكنها مازالت صاحبة القرار الأول".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW