1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مخيم هيرسوس للاجئين: حل مؤقت لأزمة مستمرة

باناغيتوس كوبارانيس / علاء جمعة ١٨ مارس ٢٠١٦

مخيم اللاجئين في قرية إيدوميني اليونانية، على الحدود مع جمهورية مقودنيا، سيتم إغلاقه بعد أن أصبح مخيم هيرسوس، شمال اليونان مهيأً لاستقبال اللاجئين. مراسل DW باناغيتوس كوبارانيس زار هذا المخيم واكتشف ظروف العيش فيه.

Griechenland Demonstration von Kindern und Jugendlichen im Lager
صورة من: DW/P. Kouparanis


منحت وزارة الدفاع اليونانية الضوء الأخضر للصحفيين وممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، لزيارة مخيم اللاجئين الذي تم إنشاؤه حديثا في بلدة هيرسوس شمال اليونان، وذلك للمرة الأولى . وعلى الفور توجه مراسل DW، وأحد الصحفيين الفنلنديين لمعاينة المكان. وهناك شاهدوا مظاهرة مكونة من 50 شابا من اللاجئين الذين حملوا لافتات باللغة الإنجليزية مكتوب عليها " نطالب بالإنسانية" كما رددوا عبارات باللغة العربية، فُهم منها "ميركل، ميركل" و"ألمانيا، ألمانيا" .
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، نصحت اللاجئين في خطابها يوم الأربعاء الماضي (16 أذار/ مارس 2016) في البرلمان الألماني بضرورة التوجه إلى أماكن الاستيعاب الجديدة، لأنها مجهزة بشكل أفضل مقارنة بمكان إقامتهم في إيدوميني الحدودية. ومن رأى صور بيوت الطين المخصصة للاجئين هناك، يعلم أنها لا توفر الكثير من الخدمات لهم.


منطقة استيعاب جديدة

مركز استقبال اللاجئين الجديد هيرسوس يحمل اسم قرية مجاورة، وتعني كلمة هيرسوس باللغة اليونانية" الأراضي البور" حيث كانت هذه المنطقة، التي يبلغ مداها 6.5 هكتار أراضي تابعة للجيش، وذلك لفترة طويلة.
في نهاية شباط/ فبراير أصدر المقدم توماس غافرانوبولوس الأوامر من أجل بناء منطقة استيعاب جديدة للاجئين، حيث بدأ الجنود في صباح 28 شباط / فبراير في بناء الخيام، وقبل أن ينتهي اليوم الأول بلغ عدد اللاجئين في المخيم 1159 لاجئا. وفي اليوم الذي يليه جاء 699 لاجئا آخر، ثم تبعهم 129 لاجئا أخر، حتى بلغ مجموع اللاجئين لغاية يوم الخميس 17 آذار/ نيسان 3815 لاجئا. ويحمل معظم هؤلاء اللاجئين وثائق سورية، في حين أتى البعض الآخر من العراق. ويتسع مخيم هيرسوس لحوالي 4800 شخص .
وبذلك نجحت جهود المقدم غافرانوبولوس في استقدام آلاف اللاجئين من العاصمة اليونانية أثينا ومن مدينة كافالا الساحلية، في حين يبقى عدد اللاجئين القادمين من إيدوميني ضئيلا جدا، بالرغم من أن الكثير منهم يتوق إلى مغادرة أدومني باتجاه هيرسوس.

عند وصول اللاجئين إلى هيرسوس، يتعين عليهم أولا إظهار شهادة التسجيل الخاصة بهم، والتي حصلوا عليها لدى وصولهم الجزر اليونانية. وبعد تسجيل بياناتهم يحصل كل لاجئ على كيس للنوم وبعض المعدات التي تساعده على تلبية احتياجاته اليومية ثم يتم توزيع اللاجئين على الخيام، حيث توجد خيمتان كبيرتان تابعتان للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR، بالإضافة إلى 400 خيمة أخرى تتسع كل واحدة منها لثمانية أشخاص.
غير أن العيب الكبير لهذه الخيام يكمن في أنها مفتوحة من الأسفل. وهو ما يعني أن اللاجئين ينامون على الأرض الجرداء، وأحيانا على الأرض الموحلة. ويثير هذا الأمر استياء الكثير من اللاجئين على غرار اللاجئ عمار والذي عبر في حوار مع DW عن غضبه، وقال" نحن لسنا حيوانات، نحن بشر".

مركز إستيعاب اللاجئين في هيرسوس.صورة من: DW/P. Kouparanis

مستودع قيد الإنشاء

ليس كل شيء يبعث على الأسى في هيرسوس، فإلى غاية الجمعة الماضي كان هناك طهاة من الجيش يحضرون الطعام ويقدمونه للاجئين، قبل أن يتم تكليف شركة متخصصة بهذه المهمة، حيث تقوم تلك الشركة نيابة عن الجيش بتزويد اللاجئين بالطعام ثلاث مرات في اليوم. علاوة على ذلك تم توكيل شركة أخرى من أجل الحفاظ على نظافة المراحيض 27 الموجودة في المخيم بالإضافة إلى خمسة أماكن مخصصة للاستحمام. كما يسهر عمال الكهرباء على توفير الإنارة في المخيم والأماكن المحيطة به. أما الرعاية الصحية فيتكلف بها منذ البداية الصليب الأحمر اليوناني، الذي سيتم تعزيزه بأطباء ألمان وفنلنديين من الصليب الأحمر الدولي من بينهم الطبيب الفنلندي المختص في جراحة الأطفال كاري فانامو. ويتوقع فانامو وصول معدات طبية من ألمانيا وفنلندا خلال الأيام المقبلة ستساعدهم كثيرا على القيام بمهامهم في المخيم.

أطفال يلعبون في مركز استيعاب اللاجئينصورة من: DW/P. Kouparanis

السكان يساعدون أيضا

منظمات خيرية أخرى ستبدأ بدورها في تقديم المساعدة لسكان المخيم في الأيام القليلة المقبلة تدريجيا، مثل المفوضية العليا للاجئين. ويقوم حاليا متطوعون من منطقة كيكلس المجاورة بالمساعدة في تنظيم المخيم، جنبا إلى جنب مع ممثلي البلدية والهيئات التي تعنى باللاجئين. وبالقرب من مخيم هيرسوس يوجد أيضا مخيم أخر خاص باللاجئين يسمى بوليكاسترو. وفي حال ما إذا قدم اللاجئون الموجودون في إدومني لهذين المخيمين فإن عدد اللاجئين هناك سيصبح يشكل حوالي نصف اللاجئين المتواجدون حاليا على الأراضي اليونانية.
استفانوس، واحد من المتطوعين اليونانيين الذين يعملون في مخيم هيرسوس، حيث يقوم باستقبال اللاجئين وفرز العائلات التي تضم أطفالا صغارا أو نساء حوامل في بيوت مستقلة. ويبدي اليونانيون استعدادا كبير على تقديم المساعدة، فهم بدورهم لديهم تجارب متشابهة، وذلك بعد أن أضطر أجدادهم في العشرينيات من هذا القرن إلى مغادرة تركيا. ويصف استفانوس التعاون بين الجيش والمنظمات المدنية في المخيم بأنه يتم "على أحسن وجه" ويضيف "التعاون بين المدنيين والعسكريين يحدث الآن في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال، في البعثات العسكرية للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي أيضا. وهنا لا توجد أي مشكلة إطلاقا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW