مدرب المانشافت والأمل في محاكاة أبطال كرة اليد الألمان
صلاح شرارة١ فبراير ٢٠١٦
"أسطورة شتوية"، لقب أطلقه الألمان على فوز منتخب كرة اليد بأمم أوروبا في بولندا. أسباب كثيرة أدت للفوز الألماني المستحق. والآن يريد مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم محاكاة ما فعله أبطال اليد حينما يحل الصيف في فرنسا.
إعلان
على ما يبدو فإن عام 2016 هو حتى الآن عام تفوق للرياضة والرياضيين الألمان على مستوى أوروبا والعالم. فبعد تحقيق الرياضيين الألمان في الرياضات الشتوية لنتائج طيبة مع بداية هذا العام، جاء الدور على أنجيليك كيربر لتعيد كرة المضرب (التنس) الألمانية إلى الصدارة بفوزها ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس، كأول ألمانية تفوز بلقب من ألقاب "الغراند سلام" (أكبر أربع بطولات عالمية) منذ عام 1999، عندما فازت آنذاك أسطورة التنس شتيفي غراف ببطولة فرنسا المفتوحة.
وفي اليوم التالي لفوز أنجيليك، المولودة لأم ألمانية وأب بولندي، حقق فريق كرة اليد الألماني للرجال لقب بطولة أمم أوروبا لكرة اليد 2016، التي أقيمت في بولندا، إثر تغلبه بجدارة واستحقاق في المباراة النهائية في كراكاو مساء الأحد (31 يناير/ كانون الثاني) على منتخب إسبانيا بنتيجة 24-17.
أسباب النجاح
بمجرد انتهاء المباراة انهالت على اللاعبين تدوينات الإعجاب من قبل كبار السياسيين الألمان. وكتبت هانيلوره كرافت رئيسة ولاية شمال الراين فيستفاليا، أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان، على موقع تويتر تقول: "غير معقول. يا له من فريق. أهنئكم بالفوز المستحق."
أما الرئيس الألماني يوآخيم غاوك، فبعث برسالة مكتوبة إلى الفريق يقول: "كأصغر فريق سناً في البطولة قدمتم أداءً رائعا... كنت مبهورا من روح الفريق، التي قادتكم إلى النجاح. بإمكانكم وبحق أن تكونوا فخورين بهذا الأداء الرائع."
يضاف إلى روح الفريق روح أخرى كانت في المدرجات، هي روح الجمهور. حيث ساند جمهور ألماني كبير فريقه طوال البطولة. ومن حضر المباراة النهائية شعر وكأنه في ألمانيا من كثرة عدد الجماهير الألمانية المتحمسة، التي ساندت فريقها بقوة وملأت مدرجات الصالة التي استقبلت 15 ألف متفرج.
الدفاع القوي، سر من أسرار النجاح خصوصا في المباراة النهائية، وقد شدد على ذلك المدرب سيغوردسون قبل مباراة إسبانيا. فقد سبق له أن خسر أمام الإسبان في أولى مبارياته بالبطولة بنتيجة 29-32. لكن هذه المرة نجح اللاعبون صغار السن في تنفيذ تعليمات مدربهم منذ بداية المباراة لدرجة أن الإسبان لم يسجلوا إلا بعد مرور ست دقائق ومن خلال رمية جزائية.
كان المنتخب الألماني رائعا في التحول من الهجوم إلى الدفاع وكان خلف المدافعين، الذين لعبوا برجولة متناهية، حارس مرمى استثنائي هو أندرياس فولف، الذي وقف سدا منيعا أمام الإسبان. وكان مثل المغناطيس الذي يجذب أي كرة تمر في محيط المرمى. وقال شتيفان كريتشمار نجم كرة اليد الألمانية السابق للقناة الألمانية الأولى (ARD) "هنا يقف جدار ألماني". كانت نسبة التقاطه الكرات قبل دخولها المؤكد للشباك تصل إلى 56 في المائة، وهي نسبة مذهلة، بل إنه لم يكن يصد الرميات الجزائية فقط وإنما أيضا التسديدات التابعة لها.
كان اللاعبون الألمان في مباراة إسبانيا يحلقون في عالم آخر من التألق بينما وقف الإسبان، أبطال العالم مرتين، في حيرة تامة. وباختصار يمكن إرجاع الفوز بأمم أوروبا إلى الأداء القتالي البطولي للاعبي المنتخب الألماني، والأداء التكتيكي الرائع، للمدرب داغو سيغوردسون.
يوآخيم لوف يريد تقليد منتخب اليد في فرنسا
أطلق الألمان على فوز فريقهم بأمم أوروبا لكرة اليد، حتى قبل حدوثه بالفعل، لقب "أسطورة شتوية"، في تذكير بالأسطورة أو الحدوتة الصيفية، التي كانت لقبا لبطولة كأس العالم، التي نظمتها ألمانيا 2006.
ولا شك أن فوز منتخب كرة اليد الألماني الآن ببطولة أوروبا سيكون له مردود إيجابي بالنسبة لمنتخب ألمانيا لكرة القدم، الذي سيشارك بعد نحو أربعة شهور في أمم أوروبا 2016 بفرنسا.
وهنأ المدير الفني لمنتخب ألمانيا يوآخيم لوف فريق كرة اليد وكتب على صفحة الاتحاد الألماني لكرة القدم حسبما نقل موقع "شبورت1" الألماني: "هذا هو الثناء المستحق لأداء رائع للفريق. جميعنا في اتحاد كرة القدم والمنتخب الألماني كنا مبتهجين مثلكم ومبهورين من قوتكم واستمتاعكم باللعب ورغبتكم غير المحدودة في الفوز." وتابع المدرب، الذي فاز عام 2014 بمونديال البرازيل "نحن نأمل أن نتمكن من محاكاة ما فعله منتخب كرة اليد وأن نفوز باللقب في الصيف." كما هنأ يوآخيم لوف المدرب سيغوردسون بصفة خاصة وقال إنه "جهز كل لاعب بشكل تام لمواجهة كل لاعب من الخصم على حدة، وألا يتركه يبعد عن نظره."
أحداث رياضية مهمة نترقبها عام 2016
سيحفل عام 2016 بأحداث رياضية كبيرة مهمة، على رأسها الألعاب الأولمبية بالبرازيل وكأس أمم أوروبا لكرة لقدم في فرنسا. في هذه الجولة نتعرف على أهم ما ينتظر عشاق الرياضة من مناسبات في 2016.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M.J. Terrill
بطولة التلال الأربعة - أربعة سباقات في أربعة مواقع والفائز في السنوات السبع الماضية كان دائماً نمساوياً، آخرهم شتيفان كرافت. فمن سيفوز هذه المرة، عندما تقام البطولة في نهاية 2015 وبداية 2016؟ لدى المنتخب الألماني أملان، أحدهما هو سيفيرين فرويند والآخر فريشارد فرايتاغ.
صورة من: Alexander Hassenstein/Bongarts/Getty Images
في بطولة الأمم الأوروبية لكرة اليد قبل عامين لم يشارك الألمان، ولكن الآن وعن جدارة واستحقاق تأهل منتخب ألمانيا للبطولة، التي تقام من منتصف يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية نفس الشهر. في الدور التمهيدي ستلتقي ألمانيا مع إسبانيا، بطلة العالم السابقة، والسويد صاحبة الميدالية الفضية في الأولمبياد ثم سلوفينيا.
صورة من: Getty Images/Bongarts/O. Hardt
بعد 17 عاماً قضاها جوزيف بلاتر رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ينتخب في 27 فبراير/ شباط رئيس جديد للفيفا من بين خمسة مرشحين. يدخل الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة كصاحب أوفر حظ للفوز، رغم ما يشاع من اتهامات حول خروق لحقوق الإنسان في البحرين. فهل سيمثل انتخابه بداية جديدة للفيفا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Leanza
جبل هولمينكولن بالقرب من العاصمة النرويجية أوسلو هو أكبر معاقل الرياضات الشتوية. تقام هنا للمرة السادسة بطولة العالم للبياثلون (ثنائية الرماية والتزلج لمسافات طويلة)، في الفترة بين 29 فبراير/ شباط و13 مارس/ آذار. وتشارك ألمانيا في البطولة ولديها فرص قوية لحصد بعض الميداليات على المستوى الفردي والجماعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Chirikov
لأول مرة بعد غياب دام 29 عاماً سيشارك فريق أمريكي في بطولة العالم لسباقات السيارات فورمولا-1، هو فريق هاس. وبعد توقف دام عاماً، سينظم سباق جائزة ألمانيا الكبرى على حلبة هوكنهايم رينغ. وستستضيف باكو، عاصمة أذربيجان، لأول مرة في تاريخها سباق جائزة أوروبا الكبرى، الذي يدافع فيه حامل اللقب لويس هاميلتون عن لقبه.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bizzera
في شهر مايو/ آيار ستقام معظم نهائيات بطولات الأندية لكرة القدم في أوروبا، منها نهاية الدوري الألماني (بوندسليغا) وكأس ألمانيا ونهائي الدوري الأوروبي وكذلك نهائي دوري أبطال أوروبا (تشامبيونزليغ)، الذي سيقام في 28 مايو/ آيار بميلان الإيطالية. فهل سيكون بايرن ميونخ حاضراً في النهائي؟
صورة من: picture-alliance/dpa
أهم موعد كروي في العام القادم سيكون كأس الأمم الأوروبية، ثاني أهم بطولة كروية بعد كأس العالم. يورو 2016 بفرنسا لن تكون بطولة عادية، بعدما ازداد عدد الفرق المشاركة إلى 24 بدلاً من 16، بينها خمسة تشارك للمرة الأولى (أيسلندا، ويلز، إيرلندا الشمالية، ألبانيا وسلوفاكيا). كما تأهلت النمسا لأول مرة للبطولة. والمرشحون للفوز هما منتخب إسبانيا حامل اللقب ومنتخب ألمانيا بطل العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Wolf
في شهر يوليو/ تموز تقام بطولة ويمبلدون للتنس في إنجلترا، حيث تفرض اللوائح أن يكون 90 في المائة من ملابس اللاعبين واللاعبات باللون الأبيض. ومن الأشياء التقليدية في البطولة أيضاً أن يتناول المشاهد في الملاعب فراولة مع قشدة (باهظة الثمن). ويباع منها خلال البطولة 142 ألف وجبة. وسيدافع نوفاك ديوكوفيتش عن لقب الرجال، بينما تدافع سيرينا ويليامز عن لقب السيدات.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Tittel
في يوليو/ تموز أيضاً تقام بطولة الفروسية الدولية (جائزة آخن الكبرى) المعروفة اختصاراً باسم (CHIO) في مدينة آخن الألمانية، صاحبة الجمهور الفريد من نوعه، حسب وصف لودغير بيرباوم، أنجح فارس ألماني في القفز بالخيول. وتتكون البطولة من خمس مسابقات.
صورة من: Getty Images/Bongarts/Ch. Koepsel
في الفترة من الثاني وحتى الرابع والعشرين من يوليو/ تموز تقام الدورة 103 من سباق "تور دو فرانس" - أشهر سباق دولي للدراجات في العالم. يتكون السباق من 28 مرحلة صعبة عبر جبال ووديان وسهول تمتد لمسافة 3519 كيلومتر، بينها مناطق في إسبانيا وسويسرا أيضاً. والفائز العام الماضي كان البريطاني كريس فروم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Nogier
الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بالبرازيل ستكون أهم حدث رياضي عالمي في 2016، فهي تقام لأول مرة في أمريكا اللاتينية. وستقام أيضاً معها الألعاب الأولمبية للمعاقين. والسؤال هو: هل سيشارك رياضيو ألعاب القوى الروس أيضاً؟ فهم ممنوعون بسبب فضيحة المنشطات. وبسبب أزمة اللاجئين، قررت اللجنة الأولمبية لأول مرة في التاريخ أن تسمح للرياضيين الهاربين من أوطانهم بالمشاركة كرياضيين مستقلين في البرازيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Ferro
في عام 1978 وبسبب رهان حول البيرة (الجعة)، نظم أول "سباق الرجل الحديدي" في جزيرة هاواي، وهو عبارة عن سباق ثلاثي يشمل السباحة لحوالي أربعة كيلومترات وركوب الدراجة لمسافة 180 كليومتر والجري لمسافة نحو 42 كيلومتر، ويعتبر من أصعب البطولات في العالم، لاسيما وأن إقامته تتزامن مع درجة الحرارة تصل إلى نحو 30 درجة مئوية. في البطولة الأخيرة فاز الألماني يان فرودينو باللقب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M.J. Terrill
12 صورة1 | 12
أما أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني لكرة القدم، فقال: "أتمنى أن نعجب بنفس القدر عشاق فريقنا لكرة القدم في أمم أوروبا في الصيف في فرنسا."
مباراة أسبانيا في النهائي تابعها عبر التلفزيون 13 مليون مشاهد في ألمانيا. وهذا يقترب من عدد المشاهدين لفوز ألمانيا بكأس العالم بالبرازيل، الذي بلغ 16 مليون مشاهد. والشيء بالشيء يذكر، فكيف سيكون عدد المشاهدين إذا بلغت ألمانيا المباراة النهائية لأمم أوروبا لكرة القدم 2016 التي تقام هذا الصيف في باريس؟