من جديد أعرب دوغلاس كوستا عن عدم شعوره بالسعادة في بايرن ميونخ، بعد أن تحدث عن الرحيل في الشهر الماضي. لكن مدربه السابق وداعمه يرى أنه ربما صرح بذلك في لحظة لم يكن فيها سعيداً أو لسبب آخر وأن كوستا سيصبح أفضل قريباً.
إعلان
عندما مدد بايرن ميونخ تعاقده مع الجناحين الكبيرين فرانك ريبيري (33 عاماً) وأرين روبن (33 عاماً) حتى عام 2018، غمرت السعادة قلوب الكثيرين من عشاق بايرن. لكن مثل تلك السعادة لم يكن ليشعر بها النجم البرازيلي دوغلاس كوستا (26 عاماً)، الذي وجد نفسه هذا الموسم يجلس على مقاعد البدلاء أغلب الوقت. فهو يلعب أصلاً في مركز ريبيري (جناح أيسر) وكان يريد أخيراً أن يحجز مقعده أساسياً في تشكيلة المدرب أنشيلوتي.
لكن الأمور هذا الموسم من وجهة نظره ليست على ما يرام، فخلال 26 مباراة رسمية لم يلعب كوستا منها سوى ست مباريات كاملة فقط. وهو وضع جعله يفقد متعة الكرة في ميونخ ويتحدث أكثر من مرة صراحة عن رغبته في الرحيل.
وكانت صحيفة "ذا صن" البريطانية قد نقلت عن كوستا عقب مباراة العودة في دوري الأبطال أمام أرسنال قوله: "أتحدث كثيراً مع النادي. سأتكلم معهم عن وضعي وعما إذا كنت سأبقى هنا أم ينبغي علي أن أبحث عن نادٍ آخر. أنا لست سعيداً دائماً هنا. لكن من المؤكد أننا قريباً سنجد حلاً". وأضافت الصحيفة البريطانية أن يوفنتوس ينتظر من أجل التعاقد مع اللاعب.
وبحسب موقع "دي فيلت" الألماني، فإن اللاعب كان قد صرح في بداية فبراير/ شباط أنه تلقى عروضاً أيضاً من الصين وأندية أوروبية كبرى للرحيل سيفكر فيها هذا الصيف، علماً بأن تعاقده مع بايرن يمتد لـ2020، وأن النادي دفع لأجل انتقاله 30 مليون يورو عام 2015.
لكن كوستا لم يقل بصراحة للصحيفة البريطانية سبب عدم سعادته في بايرن، علماً بأنه بقي على مقاعد البدلاء في مباراة أرسنال ولم يشركه أنشيلوتي سوى قبل النهاية بـ19 دقيقة، فتألق النجم البرازيلي وسجل هدفاً ومرر كرة جاء منها هدف، ليكتسح بايرن في النهاية أرسنال 5-1.
وربما يكون حديث دوغلاس كوستا مع الجريدة البريطانية دعوة إلى المسؤولين في ميونخ للتمسك به، فـ"هو مستقبل الفريق البافاري"، كما يعتقد الروماني ميرتشا لوتشيسكو، الذي درب كوستا في ناديه السابق شختيار دونيتسك الأوكراني، والذي كان داعماً كبيراً له.
وقال لوتشيسكو (71 عاماً) لصحيفة "بيلد" الألمانية إن كوستا "سريع جداً ويعرف كيف يدعم الفريق عند اللعب بطريقة هجومية". وأضاف المدرب الروماني إن "لديه تسديدة خيالية وجيد في تسديد الركلات الحرة. لديه إمكانيات كبيرة وهو مستقبل بايرن".
ويعتقد لوتشيسكو أن تصريحات دوغلاس كوستا مؤخراً عن الرحيل من بايرن إما وليدة لحظة لم يكن فيها سعيداً لأن الأمور لم تسر بالنسبة له كما ينبغي أو أنها جاءت من وكلاء أعمال اللاعب البرازيليين.
"عندما يصبح أباً سيكون أفضل"
"لا أشعر هنا بسعادة كاملة". جملة قالها كوستا آنذاك، ولكن ربما يتغير هذا الشعور في ميونخ عندما يرى مولوده الأول المنتظر قدومه في سبتمبر/ أيلول المقبل، إن بقي في النادي.
ويفتخر مدرب شاختيار دونيتسك السابق وزينيت الروسي حالياً بلاعبه البرازيلي الذي كان موجهاً أميناً له في الفترة التي قضاها كوستا بأوكرانيا بين 2010 و2015، مشيراً إلى ارتباطه به بعلاقة طيبة وأنهما يتواصلان مع بعضهما بانتظام. كما يؤكد المدرب الروماني أن قدوم المولود سيكون سبب لقوة ربيبه السابق كوستا: "عندما تصبح أباً ستشعر بالارتياح والتوازن أكثر وتدرك مسؤوليتك بشكل أكبر. ستصبح أفضل على أرض الملعب".
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.