مدرب سباحة تجاوز عمره الـ 100 عام يكشف عن سر لياقته
٢٩ أغسطس ٢٠١٩
هل نبدأ في فقدان شبابنا بعد الدخول في الثلاثينيات وتظهر علينا علامات الشيخوخة عندما نتجاوز الستينيات؟ احتمال غير وارد عند مُسن ألماني تجاوز الـ100 عام. فماهو سر طول عمر مدرب السباحة الألماني؟
إعلان
يقترب "ليوبولد كوشاليك" ببطء من حافة المسبح، يثني ركبتيه ويستنشق طويلا ثم يقفز إلى الماء. قفزته لا تبدو أنيقة للغاية لكنها مثيرة للإعجاب لاسيما وأنه مسن يبلغ من العمر 102 عامًا. عندما يظهر رأس "ليوبولد" بعد الغطس من جديد على سطح الماء تبدو على وجهه ابتسامة تعبر على أنه يعشق الماء والسباحة هي شغفه الكبير.
بصبر وروح الدعابة
يقول ليوبولد كوشاليك: "كنت دائما أمارس الرياضة المائية". بعد إصابته بنوبة قلبية قبل 17 عاما توجب على "ليو"، كما يسميه الكثيرون هنا، توخي الحذر. ورغم ذلك يعطي "ليو" مرة واحدة في الأسبوع دروسا في السباحة بحي ليشتنفيلده في العاصمة برلين. الفريق الذي يدربه "ليو" الآن متكون من ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين 6-8 سنوات. الأطفال سعيدين جدا بالتدرب عند المسن "ليو" ومتحمسين لتدريبات السباحة للغاية. "ليو" يصحح وضعية الأطفال أثناء السباحة ويعطيهم تعليمات ويشجعهم للتغلب على الخوف من الماء بالإضافة إلى أن وقت التدريبات مع العجوز "ليو" تكون مرحة جدا لما يتمتع به من روح الدعابة.
منذ 35 عاما مدربا للسباحة
اشتغل "ليوبولد كوشاليك" قفَّالا وكانت لديه شركة في برلين، ومع بداية تقاعده اجتاز "ليو" امتحانا للتدريب على السباحة عام 1984 لكي يملأ وقت فراغه. أراد المسن "ليو" أن يفعل شيئا مفيدا في حياته، ولأنه يعشق الماء أصبح مدربا للسباحة. منذ 35 عاما و"ليو" يزاول مهنة التدريب على السباحة، ورغم تقدمه في السن وتباطئ حركاته إلا أنه لازال يعيش بشكل مستقل ويعتمد في قضاء أغراضه اليومية على نفسه إلى حد كبير. أعيش الحياة وأحبها
هناك لحظات يشعر فيها "ليوبولد كوشاليك" بالوحدة، فمنذ أربع سنوات وهو يعيش وحيدا، منذ وفاة زوجته "هيلدغارد"، حبه الكبير. يقول "ليو" عنها: "لقد كانت قطعة ذهبية، قطعتي الذهبية، حبيبتي هيلدغارد". يظهر على "ليو" الحزن عندما ينظر إلى صورة لحبيبته "هيلدغارد" وهي تبتسم، ويضيف: "لن أنسىاها، لقد فعلت الكثير من أجلي. أنجبت معها ثلاثة أطفال، لسوء الحظ مات طفلنا الأول وهو صغير أثناء الحرب". يحكي "ليوبولد كوشاليك" أنه تعرف على زوجته وهو في الـ16 من العمر، فوقع في حبها، دامت مدة زواجهما 73 عاما، وعندما توفيت "هيلدغارد" كان عمرها 95 عاما. لكن عمله التطوعي كمدرب للسباحة وزملاؤه أنقذوه من الشعور بالاكتئاب، ومنذ ذلك الحين يحاول استخلاص القوة من الذكريات الجميلة.
قدوة لمن يريد أن يعمِّر طويلا
منذ أن تعدى "ليوبولد كوشاليك" الـ100 عام وتلفونه يرن بشكل متكرر. صحفيون من جميع أنحاء العالم يريدون معرفة نمط عيشيه وسر بقائه محافظا على لياقته لفترة طويلة. "ليو" فرِحٌ جدا بهذا الاهتمام الإعلامي وسعيد بتطرق إعلاميين من روسيا واليابان لقصته ويحتفظ بجميع مقالات الصحف عنه. في بعض الأحيان يحصل "ليوبولد كوشاليك" أيضا على رسائل من معجبين، يكشفون له عن أخذ العبرة من حياته للبقاء نشيطين، وعندما يقرأ "ليو" ذلك تنتابه فرحة ويدمع بعض الشيء.
أوكسانا إيفدوكيموفا / عبد الكريم اعمارا
بعد أن تجاوز عمرها المئة.. بدأت العمل كموديل
الكثير من الناس يغير مهنته خلال مسيرة حياته، والبعض يغيرها باستمرار. أما أن يكون عمرك أكثر من مائة عام وتبدأ مهنتك المفضلة فهذا شيء نادر ومثير. تعرف على قصة الموديل انغيبورغ فولف وعلى قصص بعض أشهر المعمرين في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
السؤال عن العمر أمر غير محبذ، وخاصة للنساء، ولكن بعد عمر معين يمكن ذلك. وعند سؤال السيدة انغيبورغ فولف عن عمرها تجيب بأنه 103 أعوام. عمرها كبير لكن طموحها أكبر في مهنتها المفضلة كموديل. شركة لصناعة الملابس استغلت الفرصة، وبمناسبة مرور 100 على تأسيس الشركة، قدمت فرصة للعمل فيها كموديل لأشخاص تبلغ أعمارهم مثل عمر الشركة أو أكثر. وهكذا وقع الاختيار على أنغيبورغ فولف التي لم تعمل كموديل سابقا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
عام 1915 هو العام الذي ولدت فيه انغيبورغ، التي نشأت في مدينة روستوك ودرست لاحقا هندسة التصاميم الداخلية. وعملت في خمسينات القرن الماضي مديرة لمتجر للتصاميم والأثاث، وصممت شقق للأصدقاء والأقرباء. وكانت تهتم بالموضة كما يظهر في صورها القديمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
لدى انغيبورغ فولف الكثير من الأصدقاء وتعيش حاليا في سكن للمسنين في مدينة كرونبيرغ في ولاية هيسن الألمانية. وتذهب باستمرار إلى صالة الألعاب الرياضية وما زالت تصمم تصاميم داخلية وتقود السيارة دون نظارات طبية. بالمناسبة حصلت انغيبورغ على وظيفتها الجديدة عبر أحد المصورين الفوتوغرافيين المهتمين بتصوير كباء السن.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
المصور كارستين تورميهلين، الذي اكتشف موهبة انغيبورغ، يبلغ من العمر 53 عاما؛ أي أنه شاب مقارنة بها. وأصدر كارستين مؤخرا كتابه الثالث الخاص ببوتريات كبار السن. ومن يبحث عن أناس تتجاوز أعمارهم المائة عام يجد ضالته عند المصور كارستين. لكن المشكلة في دفتر عناوينه أنه يحدثه باستمرار لأن الكثير من زبائنه لا يعمر طويلا بعد أن يبلغ المائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
يزداد أعداد الأشخاص الذين يتجاوزن المائة عام في العالم، وفي ألمانيا وحدها هنالك أكثر من 15 ألف شخص. لكن أغلبهم لا يعيشون كثيرا بعد سن المائة عام. أحدهم هو غوستاف غيرنيف من مدينة هافيلبيرغ بولاية ساسكونيا أنهالت، ويبلغ من العمر 113 عاما وهو بذلك أكبر معمر في ألمانيا – وبعد وفاة أكبر معمر في العالم من اليابان قد يكون غوستاف أكبر معمر في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
في حين كانت الفرنسية جيان كالمينت أكبر معمرة في التاريخ، إذ ناهز عمرها الـ122 عاما ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وولدت جيان في 1875 وتوفيت في عام 1997.
صورة من: picture-alliance/dpa
هنالك الكثير من التقارير التي تتحدث عن أناس وصلوا إلى أكثر من 122 عاما، ولكن لا توجد وثائق تثبت ذلك. مثل المعمر الإندونيسي مباه غوتو الذي توفي عام 2017 ويعتقد أن عمره تجاوز 146 عاما. ولم يتمكن مختصون مستقلون من إثبات وثيقة ميلاده، لذلك لم يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
صورة من: Imago/ZUMA Press
وكانت عينا مباه غوتو سيئتان للغاية في آخر أيام حياته، ولم يستطع مشاهدة التلفزيون وكان يستمع للراديو فقط، ويحتاج إلى مساعدة مستمرة في المشي وتناول الطعام. ونُقل عنه قوله: "ما أريده هو أن أموت". وربما لأنه لم يبق له شيئا في الحياة بعد وفاة أخوته العشرة وزوجاته الأربع وأطفاله الخمسة. ربما عندئذ يدرك المرء أنه صار خارج الزمان بعد مسيرة طويلة في الحياة. الكاتب: ماركو مولر/زمن البدري